فن إدارةالمسافات
بقلم علاء الداودي
قديعتقد البعض أن العلاقات الإنسانية بلا ضوابط وآداب وقوانين تحكمها ولكن بالخبرات والقراءة في دفتر أحوال العلاقات الإنسانية وجدنا أن هناك مسافات لها فنونها ومقاييسها وتقدير ها واحترامها لهذه العلاقات …
كي يبقى الجميل في عينيك جميلاً، لا تقترب منه كثيراً.. البعض أجمل من بعيد،
فحافظ على المسافة بينك وبينهم.. لقد علمتنا الكتابة أن نترك مسافة بين الكلمة والكلمة لكي يفهم الآخرون ما نكتب..
وعلمتنا حركة المرور أن نترك مسافة أيضاً بيننا وبين السيارة التي أمامنا؛ حتى لا نصطدم بها..
وكذلك علمتنا حركة الحياة أن نترك مسافة بيننا وبين الآخرين؛ حتى لا نصطدم بهم، أو نتصادم معهم.
لكل إنسان منا عيوبه وأشواكه الخاصة التي قد لا تظهر لك ولا تشعر بآلام وخزاتها إلا عندما تكون على مسافة غير مناسبة منه..
البعض يعتقد أنه كلما ازداد قرباً ممن يحبهم فإن هذا سيشعرهم بالسعادة، وهذا ليس صحيحاً على الدوام ،
فحتى الاهتمام الزائد قد يفقد معناه وحميميته ويتحول الى اختناق يشعر معه الآخرون بالضجر والتململ الذي قد يتحول الى نفور وكراهية..
فلكل إنسان خصوصيته وحدوده التي يحرص على أن يحترمها الآخرون مهما كانت درجة قرابتهم..
لذا احرص على ضبط مسافاتك مع الآخرين حتى وإن كانوا أبناءك أو أقاربك ..
إدارة المسافات فن يجب علينا تفهمه واتقانه.. كن على مسافة مناسبة تسمح لك ولهم بالتنفس..
لا تقترب كثيرًا فتملَّكَ الناس، ولا تبتعد عنهم كثيرًا فينْسَوْكَ وتبرد عواطفهم تجاهك.
وتذكر دوما أن ضبط المسافات من أكبر سنن هذا الكون ودلائل عظمته.. وأن سير الكواكب الدقيق مرتبط باحترام المسافات..
فلو اقتربت الشمس منا ميلاً واحداً فقط لاحترقت الارض، ولو ابتعدت عنا ميلاً لتجمد كل ما حولنا.