يمنى تتحدى فشل التعليم
بقلم سماح سعيد :
طوال حياتنا ونحن نرى شهادة الثانوية العامة هى الشبح الذي يؤرق الأسرة المصرية ، بإعتبارها عنق الزجاجة والتى يتحدد بناء عليها مصير الطالب اوالطالبة بأكمله فيما بعد ، بإعتبارها البوابة السحرية للإلتحاق بالتعليم الجامعى ،والذى يحدد بعد ذلك من وجهة نظر آولياء امور الطلاب فرصتك للحصول على وظيفة .
ولكن ما نراه فى الآونة الأخيرة بدء من العملية الإمتحانية أشبه بالسيرك ولا يمت بصلة لوزارة من المفترض دورها التربية والتعليم ، فبداية من أول يوم إمتحانات والكثير من صفحات التواصل الاجتماعى تؤكد تسريب الأسئلة والوزارة تنفى وبشدة زاعمة انه غشا وليس تسريبا ، ونهاية بعملية التصحيح التى تتم فى جو من الهرجلة والفوضى والعجلة لمجرد إعلان النتيجة فى وقت مبكر .
لندخل بعد ذلك فى حلبة التظلمات التى قلما انصفت مظلوما ، وخير دليل على كلامى هى الطالبة يمنى الحضرى بنت قنا والتي حصلت على مجموع ٩٩٪ بعد انتقاص درجتين لها فى مادة الفيزياء ، وبعد تظلم الطالبة نجد ان المصحح احتسب لها اجاباتها الصحيحة ، لتحصل الطالبة على مجموع ١٠٠٪ وتتحدى فشل الوزارة وتتقدم على 16 طالبا وطالبة حصلوا على لقب الاول على مستوى الجمهورية .
هناك الكثير والكثير من أمثلة يمنى التي ظلمهم جهل المصحح ونظام تعليمى فاشل ، ليترك الطالب والطالبة بعقدتهم طوال حياتهم على انهم لم يحصلوا على درجاتهم الصحيحة ، وان جهده قد ألقى به فى سلة المهملات .
مأساة تتكرر وستتكرر كل عام نتيجة لعدم كفاءة المُعلم وضعف قدراته التعليمية فى التصحيح ، هنا لا ألقى باللوم على عليه فقط بقدر لومى على الوزارة غير المؤهلة لا بتعليم ولا بتصحيح .
إذن ما دوركم فى حياة الطلاب غير انكم من مسببات الضغط العصبى والنفسى والمادى عليهم ، وفى النهاية تهدروا مجهودهم وتضيعوا مستقبلهم الذى رسموه واجتهدوا للحصول عليه ، ما ذنب يمنى فى ان تسرق فرحتها فى الحصول على المركز الأول على الجمهورية ، ولا تلقى الاضواء عليها تكليلا لمجهودها وكنموذج يحتذى به ، وأخيرا أتوجه برسالتى إلى الوزارة “أتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة” لا سامحكم الله على ظلم وقهر طالب أهدرتم حقه فى درجاته الفعلية