عزةالنفس وعَبرات الهمس
بقلم ريهام عبد الواحد
إنّ نفسك عزيزة فاحفظ لها عزتها.
لا تتركها في أذى على مَظنّة أن ذاك قدْرها، أو قدَرها.
و لا تُبرر الأسبابَ التي تُسيغ المُرَّ في قلبك.
و لا تغُضَّ الطرفَ عن آهةِ روحك على زعم أن الحياة دار بلاءٍ و ابتلاء.
لا والف لا،،،، إنّما التعب الحق ما كان لحقٍّ، و ما سواه هوان منك.
و إنما يستعبدك ضعفك ليدَّعي قُوّته، و يستنزفك ألمك ليستلبُ منك راحته
و إن احترتَ في وصل ، فقد أجابتك حيرتك.
خير الوصل ما أكساك السكينة و أغناك عن السؤال.،، و ما سواه استهلاك لقلبك ومشاعرك وكل حياتك.
و إنك إن أمعنت لوجدت على رأس كل بادرةٍ إشارة و في كل موقف علامة،
حتى قَبضات قلبك هي أجراس حيطةٍ ، فاستجِبْ لها، و لا تصُم أسماعك عنها.
و لا يسلِبك خوفك مِن نُدرةِ الأحبة من اليقين بجدارتك. كلنا مَرغوبون لمن يأتنسُ بأرواحنا، جميلون في عيون الذين يحبوننا. و لا صِدق في رغبة أحد بك و لا في حبه لكَ إلا إذا سبقهما أنه قد أبصر ما في دواخلك من جمال ، ورضي بما يتناوب عليك من فصول مزاجيتك ،،وبعد كل ذلك أقبلَ عليك مؤتنساً بروحك، دون نفورٍ
وانظر على أي قياس تَزن جاذبيّتك؛ أهو على شكلك، و شأنك؟ أم هو على رونق قلبك، و منطق فكرك، و سمة روحك؟
أَعلمُ أكيدا أن جمال الهيئة جاذِب. لكنه يفترُ سريعًا إذا اقتربتَ فلم تلقَ مثيلَه في الروح.
و أَعلمُ أنّ عُلوّ الشأن لافِت. لكنه يسقطُ ذليلا إذا عاشَرت فوجدت حقارة في القلب.
ستؤمِنُ حينها أنَّ أثمن ما فيك هي عِفّة قلبك، و أعلى منازلك هي خفّة روحك.
و أن الراحة أبقى من اللذة.