بعبع التابلت يطارد طلاب الثانوى
بقلم سماح سعيد:
كتبت مرارا وتكرارا فى قضية فشل التعليم وانهياره حتى أصابنى الإحباط لفترة ما من عدم أخذ آراء الناس وأولياء الأمور فى الاعتبار والطلبة فى الحسبان، وكأن المسؤولين عن ملف التعليم مصرون على استكمال طريقهم للنهاية حتى لو كان على حساب تدمير أجيال وضياع مستقبلهم .
ولكن مشاهد الامتحانات على مدار أسبوعين بعد إصرار وزير التربية والتعليم على نزول الطلبة و استكمال من خلال امتحانهم عما تم دراسته فى الفصل الدراسى الأول بعد إجازة طويلة بسبب ظروف انتشار وتفشى فيروس كورونا نسى فيها الطلاب ما درسوه من مواد دراسية ، إلا أنهم استجابوا لرغبة الوزير ليشهد الجميع حالة من الهرج والمرج بجميع الصفوف الدراسية كانت ذروتها فى امتحانات الصف الأول الثانوي حيث صار التابلت بعبع الطلاب رغم مناشداتهم للوزير بجعل الامتحان ورقيا بدلا من إلكترونيا لما سمعوه من حوادث عنه فى الصفين الثانى والثالث الثانوى .
وما بين الصراع النفسى الرهيب للطالب من رعب الكورونا و شبح التابلت الذى بات يأرقهم بدلا من أن يكون عاملا مساعدا لهم فى اجتياز مرحلتهم الدراسية،ظهرت علينا المهازل التعليمية أولها حضر الطلاب وغاب الامتحان حيث أنتظر الطلاب لساعات وساعات دون جدوى بسبب سقوط السيستم ، بل أن هناك مدارس بأكملها لم تمتحن وهو ما أدى إلى انهيار أعصاب الطلاب والبكاء والنواح على ضياع مجهودهم وخوفا على مستقبلهم وفى النهاية منهم من مَن الله بحضور السيستم واجتياز الامتحان والباقى قاموا بعمل محاضر لإثبات عدم تقصيرهم وحضورهم .
المشهد الثانى هو تسريب الامتحان وانتشار الاجابات على مجموعات بالتليفون يقوم الطلاب من خلالها بعمل (كوبى و بست ) أى نسخ الإجابة دون عناء نقلها فى مشهد عبثى وفوضوى يتساوى فيه المجتهد مع الكسول لتضيع معه كافة قواعد الأدب وقيم التربية وتعلن دق أخر مسمار فى نعش التعليم وانهيار منظومته ، ومن يبرر ذلك بأن الصف الأول الثانوي سنة تجريبية ليتغاضى عن الفشل الذريع التى لحق بها نتيجة التابلت، فعليكم إلغاء السنة بأكملها لأنها ستكون محصلتها صفر بالنسبة للطالب، وما الهدف إذن من إجراء الامتحان فى ظل تلك الفوضى العارمة بالمدارس ؟، السنوات التعليمية يا سادة ليست للتجارب لأن التعليم تراكميا كصعود السلم فمن فاته واحدة إما يعجز عن الصعود أو سيقع، إلى كل مسئول عن ملف التعليم كفاكم عبثا بمستقبل أجيال ستحاسبون أمام الله عن ضياعها .