ذئاب الماسنجر !!!
بقلم سماح سعيد:
لم يعد الفيس بوك وسيلة من وسائل التواصل الإجتماعى وفقا للهدف الحقيقى من إنشائه ، بل أصبح مظهرا من مظاهر الحياة الإجتماعية وآفة تسشترى كل يوم آثارها السيئة أكثر من منافعها .
فالفيس بوك فى الدول المتقدمة هو وسيلة من وسائل عرض الأفكار وتبادل الرؤى والتقارب بين الناس نظرا لإنشغالهم الدائم بالعمل وعدم وجود الوقت الكافى لهم للتزاور .
أما فى بلادنا العربية فقد أساء الغالبية العظمى إستخدام تلك الوسيلة ، من خلال إستخدامها فى أهداف أخرى غير نبيلة ، فبعض الرجال أو الشباب يستخدمها للإيقاع بالفتيات والنساء فى شباك الحب والغرام من خلال هذه الحجرة الشيطانية المسماة بالماسنجر أو الرسائل
إن كان الشاب أو الرجل على قدر عال من الإنحطاط اللا أخلاقى فيدخل مباشرة برسائل الحب والغرام المصطنعة والتى فى الغالب تُرسل لكل فتاة عنده من أصدقائه .
ومنهم من يلعب دور الوقار والحكمة بل أحيانا تتوهم فيه الفتاة الورع والتقوى من خلال ثقافته الدينية حيث صفحاتهم التى لا تخلو من آيات الله الحكيمة ، لتكون هى مدخله لفرد شباكه نحو الفريسة ليبدأ معها من خلال رسائل مصطنعة وشائعة لبناء علاقة تحت مسمى الصداقة ، لتنتهى إلى ما لا يحمد عقباه من علاقات قد تصل أحيانا لممارسة الرزيلة .
والغريب إن بعض الفتيات والشابات يتجاوبن مع هذا النموذج المعاق نفسياً وتبادله مشاعر الزيف والوهم معتقدة إنها الوحيدة التى نحجت فى إصيطاده ،وعلى النقيض توجد فتيات على قدر على من الثقافة والأخلاق والتربية اللواتى يلقيونهم درسا فى الأدب لم يشهدوه من قبل طوال حياتهم .
سمعت تلك القصص من فتيات ونساء سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وآخرها مكالمة تليفونية من أم مكلومة لبكاء ابنتها وإنقطاعها عن المأكل والمشرب بسبب خديعة أحد الشباب لها وايهامها بحبه لها ، وعند موافقة الأم على مقابلته لإتخاذ خطوات جدية لإرتباطهما ذهب بلا رجعة قائلا للأم : إبنتكم زى الفل أنا اللى طلعت عيل .
و أنا لا أتهم الرجال فقط بهذا المرض العضال فى وسائل التواصل لأن هناك من النساء والفتيات ما يفعلن أكثر من ذلك ، فبعضهن تتخذن من الفيس وسيلة لإصطياد الشباب ومحاولة الدخول معهم سواء فى علاقات شرعية كالخطوبة أم الزواج والتى فى الغالب يستحيل تحقيقها فى الواقع ، أو الدخول فى علاقات غير شرعية معتقدة إنه لا أحد يراها أو يراه متناسيين أن الله فوق الجميع .
كلمتى فى النهاية إلى الرجل سواء كان شابا أو كهلاً ، متزوجاً أو غير مرتبط أتقوا الله فيما تفعلون ، وتخيل إن الفتاة التى تحادثها هى أمك أو أختك وإن كانت والدتك فى مأمن بحجة أنها من كبار السن أو أن آختك متزوجة ، فتأكد أن ما تفعله سيرد لك فى أبنتك فيما بعد فكما تدين تدان .
إما الفتيات أو السيدات اللواتي يتخذن من الفيس وسيلة لإيقاع بزوج أو لإضاعة الوقت والتسلية مع شاب يشعرك بأنوثتك ، فنصيحتى أن تهجرى تلك الوسيلة الشيطانية بغير رجعة .
فهذا الشاب أو الرجل الذى ترين فيه فارس أحلامك هو فى الأصل هو شخص مريضا نفسيا يثق إنه مرفوض فى الواقع نتيجة إما لظروفه الإقتصادية أو الإجتماعية أو سلوكياته الخطأ ، ويحاول أن يهرب من واقعه المرير إلى عالم الخيال والإفتراض ليشعر برجولته بأن يتقرب إلى هذه أو تلك ، لا تفرق معه شكل أو أسم أى إمراة وإنما كل ما يعنيه هو إشباع نهم خياله المريض بأن الكثيرات من النساء يتصارعن للفوز به .
فى رأيي أن أسباب تلك الظاهرة السيئة سواء بالنسبة للفتاة أو الفتى ، هو الفراغ وسوء التربية وعدم الإلتزام بالمبادئ الدينية ، ويجب التركيز وألقاء الضوء عليها سواء فى البيت أو المدرسة أو خُطب و توعية المؤسسات الدينية لتجنب المزيد من المشكلات التى باتت تحاصرنا .