أهم الأخبارمقالات

تمخضت منظومة التعليم الجديدة فأنجبت فنكوشاً 

بقلم سماح سعيد :

استفتحنا بداية العام الدراسى الجديد بنذير الشؤم والحسرة ، حينما سمعنا بوفاة الطالب إبراهيم محمد حسن عبد ربه بالصف الثالث فى مدرسة الزهراء الابتدائية التابعة لإدارة بلقاس التعليمية محافظة الدقهلية ، هذا المقال ليس إعتراضاً على الوفاة ، لأننا جميعاً نعلم أن الموت حق علينا ولو كنا فى بروج مشيدة ، ولكن أن يكون الإهمال وتقصير المسئولين والفوضى التى تشهدها مدارسنا سبباً فى تلك الوفاة ، فهذا عار يندى له الجبين و يستدعي محاكمة فورية لكل بدء وزير التربية والتعليم إلى أصغر عامل فى المدرسة .

كل الخزى والعار إن طالبا يدهس تحت أقدام زملائه بسبب التناحر والتدافع أثناء الفسحة ، أما عن ترتيب الطلاب داخل الفصول وخاصة الصفوف الأولى فحدث ولا حرج ، حيث إنها  تحجز بالأمر لأبناء المدرسين وأقاربهم ومعارفهم ، أما من ليس له ضهر فى المدرسة فمن المحتمل أن يجلس على الأرض فى حال عدم وجود مقاعد للتلاميذ ، كما هو الحال فى بعض المدارس بمحافظة أسوان وغيرها، حيث يفترش الطلاب الأرض بحصائر  ليجلسوا عليها ويتلقون العلم ، وكأننا عودنا إلى عصر الكتاتيب .

وكذلك رأينا أحد مديرى المدارس وهو يتحدث إلى الطلاب ويطالبهم بعدم أحقيتهم فى الحصول على مقعد ، قائلا : ما حدش يطلب منى كرسى داخل الفصل عندى عجز 300 كرسي ، مهددا إياهم بعدم مطالبته بكرسى ، مضيفاً: اللى عاوز كرسى يجيب من بيتهم وهو جاى .

هذا إلى جانب تسمم عشر طلاب أثر تناول الوجبات الغذائية بأحدى المدارس اليابانية ، بالأضافة إلى وقوع جدار بمدرسة بسوهاج والذى قرر مدير الأدارة فى أول ايام الدراسة وقف الدراسة بها وتوزيع الطلاب على المدارس الآخرى المجاورة .

أى تعليم هذا وأى تطوير الذى يتغنى به الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم ، أين التطوير والمدارس غير قادرة على مجرد اصطفاف الطلاب فى أماكنهم داخل فصولهم وكأن المدارس أصبحت أشبه بالسوق الشعبى ، كيف سيدرس التلميذ مناهجك المطورة ؟ وهو لا يجد له كرسيا بفصله ، وكارها للمدرسة بما لها وما عليها و لا يشعر بكيانه داخلها لعجزها  عن توفير أبسط متطلباته وهى تحقيق الأمان أو توفير المكان والجو الملائم لذلك .

تلك محصلة إنطلاق ماراثون العام الدراسي فى أول إسبوع بقيادة المنظومة التى لم نر منها شيئا حتى الآن غير الكوراث وحالة من الهرج والمرج ، لغياب المسئول عن أرض الواقع ، ولرسم الخطط داخل المكاتب الفارهة وليست من واقع المعايشة .

نحن لا نحتاح خططا لتطوير التعليم بقدر ما نحتاج إصلاحا عاجلا لمنظومة شبه غارقة ،بُحت أصواتنا وتعالت بأن يسمع صناع القرار شكوانا ، حلوا مشكلة كثافة الفصول قبل تطوير المناهج ، وفروا مدارس آدمية وأماكن للطلاب وهو لن يحتاج إلى تابلت أو غيره ، خصص رواتب مناسبة للمُعلم حتى يعطى أفضل ما عنده للطالب .

فى النهاية لا نستطيع الا أن نقول لكم الله يا طلاب مصر ، كأن الله قد كتب عليكم أن تبتلوا بمسئولين لا يشعرون إلا بسلطانهم وكراسيهم ، عام مضى 2018/2017 وكنا نعتقد إنه أسوأ الأعوام  التعليمية ، ولكن من الواضح أننا لم نرالأسوأ بعد ، وقانا الله وإياكم شر المنظومات التعليمية الجديدة الفنكوشية والتى هى أشبه بالنقش على الماء .

للمقال السابق اضغط👈 سماح سعيد 

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى