إنها العنصرية يا سيد ماكرون
بقلم سماح سعيد :
لماذا تخشى فرنسا الإسلام والمسلمين ؟ سؤال يطرح نفسه بعد أن نشرت صحيفة”فرانس سوار ” الأربعاء الماضى نفس الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم خاتم المرسلين”محمد “صلى الله وعليه وسلم والتى نشرتها إحدى الصحف الدانماركية فى ديسمبر2019، لتعود صحيفة “لوموند”الشهيرة لتنشر رسما من جديد تحت مزاعم الدفاع عن حرية التعبير ، ليحتل نصف مساحة صفحتها الأولى بعنوان “رسوم كاريكاتوريةحرة “.
أى حرية تلك التى تزعمونها وأنتم تعلمون أن هذه الرسومات ماهى إلا رسالة لتأجيج مشاعر المسلمين فى شتى أنحاء العالم ، فالحرية أساسها إحترام الآخرين مهمااختلفت عقائدهم أو جنسياتهم ، وإذا كانت هذه هي الحرية التى تتشدقون بها ، إذن فماذا تكون العنصرية ؟ .
وكيف لا يكونوا عنصريين وقد تغيرت خريطة التوزيع الديموجرافي بفرنسا علي مدار العقدين الماضيين ؟ فقد بدأت حركات التمييز العنصرى بالمجتمع الفرنسى من خلال الانسحاب الطوعي للفرنسيين من اصل أوروبى من الأحياء ذات الاغلبية العربية والأفريقية إلى الأحياء ذات أغلبيةبيضاء ، أما العائلات من أصول مهاجرة فأما تطرد من تلك الأحياء أو تنسحب منها ،وأزداد تلك الشقاق الطبقى بعد أحداث 2015، تلى ذلك تقنين الدستور الفرنسى حركةالهجرة الداخلية حتى أصبح لزاما على كل من يتقدم جيرانه بشكوى بسبب اختلافهما العرقي أن ينتقل الجار من مسكنه دون حاجة إلى تبرير ، لذا أصبح من اليسيرالتعرف على خارطة واضحة المعالم وفقا للأصول العرقية للسكان داخل كل مدينة أومنطقة ، على أن يتجول الفرنسيون والمهاجرون بأصولهم المختلفة عبر المدن المختلفةبحرية تامة فى فترات النهار أما فى المساء فتغلق كل منطقة أبوابها .
فوبيا الفرنسيين من الإسلام والمسلمين أن يغيروا تركيبة مجتمعهم العلمانى ، وهوما جعل الرئيس الفرنسى ماكرون يدلى بتصريحه المستفز أن “ديانة الإسلام تعيش ازمة فى كل مكان فى العالم ” ولطالما جمع فى خطبه الرنانة بين مصطلحى الإرهاب و الاسلام ، كان الأجدر به أن يركز علي فشله الداخلى والخارجى ويتذكر أن بعض الدول مثل مثل اندونيسيا هى أكبر الدول الاسلامية من حيث عدد السكان ولا يوجد بها أى أزمات رغم التعدد العرقى والدينى ، وكذلك إنجلترا التى تمثل نموذجا للتعددالثقافى يثرى المجتمع
الأزمة الراهنة فى العلاقات بين (الغرب) و(الإسلام) لا ترتبط بالاديان ، و لكنها ترجع الي الصراع السياسى والثقافى، وكذا تعارض المصالح ، فلتعلموا دائما أن الأهوال والمآسي و الحروب التى شهدها العالم فى القرن العشرين مثل هتلر ، ستالين ، رواندا . ارتبط ذلك كله بأنظمة علمانية بل و ملحدة و قامت بتنفيذهابصرامة ووحشية دون اعتبار لفداحة العاقبة ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين .