خديعة الأوبن بوك
بقلم سماح سعيد:
سمعنا كثيرا من الكلام المعسول عن تطوير منظومة التعليم وإنطلاقها بدءا من العام الدراسى الحالى ، ولطالما أعتكف الدكتور طارق شوقى لشهور داخل مكتبه مقاطعا وسائل الإعلام وغيرها ليخرج لنا بعد ذلك معلنا العمل بالمنظومة التعليمية الجديدة ، والتي ما رأينا منها إلا الأوهام .
فى البداية شملت تلك المنظومة السنوات الأولى والثانية للحضانة والصف الأول الإبتدائى ، وهو ما أجمع الغالبية العظمى من أولياء الأمور أنه لا شئ جديد ملموس حدث على أرض الواقع سوى تغيير طفيف فى بعض الكتب والمواد .
والجزء الثانى من التطوير خاص بالصف الأول الثانوى، والذى بدأت إمتحاناته هذا الأسبوع لتكون الضربة القاضية لمنظومة تعليمية خيالية لا تدار إلا على الورق فقط .
فمنذ بداية العام الدراسى أعلن الوزير عن تغيير كلى فى الصف الأول الثانوى من خلال توفير التابلت للطلبة ،لتصبح الإمتحانات إلكترونية بدلا من الورقية ، وبعد تعثر توفير التابلت للطلبة فقد أجلت وزارة التربية والتعليم تلك الخطوة إلى التيرم التانى ، مكتفية بتعديل نظام الإمتحانات فى المواد ليصبح هناك أختباران للمادة فى التيرم الواحد ،حتى يصل الطالب إلى الصف الثالث الثانوى فتكون محصلة اختباراته للمادة الواحدة 12 أختبار .
ولكن ما شهدته الأجواء الإمتحانية كانت مهزلة فلا تابلت تواجد ولا إمتحانات ضبطت ، فقد خرج معظم الطلاب من إمتحان اللغة العربية يعانون من التخبط والتيه لعدم قدرتهم على فهم أو حل أسئلة الإمتحان على الرغم من السماح بتواجد الكتاب المدرسى داخل اللجان ، ولكن الإمتحان جاء من خارج المنهج فما فائدة الكتاب المدرسى أذن اذا كنت ستأتى بالأسئلة من خارجه ؟، ألم يأت إلى أذهانكم إن هذا سيفتح الباب على مصراعيه إلى الدروس الخصوصية والملازم وغيرها من الوسائل التعليمية لإبتزاز الطلبة وأولياء أمورهم .
إلا أن رد الوزارة جاء هزيلا وضعيفا كالعادة لتزيل عن عاتقها هذا الفشل الذريع معللة ذلك بأنها تساعد الطالب على الفهم، أى فهم هذا ؟ ،وهل لديك مُعلمين بالعدد والكفاءة لتدريب وتلقين الطالب على هذا النظام الجديد ؟، وهل تسريب إمتحان الأحياء فى اليوم الثانى كان ضمن خططك التطويرية أم لا ؟ أفيقوا يرحمكم الله أنزلوا لأرض الواقع لتعرفوا ما يعانيه الطلاب وأولياء أمورهم ، وإن كانت حجتكم بأن تلك السنة ما هى الإ تجريبية فالأحرى بكم أن تجربوا فى فئران تجارب وليس فى أولادنا ، وإن كانت أول القصيدة كفرا فما بالك بباقى السنوات ، الوضع يسوء كل يوم ولا حياة لمن تنادى ، ندائى إلى صانعى القرار فى مصر أرحموا طلابنا كفاكم مهاترة .