مقالات

أهلاً بالفوضى !!!!

بقلم سماح سعيد:

فى مثل الأيام من كل عام وعلى أنغام أغنية “يا رايحين للنبى الغالى ” للمطربة ليلى مراد نستشعر بروحانيات عيد الأضحى المبارك تهل علينا ببركاته ونفحاته الإيمانية بداية من فريضة الحج إحدى الأركان الخمس المتممة للدين الإسلامى العظيم ، ونهاية بذبح الأضاحى والذى بدأها سيدنا إبراهيم فدية عن أبنه إسماعيل لتصبح شعيرة يقوم بها كل مسلم قادر على أدائها ، لإدخال البهجة والسرور على الفقراء والمساكين وكذلك الأهل والأقارب .

ولكن ما نراه فى السنوات الأخيرة هو حالة من الهرج والمرج لإقامة تلك الشعيرة ولا يمت بصلة لاحتفالات الأعياد بل هو رسالة سيئة للعالم عن ديننا الحنيف ، ليصبح عيد الاضحي بناء على ما يحدث فى معظم الشوراع والميادين عنوانه للفوضى العارمة بعد عملية ذبح الأضاحى خارج المذابح الحكومية أو المكان المخصص لذلك .

هنا إنتقادى غير موجه لأداء الشعيرة ولكنى إنتقادى لمن يلوث الشوراع بدماء الأضحيات ومخلفاتها لتتحول أغلب شوارعنا أشبه بمقالب للقمامة نتيجة لكمية الروائح الكريهة المنبعثة منها ، هذا إلى جانب الإيذاء البدنى والنفسى الذى ينال مننا عندما نمر بمعظم شوارع القاهرة وكذلك المحافظات والقرى .

أصبح كل قادر على شراء أضحية لا تعنيه المارة ولا الجيران وكل هدفه التباهي بالتقوى والإيمان وأنه ملتزم بقواعد شرع الله فيما شرع من خلال توزيع كم لا بأس به من اللحوم لعدد من الفقراء ، وكأنه سيحل ما يعانيه الفقراء من مشاكل صحية وأقتصادية أخرى .

نتمسك بقشور الدين وننسى جوهره  ما من أحدا ينكر عليك حقك فى الذبح والأضحية ولكن كن ملتزما بإماطة الأذى عن الطريق أعمالاً بالحديث الشريف (من آذَى المسلمين في طرقِهم، وجبَتْ عليه لعنتهم)، فما بالك هذا ليس أذية للمارة فقط هذا بل هو ضرر للكثير حيث  يمثل عبئا و ضغطا على المرافق العامة إلى جانب التلوث البيئى الذى يحمل فى طياته العديد من الأمراض والفيروسات  فضلا عن عدم صحة لحوم الأضاحى والتى تذبح بهذه الطريقة الهمجية ، فأى ثواب هذا الذى تنشدوه .

وكفاكم مطالبة بقانون لتجريم تلك العشوائية فى ذبح الأضاحى فقد سنت وزارة الزراعة قانونا منذ زمن بعيد ولم ولن يتم تفعيله ، فما أكثر قوانيننا وما أكثر العبث بها والتحايل عليها بل و بالأحرى هى حبر على الورق ، أقول هذا بعد أن قرأت عن تهديد عدد المحافظين والتلويح بتطبيق عقوبة من 2000 جنيه لتصل إلى 50 ألف جنيه لمن يخالف تعليمات الذبح ،وأؤكد هنا إنه لا يوجد قانون يحكم ضمائر الإنسانية والسلوكيات الخاطئة .

علينا أن نخاطب أنفسنا كمسلمين لنكون سفراء لديننا ونصدر للعالم الصورة الصحيحة للإسلام ، وأن نتقى الله فيما نفعل ونتخلص من حب الذات ( الآنا ) الذي يعترينا ليفسد فرحتنا بأعيادنا ، فى نهاية مقالى أتمنى لكم أعيادا سعيدة خالية ممن يفسدوها وكل عام وأنتم بخير .

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى