ماذا سيحدث لو؟؟؟
بقلم ريهام عبدالواحد
تُرى ماذا سيحدُث
لو أنَّ الحال تعقَّدَ أكثر و لم يتغيَّر.؟
ماذا سيحدثُ لو تخلَّى عنا الرفاق، و تعسَّرت بنا السُبُل، و تهاوى ما بَنَينا مِن أحلامٍ، و بَطَل ما اعتنقنا مِن قناعاتٍ.
تُرى ماذا سيحدث لو أن السيِّء صارَ أسوأ؟
على الأقل، سنعرفُ أنَّ الجديرين بصُحبتنا أقل بكثير مما كنا نتصور.
و تلك القِله التي بقيت هي الصُّحبة الصادقة، النفوس النبيلة التي اختارت أن تستبصر جوهرنا الثابت الأصيل من وراء أنقاض نا المُتهاوية و أوضاعنا المُخزية.
على الأقل، سنتعلم كيف نُقدِّرُ قيمة أنفسنا بأنفسنا، بقياسنا الذاتّي، لا باعتبارات المُحيطين و لا بإشادات المُتفرجين. ستبصح أفكارنا أكثر استقلالية، و أرواحنا أقرب للحرية حين نتخلص من هوس الرغبة في أن نكون مُلفِتين.
على الأقل، سنصبح أكثر سعةً و أرهفَ حِسًّا لأن نتأملَّ بتواضعٍ جليل -بعيدًا عن صخب البشر و تعب العيش- جمال الطبيعة و أُنس البَريَّة في لحظةِ هُدوءٍ يعُمُّنا على مهلٍ. لأن نطلُّ على فداحة مآسينا عبر نافذة الكون ، بعيدًا، حيث الكواكب و النجوم، فتهون أمام هيبتها و جلالها أحزانُنا، و تصغر معها حكاياتنا. سنعود خاشعين إلى أحضان الصمت الأبديِّ، و الذي في محرابه ، كُل الحياةٍ ما هي إلا فاصِل قصيرٌ مِن الصَّخَب.
على الأقل، سنتعلم فضيلة الامتنان لكل عاديٍّ مُعتاد. لكل بسيطٍ حاضرٍ، لكل زفرةِ صدر، لكل دقة قلب. لكل يومٍ ولَّى بلا حدث استثنائيٍّ، لكنّه مرَّ علينا بلا كرب و لا ذنب
على الأقل، سنتعلم أن نفرق بين كل ما هو حدثٌ جَلَلٌ يستدعي الرثاء، و بين ما هو محضُ إزعاجٍ عابرٍ. سنتعلم -في كثير من النوازل- كيف نكون أخف اِنفعالًا، و أكثر هدوءًا.
على الأقل، سنعرف سر الحب الحقيقي. و ندرك معنى الرحمة المُهداة من الآخرين. و هو اللطف الكريم الذي يُمنحَ دون شرطٍ، وبلا أملٍ في الردِّ.
على الأقل، سندرك أن عناء اللهث وراء المال و الشهرة و النجاح ما كان سوى محاولة بائسة لتعويضِ حُب لامشروطٍ، تاقَت إليه الروح اللاهثة، و لكنها حُرِمَت منه في ماضيها التعيس.
لو أن السيء سار إلى الأسوأ، فلا بأس، الحياة تسير. و نحن بخيرٍ، أو إلى خيرٍ، ما دمنا نسير مع اله في الحياة.