تجربة شخصية..البيروقراطية هزمت الإنسانية في مستشفي صدر العمرانية
تقرير سماح سعيد:
فى منتصف شهر أكتوبر الماضى وبعد صلاة يوم الجمعة اتصلت بى والدتى وكان اليوم ال ١٣ لها بعد اصابتها بفيررس كورونا ،قائلة:هى مستشفى صدر العمرانية شغالة انهارده ؟
&لماذا ؟
* لم استطع النوم أو الأكل منذ اليوم العاشر من الإصابة وغير قادرة على التنفس .
على الفور طلبت الدكتورة عزة محروس رئيس قسم الصدر ونائب مدير مستشفى صدر العمرانية بعد أن حصلت علي هاتفها من مكتب الوزيرة السابقة وحتى الآن لم ترد سواء بالإتصال أو رسائل الواتس لعل المانع خير !!
سبقت أمى على المستشفى حتى أتأكد من وجود أطباء أما انهم فى راحة أبدية كقيادات المستشفى والذى لم أعرف مديرها حتى الآن حيث ابلغونى أن سيادته فى إجازة ، المهم تأكدت من وجود دكتورة بالطوارئ واتصلت بوالدتى كى تحضر ، وعندما اخبرتنى انها وصلت خارج المستشفى خرجت وفوجئت أن المارة تسندها لإنها غير قادرة على السير ، فأسرعت الي فرد الأمن لاطلب منه إحضار كرسي متحرك لأمى ، فرد قائلا : ممنوع اى كرسى يطلع خارج المستشفى وأخذت فى نقاشه دقائق وعندما تيقنت من أن البيروقراطية غلبت الإنسانية ذهبت لمساعدة أمى فى الدخول وجدتها جالسة بين المرضى بعد مساندة الناس لها بجوار المستشفى.
فطلبت منهم إحضار الكرسى المتحرك وجاءوا فعلا لنقلها وجلسنا انا وهى قرابة الساعة كى تتكرم الطبيبة وتمن علينا بالدخول علما بأنه لم يكن إمامنا سوى مريض ، فدخلنا إلى دكتورة تسمى أميرة والتي قامت باستجوابنا وكأنها تحقق فى جريمة و اسلوبها المستفز ليس له علاقة مع مهنتها السامية، وعندما عرفت ان أمى عندها أمراض مزمنة (ضغط وسكر وسرطان )قالت انها سوف تحال إلى مستشفى اخر فيه تخصصات غير الصدر ولحين مخاطبة الوزارة لإرسال عربة إسعاف تم حجز أمى فى الطوارئ وتوصيل الأكسجين لها حيث وصلت نسبة الأكسجين فى الدم إلى ٨٨%.
كان الخطوات رتيبة ومملة ، المكان عبارة عن حجرتين ، أحدهما للسيدات والثانية للرجال ولا يوجد بهما أحد سوى انا وامى ، وعلى قرابة الساعة السادسة صباحا أخدت أمى لإجراء الأشعة المقطعية على الرئة ،وقبلها عينات دم بطريقة لا أجد وصفا لها غير عبارة المريض فى خدمة العاملين بالمستشفى، فقد رأيت مدى الاستهتار وانعدام تحمل المسئولية حينما اخدت اذنا كتابيا لعمل التحليلات ثم اصعد للدور الثانى لجلب أنابيب فارغة وبعد تكرمهم بأخذها اصعد بالامبولات المليئة بالدم إلى الدور الثانى مرة أخرى فى الوقت التى تجلس فيه الممرضات مع الطبيبة فى غرفة الكشف ولا ادرى ما دورهن فى المستشفى .
وبعد أن انتهينا من التحليلات والأشعة طلبت منى الدكتورة أن أذهب لمنزل أمى لاحضر أوراق تثبت اصابتها بورم الثدي فتركت أمى من الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة والنص لانى أحضرت لها بعض متعلقاتها الشخصية وعندما عدت مرة أخرى وجدت أمى قد نزعت الأكسجين عن انفها وحرارتها مرتفعة فدخلت للدكتورة طلبت منها أن تتصرف وكيف يتركوها هكذا فردت قائلة
*ومين قالك تسيبيها ؟
& حضرتك اللى طلبتى علشان اجيب الورق الخاص بها ، ثانيا انا اول مرة اشوف مستشفى تطلب مرافق مع مريض كورونا دا مش دورى
*ما عنديش تمريض لها
علما بأنه لا يوجد فى العنبر سوى أمى وقد تغير طاقم التمريض إلى الفترة المسائية وقد أيقنت من طريقة تعاملهن قيمة التمريض المتابع المتواجد طوال النهار ، فعندما رجعت فى مدخل العنبر توجد تمرجية تتناول الشاى وباقى التمريض جالسات بغرفة الطبيبة، ومنعا لاستنزاف وقتى وجهدى معهم احضروا محلولا لأمي لخفض درجة الحرارة بعد أن احضروا لى ترمومترا تقليديا وطلبت منى الممرضة قياس الحرارة ، وعندما سألتها كيف اضع ترمومترا تحت الابط
&هل طولي أم عرضي ؟
*عادى يا أستاذة مش عارفة تقيسى الحرارة وألقت به على السرير
طلبت أمى دخول الحمام بعد تعليق المحلول بدقائق ذهبت لهم أبلغهم فردت ممرضة أخرى
* اروح اعمل لها كمان حمام؟
& ما طلبتش منك كدا لو سمحتى تعالى افصلي المحلول من ايديها
وبالفعل فصلته ودخلت أمى المرحاض وخرجت فجاءت لى التمرجية تطلب منى غسل الحمام بفرشاة فرفضت وذهبت لحجرة أمى إلى أن جاءت لنا الإسعاف فى الثانية من صباح يوم السبت انتشلتنا من تلك المأساة كما اطلق عليها إحدى أطباء مستشفى العزل الذى توجهت له أمى، أما عن تجربتي مع مستشفى صدر العباسية عزل الشيخ زايد بالدويقة فللحديث بقية فى تقريرى القادم .