المُعلم فارس بلا تقدير
بقلم سماح سعيد:
منذ أيام كان لى شرف المشاركة بإحدى الندوات (أون لاين )عن سياسات التعليم فى الوطن العربى ، حيث دعانى لها خبير تربوى بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى مدار 3 ساعات متواصلة تحدثت نخبة من أساتذة الجامعات والمتخصصين فى هذا المجال من تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا والسعودية والإمارات ومصر .
ودارت معظم النقاشات عن حتمية تدعيم السياسات التعليمية للهوية والقومية الخاصة بكل بلد ، والعودة إلى التمسك بلغتنا العربية والتى أصبحت تتوارى خلف أنواع من التعليم الغربى ، وهو ما يمثل خطرا على إرثنا الحضارى ، وفى نهاية الحلقة النقاشية كنت ضمن المتحدثين عن دور المُعلم فى العملية التعليمية .
وقد استهليت كلمتى بجملة (ما أشرقت فى الكون أى حضارة إلا وكانت من ضياء مُعلم ) ، فالمُعلم هو حجز الزاوية فى العملية التعليمية مهما بلغت تطور الدول واستخدمت أحدث التقنيات وبالرغم من إنه لم يعد دوره الأساسي نقل المعرفة فى بعض الدول فهو من يوجه الطلاب فى الحصول على المعلومة سواء عن طريق الأبحاث او غيرها من الطرق المعرفية ، وهو مرشد نفسى للطالب من خلال ملاحظة الحالة النفسية للطلاب و إبلاغ المعالج النفسي والأسرة فى حالة وجود مشكلة للإسراع فى علاجها، وكذلك دوره فى تقييم الطلاب ليس تعليميا فقط بل تربويا من خلال متابعة وتوجيه سلوكهم .
هو الفارس فى الميدان سواء داخل الفصل او خارجه فى مجتمع المدرسة ، لذا يجب علينا تكريمه وتقديره ماديا ومعنويا ، وتحدثت عن مشكلة يعاني منها جمهور المُعلمين فى مصر وبحكم طبيعة عملى فى تغطية اخبار وزارة التربية والتعليم يصلنى كم لا بأس به من الشكاوى عن خصم قيمة الجزاءات التي يتعرضون لها وفقا للمرتب في الوقت الحالي و عند صرف المكافآت والحوافز فان ذلك يتم وفقا لأساسى مرتب عام ٢٠١٤ ، وهو ما يعنى ظلمهم وعدم العدل فى الوقت الذى يعاني اصلا المُعلمين من ضعف رواتبهم بشكل عام والتى لا تكفيهم لقضاء حوائجهم الرئيسية فى المعيشة ، لتتحايل الحكومة على حقوقهم المالية السابقة بإبتكار قانون جديد فيما معناه ( إحنا ولاد النهارده ) .
أعرف إن الكثير سيرد على كلامى قائلا : أنهم يأخذون فلوسا كثيرة من وراء الدروس الخصوصية ، ولكنى أرى أن الدروس ضرورة اضطرارية ولو ان المعلم وجد راتبا يكفيه للعيش فالبتدريج سيترك أى عمل اخر غير المدرسة ، لذا فأول قاعدة من الهرم التعليمى لتطويره هو إعطاء المعلم راتب يكفيه للعيش ثم نبحث بعد ذلك عن باقى مراحل التطوير من كثافة طلابية ، وفصول ومدارس ومناهج وإدارة تعليمية حكيمة وملهمة حتى يتحقق التطوير المنشود وللحديث بقية حتى لا أطيل عليكم فى المقال ..(السياسات التعليمية فى الوطن العربى إلى أين ) مقالى القادم