لا للعنف
بقلم سماح سعيد:
“أولادنا ” هى المرحلة الثالثة التى أطلقها المجلس القومى للطفولة والأمومة لحماية الأطفال من ظاهرة العنف سواء كان جسديًا أو لفظيًا ، مطلقا هشتاج بعنوان #بالهداوة مش بالقساوة ، بتلك الكلمات أزيح الستار عن تلك الحملة يوم الأحد 29سبتمبر 2018 ، بالشراكة مع الإتحاد الأوروبى الممول لها وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم .
ولأن الأطفال هم مستقبل الأمم إنطلقت شارة البدء بتلك الحملات منذ عام 2017 ،كان أولها “لا للعنف ” والتى ركزت على التربية الإيجابية للأطفال داخل الأسرة مطالبة بضرورة الإبتعاد عن العنف فى التعامل مع الأطفال ، حتى نقدم للمجتمع شبابا أصحاء نفسيًا غير محملين بالعديد من المشكلات والعقد النفسية والتى يعانى منها المجتمع فيما بعد بل الفرد ذاته .
إما المرحلة الثانية فهى بعنوان “لا للتنمر “وهى التى تناولت ضرورة تدريب الأطفال على عدم ممارسة العنف فيما بينهم وبين أقرانهم سواء فى المدرسة أو البيت أو أى مكان آخر .
واخيرا كانت حملة أولادنا والتى طالبت بعدم ممارسة العنف على الأطفال بدءٍا من فترة المراهقة والمقسمة إلى 3مراحل وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة هى ؛ مرحلة المراهقة الأولى وتنتهى حتى سن (العاشرة )من عمر الطفل ، لتأتى بالمرحلة الثانية وتشمل الفئة العمرية من (10سنوات إلى 14سنة )، وأخراها هى فئة من (14سنة وحتى 18 ) ، ووفقا للمسح السكانى والصحى الذى أجراه المركز القومى للأمومة والطفولة عام 2014 فإن 93% من الأطفال يتعرضون لممارسات تأديبية عنيفة ، وجاء الأهل فى مقدمة تلك الممارسات تلاهم أقرانهم ثم المعلمون .
العنف هو مرض خفى فى الإنسان أشبه بالسرطان لا يظهر غالبًا إلا خلال تعامله مع الآخرين، وهو نتيجة لتربية غير سليمة وبيئة غير سوية شجعت على ممارسته ، ليعطى لنا فى النهاية إما شخصا منعزلا يخاف التعامل مع الآخرين أو يمارس عنفه مع من حوله كنوع من الثأر لنفسه التى تأذت قديما ، وكانت الطفلة جنة بالدقهلية خير مثالً على ذلك بعد أن توفيت أثر تعذيب جدتها لها ، وهناك فى المجتمع آلاف من جنة ولكن لا أحد يسمع بهم نتيجة لحظهم السيئ فى الوصول للإعلام ، أو لصعوبة إستنجادهم بمن يغيثهم إما بسبب البعد الجغرافي ( القرى والنجوع ) أو لعادات وتقاليد بيئية ومجتمعية متخلفة تقف حائلا أمامهم بعدم التصريح بمشاكلهم الأسرية حتى لو كان الثمن حياتهم .
علينا إستيعاب شخصية المراهق والتغيرات الإجتماعية والعاطفية و الفسيولوجية المصاحبة لتلك الفترة ، هذا إلى جانب المعايير الإجتماعية التى تشكلها التربية، لذا يجب أن نعى مرحلة المراهقة كونها تجلب العديد من أشكال الخلافات والتباعد بين المراهق وأسرته لرغبته فى تحقيق المزيد من شعوره بالإستقلال الذاتى بعيدا عن سلطة الأهل .
وهنا أستشهد بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا” ، علينا كأسر توفير الأمان والحماية والتشجيع لأبنائنا بما يتوافق مع هذا العصر الرقمى دائم التغيير ، وليس من المقبول التهاون أو الإهمال أو التعنيف لفلذات أكبادنا حتى يتنامى لديهم الشعور بتعزيز ثقتهم فى أنفسهم وتثبيت أركان ودعائم الشخصية السوية سواء مع أنفسهم أو مع العالم الخارجى .