ثقافة المال..دمار للأجيال
بقلم علاء الداودي
الثقافة تراجعت في حياة المصريين وفقدت بريقهاأمام سطوة المال والنفوذوالقوي الاجتماعيةالتي فرضت نفسها كبديل عن سلطان الثقافةفلم يعد المثقف في مصريحظي بالقيمةوالبريق الذي كان يتمتع به من قبل فغاب دوره وغاب عن المشاركةفيما يخصه من قضايا اجتماعية..ومع رحيل الرموز الاجتماعية الهامة من علماء ورجال دين عظماء وكذلك أدباء ومفكرين وكوكبة لامعة من نجوم مصر في كل المجالات العلمية والأدبية والفنية سواء في السينما والغناء والتلفزيون وكذلك الإعلام لم تكن هناك فرصة لميلادرموز وعظماء جدد بنفس مستوي الشيخ الشعراوي والغزالي وجادالحق والباقوري وعبدالله شحاته وعطية صقر والنقشبندي وزويل ومشرفةوسميرة موسي ومصطفي كامل والنديم والعقاد ونجيب وإحسان وشوقي وحافظ والبارودي وطه حسين والحكيم ويوسف إدريس وانور عكاشة وام كلثوم وحليم وفريد وفايزة وشادية وسعاد والموجي ومرسي القصبجي وعبدالوهاب واسماعيل ياسين والمليجي وفاتن وفردوس محمد والشريف وشكري وغيرهم ممن قدموا بكل المجالات ماهو جميل يتفق مع ثقافتنا..فلم تكن هناك فرصة لميلاد نخبة علي هذا المستوي بل أصبحنا نعاني من وجوه دون إبداع بل وجوه قذرة تعري أجسادها وتنشر العنف والإباحيةلجيل فقدنا السيطرة علية وغابت قدوتهم ومحيت ثقافتهم قبل البدء..سطوة رأس المال نجحت في تغيير ملامح الثقافة المصرية..فلم تعد الموهبة هي المقياس ولم تعد القيمة هي الأساس وظهرت أعشاب كثيرة حولها المال إلي معجزات ومواهب فنية بلا إحساس..الغريب في الأمر أن الذوق المصري تقبل كل هذه التحولات وربما نسي عباقرة العللم والأدب والفكر والثقافة والفن قديما..واحتضن القادمين الجدد فكانت هذه النماذج الغريبة والشاذة في الاعلام والغناءوالسينما بل وبعض علماء الدين في الفضائيات …فغابت الرؤي وتشتت الأفكار وتراجعت الأدوار..بعض من رجال الاعمال للأسف حاربت دور مصر الثقافي في الداخل والخارج بتمويلها لكل الشواذ في الفن والفكر والمهرجانات فظهرت فكرة( شارك بس تخلع ) تخلع ملابس وتخلع أفكار وعادات وقيم….كله ماشي طالما هتخلع..هؤلاء انتجوا افلام واغاني ردئيةبأفكار مضلله أشاعت الجرائم في كل شوارعنا من قتل واغتصاب ونصب واحتيال…بعض المصريين للأسف جعلوا مصالحهم ومكاسبهم الشخصية أهم من ثقافة مصرودورها الرائد منذ ازمان بعيدة..مصر التي هبطت عليهافنون غريبة وأفكارومواقف تتعارض مع ثوابتهاهبطت علينا أفكار دينيةمختلفة تماما عن التدين المصري الوسطي المتوازن واقتحمت حدودنافنونا وأفكاراوسلوكيات لاتتناسب ومجتمعنا المصري ،،وامام رياح وعواصف التغيرات التي انهالت علي الثقافة والفكر والإعلام المصري وجدناللأسف علماء وفنانين ومن يدعو أنهم مفكرين يرحبون بالعواصف والمتغيرات بل ويعتنقون الفكر والفن الهابط بل ويهرولون لتقليد نماذج وسلوكيات تتعارض مع تاريخنا العلمي والثقافي..والهدف هو المكاسب وفقط من وراء ترويج مثل هذه الأفكار والمهرجانات الهابطة ..فلابد من محاسبة من تامروا علي ثقافة الوطن وشارك في تهميش دور مصر الثقافي لحساب الطامعين لدور مصر الذين يحاولون ازالته عن عرشه التنويري…لابد من استعادة ثقافتنا التي جعلتنا في يوم من الأيام من أعظم الشعوب التي أنجبت علماء ومفكرين وأدباء وفنانين أبدعوا في كل الميادين