أهم الأخبارمقالات

(صديقتى والجائحة )حكاية من عزل بلطيم

بقلم سماح سعيد:

كانت البداية هى إحدى رسائل الواتس أب بيني وبين صديقتى المقربة رحاب قاسم رئيس قسم الجودة بمديرية التربية والتعليم بمدينة الحمام التابعة لمحافظة مرسى مطروح ، وذلك فى يوم الجمعة 4 أبريل الماضي لتبلغنى بأن حرارتها مرتفعة وتعانى من فقدان التركيز ، فبدا لى وكأنه دور أنفلونزا وسيمر مرور الكرام خلال عدة أيام ، و اذ بها تستنجد بى يوم الأحد من نفس الأسبوع فى الثامنة مساء بجملتها التى طالما أربكتنى بها على مدار أسبوعين (سماح ألحقينى أنا بموت ) .

لتبدأ رحلة المعاناة مع أرتفاع درجة حرارتها والتى كانت تصل إلى 41 درجة دون أن تنخفض بالرغم من إعطائها كم لا بأس به من المخفضات ، تواصلت مع الاستاذة منال سالم وهى ضمن الفريق الإعلامى لمكتب وزيرة الصحة والتى بادرت بالأتصال بها وتهدئتها وكلفت طبيباً مختصا للتواصل معها ونصحها بتناول المضادات الحيوية وأنواع من المخفضات ، ولم تفلح كل تلك الأدوية للعلاج لتتوجه صديقتى إلى مستشفى العلمين ويتم احتجازها يوماً وخروجها فى اليوم التالى ، لتعود فى نفس اليوم مساء ً وتكمل باقى الأسبوع فى المستشفى .

وعلى مدار أربعة أيام بمستشفى العلمين و علاجات غير مجدية تم أخذ ثلاث عينات دم لها ليكتشفوا تغير الدم ، طالبين أخذ مسحة لها للتأكد من اصابتها بفيروس كورونا أم لا ، وعلى الفور طالبت المستشفى مستشفى النجيلة بأخذ العينة منها ليصل المختص عصر الجمعة فى نهاية الأسبوع ، لتخرج علينا النتيجة فى يوم السبت الأسبوع الذى يليه بأنه فيروس الكورونا .

تم أصطحابها فى الثامنة مساءً إلى مستشفى العزل ببلطيم في محافظة كفر الشيخ بمتابعة الاستاذة مها أحمد أحدى أعضاء الفريق الإعلامى لمكتب الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة حتى وصلت إلى مقرها فى العزل لتبدأ رحلة جديدة من الصراع مع هذا الفيروس اللعين ، ولتشهد لى بأنها رأت هناك مصر جديدة غير ما تراه فى باقى مستشفيات من سلبيات وشكاوى ، قالت لى : أنهم ليسوا جيش مصر الأبيض بل هم ملائكة مصر ، حيث كان الجميع يعمل علي راحتها النفسية قبل الدوائية وليست صديقتى فقط بل رأتهم مع جميع المرضى يمثلون نبراسا يحتذى به فى المعاملة مع المريض .

وحتى وقت كتابتى لهذا المقال فإن رحاب قضت 21 يوما فى عزلها الطبى فى مستشفى بلطيم وتحمد الله على استقرار حالتها الصحية بالرغم من انه لايزال الفيروس بجسدها الا انها أصبحت فى صحة وعافية بفضل الله وكل العاملين بالمستشفى ، لذا كان لزامًا عليا أن أتوجه بالشكر إلى الدكتور تامر حامد مدير مستشفى بلطيم المركزى والدكتور محمد حافظ نائبه على دورهما العظيم فى تلك الأزمة ، وأعرف أن هناك من سيرد قائلاً : هذا واجبهم ولكنى هناك من يتنصلون من اداء واجبهم أو يقومون به لمجرد تحصيل حاصل ويتذمر من التعامل و الرد على المرضي أو ذويهم ، أما هنا فقد أدى الجميع واجبهم بحرفية وانسانية ، بارك الله فى كل مجتهد يتقى الله فى عمله وأكثر من أمثاله .
#شكرا جيش مصر الأبيض

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى