ما أفسده أشباه الرجال تصلحه رضوى
بقلم سماح سعيد :
الصراع بين الرجل والمرأة سيظل القضية المزمنة التى نعايشها عبر العصور ونسمع عنها المزيد من القصص والروايات التى يعجز عن كتاباتها أمهر القصاصين ، تبدأ تلك المصارعة غير المتكافئة منذ نعومة أظافر الفتاة حينما ترى أخواتها من الذكور لهم صلاحيات و حقوق لا حصر لها، سواء للخروج مع أصدقائهم أو عدم التقيد بموعد للعودة إلى المنزل وغيرها من من التصرفات التى يرى الآباء إنها عيباً للبنت بينما هي مسموح بها او مباحة للولد .
لتنتقل الفتاة بعد ذلك من سلطة الأب والأخ إلى ما هو أشرس ، وهو سلطة الزوج وكأنها كائن مسلوب الإرادة يستعين بمن يقوده ، وهو ما جعل الرجل يزداد فى تعمق إحساسه بالأنانية وفرض بطشه على الإنثى سواء كانت اخته او زوجته او ابنته لمجرد شعوره إنه الحاكم بأمره على الأنثي التي شاءت الاقدار ان تستظل بكنفه .
كتبت مقالى هذا بعد الهجوم الشديد و النقد اللاذع الذي تعرضت له الإعلامية رضوى الشربينى عن برنامجها هى وبس على قناة ال cbc ، أولا فكرة البرنامج قائمة على إعطاء طاقة إيجابية لحياة المرأة المقهورة ، وليس لتحريضها على تخريب حياتها سواء كانت متزوجة او مراهقة ، بمعنى إنها تحض المرأة على النظر إلى الجزء المليان من كوب حياتها العاطفية ، وهذا لا ينتقص أبداً من رجولة الأسوياء من الرجال ، لذا فليس من العدل الهجوم عليها أو تسميتها بعدوة الرجال ، هى بالتأكيد عدوة كل رجل خائن مخادع كاذب، بمعنى الرجل الذى يذكر نوعه فى البطاقة وليس رجلا بمعنى الكلمة .
كل ما تطالب به رضوى إن تكون المرأة قوية بنفسها وهذا الرأي الصائب ، الحياة ليست كلها إمرأة ورجل ، والأنثى لن تموت بدون حب رجل ولكنها ستموت ألف مرة إذا استمرت مع حبيب بدون كرامة ، فعلى سبيل المثال إحدى الفتيات إتصلت بها لتشتكى منها إن شابا قد خدعها بحبه لها طوال أربع سنوات فى وسائل التواصل الإجتماعى ( الفيس بوك ) ووقت الجد والإرتباط الرسمى ذاغ الشاب ولم تره الفتاة مرة أخرى ، فالرد الطبيعي لاي إمراة عاقلة فى تلك الحالة هو عدم الحديث مع هذا الشاب مرة ثانية ، وبالفعل طلبت منها عمل بلوك له ما الخطأ هنا إذن .
وكذلك الزوج الخائن تنصح رضوى بعدم مواجهته إلا بعد خروج الزوجة من حياته ،لأن الخيانة مرض مزمن لن يشف منه صاحبه ، وغيرها من المشاكل والقضايا الحياتية التى تتعرض لها الإنثى يوميا وعلى مدار حياتها ، فى مجتمع ذكورى أصابه العفن وهرمت به العادات والتقاليد العنصرية العقيمة التى لم تصلح ابدا من علاقة الرجل بالمرأة بل تزيدها اضطرابا وتوتراً .
دائما لا أعمم فى أى قضية أتناولها لإن التعميم فيه إجحاف لكلا الطرفين فليست كل الرجال شياطين وليست كل النساء ملائكة ، كل ما تقصد رضوى فى برنامجها هى شريحة النساء المقهورات ، وكيف يكون رد فعلهن بعد إنتهاء أى علاقة عاطفية سواء حبيباً أو خطيباً أو زوجاً ، وهناك البعض يرد عبارة (زامر الحى لا يطرب ) ، لانها تحكى قصة زواجها وطلاقها على الملأ وهذا لم يقلل أبدا من فكرة البرنامج لانها توضح إنها إمرأة قوية ولم يكسرها احد ، وهذا لا يُعيبها أبدا بل على العكس أراها دائما ًإمرأة صريحة مع نفسها شديدة فى جرأتها ، رضوى بمثابة طبيب نفسى لشريحة من النساء المقهورات واللاتي خدعن بأسم الحب فهى تقدم نصائح ذهبية لإستكمال حياتهن بشكل سوى ، لعلها ثورة على أبواب القلوب المؤصدة والتى تئن بأوجاعها .