إنفتاح أم عولمة ؟!
بقلم سماح سعيد :
كان لى الشرف يوم الاثنين الماضى فى إستضافتى فى برنامج “بيت العيلة” بقناة النيل للأسرة إحدى قنوات التليفزيون المصرى المتخصصة ، ونظرا لأنها المرة الأولى لظهورى على الشاشة و لمكانة ماسبيرو فى قلبى والذى كان وسيظل علامة تاريخية بارزة فى سماء الإعلام رغما عن المشكلات والكبوات التى تعترضه.
كانت الحلقة تدور حول الإنفتاح على الثقافات الأخرى وتقبل الآخر، وبالرغم من خوفى الشديد وارتباكى من الظهور على الشاشة ولأول مرة إلا أن الوقت لم يسعنى لشرح أفكارى وعرض كل معلوماتى ، إضافة إلى عدم تمكن الكثيرين من مشاهدة الحلقة إما لضيق وقتهم أو لعدم إتاحة القناة لديهم .
ولأننى أحببت فكرة الفقرة الخاصة بالبرنامج فسأحدثكم عنها هنا فى مقالى ، بداية تعريف” الثقافة” ، ما هى إلا رموز ولغة تنتمى إلى مجتمع معين يضاف إليها القيم والأفكار والمعتقدات والأثار ، وللإنفتاح على الثقافات الآخرى فوائد عديدة منها ، تقليل الخوف من الآخر والتأثير على نمط حياتك ومحاولة فهم الآخرين المختلفين عنك ثقافيا وإجتماعيا وبيئيا لزيادة المعرفة وأكتسابنا المزيد من المهارات .
ولابد من أن نضع فى إعتبارنا أن هناك العديد من الإختلافات بين الثقافات سواء من حيث التواصل أو طرق المعرفة أو طرق التعبير و كذلك طريقة العمل وإتخاذ القرار وتحمل المسئولية ، هناك على سبيل المثال فى الثقافة الآسيوية التعاون بين الأفراد إذا كان هناك عمل مشترك يجمعهم ، عكس الثقافة الأوربية يهتمون بالعمل فى مقدمة أولوياتهم والعلاقات الإنسانية تأتى بعد ذلك ضمن أخر إهتمامهم .
علينا كمجتمع مصرى التمسك بعاداتنا ومعتقداتنا وتدعيم الإيجابى منها وتجنب السلبي ، وكذلك الإنفتاح على الثقافات الأخرى والتمحيص فيها وإختيار ما يتناسب مع بيئتنا وظروفنا ، وأن نؤثر فى أى ثقافة ونتأثر بها ، لا نقوم بدور الملتقى فقط أو المستقبل ، هنا لابد أن نتعامل بحكمة “فكر عالميا ونفذ محليا ” ، هذا هو ملخص الانفتاح ، وتقبل الآخر بمعنى التعايش معه وعدم إقصائه بل نحترمه حتى يحترمنا( عامل الناس كما تحب أن تعامل ) .
أما ما نراه الآن فى الشارع المصرى فما هو الإ العولمة وهى بعيدة كل البعد عن فكرة الإنفتاح على الثقافات الآخرى ، هنا الطرف الأقوى يحاول فرض سيطرته وقوته وثقافته على الآخر ،لينتج لنا جيلا مسخا لا ينتمى لوطنه إلا فى بطاقته فقط ثائرا على كل ما هو قديم بحجة أنه لا يتوافق مع العالم المتغير مع إنه غير متمكن من أبسط مفرداته وهى لغة بلده، و هو ما يؤدي بالتدريج الي اختفاء موروثات هذا البلد ولنشاهد أجيالا فاقدة لهويتها وخصائصها الحضارية .
علينا دائما التمسك بكل ما هو قديم ليس فقط للتأمل فيه والبكاء على أطلاله أو للفخر به بل للمحافظة عليه ومحاولة تجديده باستمرار وليست إزالته ، والبداية من الأسرة وتأتى بعدها المدرسة ثم باقى العوامل الأخرى منها البيئة والإعلام ، “اللهم أحفظ بلادى” .