مقالات

عام دراسى جديد بلا ملامح !!!!

بقلم سماح سعيد: 

بدأ منذ أيام العام الدراسى الجديد 2019/2018 وسط حالة من الترقب للطلبة وأولياء أمورهم لإستطلاع هلال التطوير والذى تعثر علينا رؤيته حتى الآن منذ عقود مضت ، فقد سئمنا مجرد نطق تلك الكلمة المطاطية والتى يتشدق بها كل وزير يأتى ليتولي هذا المنصب حتى فقدت الكلمة بريقها ورونقها ولم تعد تطرب أذن من يسمعها ، لأنها فى النهاية أصبحت أشبه بصفر على الشمال لا قيمة له .

وكعادتها عقدت وزارة التربية والتعليم مؤتمراً صحفيا للإعلان عن إنجازاتها الوهمية والتى لا يراها أحد غير الوزير وكل مستفيد من منصبه بوزارته الموقرة ، ولكن على أرض الواقع نجد مشكلات التعليم تحاصرنا من كل جانب فالوزير لم يحرك ساكنا خلال ما يقرب من الثلاث سنوات  منها على السبيل المثال لا الحصر الكثافة الطلابية بالفصول الدراسية وتحسين رواتب المعلمين والعجز فى عدد المعلمين وغيرها .

وترك الوزير كل هذا الإرث من المشكلات لينشغل بالتابلت للصفين الأول والثانى الثانوى ، وكذلك التغنى بمنظومة تعليمية جديدة بدأت العام الماضى فى المرحلة الأولى لرياض الأطفال والذى قرر بدء الدراسة بها مبكرا هذا العام عن باقى الصفوف الدراسية بالرغم من عدم توافر الكتب ، المهم أن يذهب التلاميذ كنوع من تسليط الضوء على المنظومة الجديدة .

أما بالنسبة للصفين الأول والثانى الثانوى فللعام الثانى على التوالى لا ندرك ما العبقرية فى أصطحاب الطلاب التابلت ، ورأينا بأعيننا كم المهازل التى حدث فى الصف الأول الثانوى العام الماضى بعد تطبيق هذا النظام من وسقوط السيستم وهرج ومرج طوال العام أفقد الكثير منهم إتزانهم وقدرتهم على تحصيل المعلومة العلمية .

وهنا أتساءل ألم يعد هذا إهدارا للمال العام ؟ أليس من الأفضل الإستفادة بتلك الأموال لحل مشكلة الكثافة الطلابية والتى يعانى منها كافة الأسر المصرية كل عام ؟ وإن كان المبرر أن ثمنه من خارج فلوس الوزارة فالأجدى أن تنفقوا هذه الأموال فى مكانها الصحيح والمناطق الأكثر إحتياجا  حتى وإن كان المبلغ قليل بالنسبة لحل مشكلة الكثافة ولكن يكفى إننا نبدأ .

أكد الوزير على أن الوزارة وفرت 13ألف فصل دراسي فى الوقت التي تحتاج فيه حل مشكلة الكثافة الطلابية بالفصول إلى 100ألف فصل ، أين يذهب هؤلاء التلاميذ الجدد كل عام بما يتوافق مع الزيادة السكانية ؟، سوف تلفظهم المدارس لعدم وجود أماكن لهم ، وهو ما سيؤدى إلى إرتفاع معدلات نسبة غير المتعلمين بالمجتمع وأزدياد الجهل مع مرور الزمن وعدم الإهتمام بالقضية .

يا صانعو القرارات إتقوا الله فيما تفعلون نحن لسنا فى مرحلة تسمح لتا برفاهية التعليم فى المرحلة الثانوية والمخاطرة بمستقبل هؤلاء الطلاب ، نحن بحاجة إلى حل جوهرى لمشاكل التعليم الحقيقية وإعادة هيكلة حقيقية وليست شكلية ، استقيموا يرحمكم الله .

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى