آسفين يا شريف
بقلم سماح سعيد:
شريف مدكور ذلك المذيع المثير للجدل دائما وابدا بأسلوبه الرقيق الذى يستعصى على الجنس الخشن (الرجال ) الوصول له ، غالبية النساء من متابعيه بسبب رقيه فى التقديم والذى ينم عن حسن التربية .
وكعادة مجتمعنا دائما رمى الشجرة المثمرة بالحجارة أثيرت عنه العديد من الشائعات الكفيلة بأن تخذل أى إنسان وتصيبه بالإحباط ، إلا أن شريف كان مقاتلا مغوارا فى مجاله الإعلامى أستمر بنفس أسلوبه ولم يعبأ بما تردد عنه من هراء، حتى صنع لنفسه حالة أعلامية متميزة مختلفة عن باقى والمذيعين الذين قلما يظهر فيهم نبوغا سواء فى الأداء أو الشكل أو حتى المحتوى .
كنت أتابعه منذ قرابة العشر سنوات الماضية عندما كان يعمل مقدما لإحدى برامج الطبخ فى قناة النيل للأسرة ، وإنتقل بعدها فى عدد من القنوات والبرنامج أخرها برنامج شارع شريف على قناة المحور و كان لى أنتقادى الدائم له والذى كنت أحتفظ به لنفسى وهو زيادة معدل الرقص والاغانى وعدم حصولى على معلومات كافية من الحلقة كما عهدته سابقا .
ما أردت إلقاء الضوء عليه فى مقالى هو تحول موقف الجمهور تجاه المذيع بعد إعلانه إصابته بسرطان القولون وهو الشاب ذات ال ٤٦ عاما و لم يتزوج ، وهى النقطة التي أثارت حولها الكثير التكهنات أفتراء وكذبا وأحاطوا الرجل بكم من الأكاذيب والشائعات لم يتحملها بشر ، لتنهال وسائل التواصل الإجتماعى عليه بهشتاج أحنا أسفين يا شريف ، أحسست وقتها بكم الخذى من أنفسنا على أساءة الظن بشخص لو حول له ولا قوة ، والذى لم ينقذه من ألسنتنا سوى المرض القاهر وكأن السرطان كان أرحم عليه من البشر .
هذا درس لكل شخص لم يقدر ظروف من أمامه ،وأننا لا نتخذ من السوشيال ميديا وسيلة لترويج والشائعات ،و أن نضع أيدينا على آذاننا لعدم سماع مرددي قول ( بيقولوا أو سمعنا ) ، لكى نكف عن ثقافة التسلية فى سيرة حياة الآخرين والتطفل عليهم سواء فى جواز او طلاق أو إنجاب وغيره من الموضوعات التى لا محصلة لها سوى أنها تثقلنا بالذنوب ، هذا إلى جانب إنها من الحرمات التطرق إليها إستنادا لقول الله “تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”.
كلنا خطاؤن وخير الخطائين التوابين ، فلنتوب إلى الله عن إساءة الظن بأى شخص ، سواء كان قريبا منا او بعيدا عنا ،ولعل مرض شريف ناقوس خطر يدق فى أذهاننا للعودة إلى الإلتزام بمبادئ ديننا الحنيف وأن لا نحيد عنه ابدا ، ولعلها تقبل ونحن على مشارف شهر التوبة والغفران ، فلنتجه إلى كل شريف ظلمناه فى حياتنا ونتأسف له حتى نتحلى بصفتى الشجاعة ونبل الأخلاق ، اللهم الصفح والمغفرة والتوبة والعفو والشفاء لكل مرضانا وألبسهم ثوب العافية .