جنون الفتن..بقلم علاء الداودي

فتن الدنياومغرياتها كثيرة لاتنتهي لاسقف ولا شاطئ لها..فلماذاتهلك نفسك في أطماع تضعف صحتك وتضيع عمرك؟؟ وعندما تحقق بعضها اوكلها ستجد الحياة ذهبت هباء منثور !!وتكون من الذين قال الله فيهم في سورة الكهف :”الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا”…الابد ان نرتب اولوياتنا بين الحين والآخر فمن العبث أن نعيش مثل صاعد الجبل بصخرة الطموح فتقع منا ثم ننزل ونحملها ونعيدالمحاولة كثيرا إلي مالا نهاية..ومن السذاجة والبلاهة والهبل أن تشعر أنك فزت وأنك أجدع وأعظم وأشيك وأوجه وأكرم وأقوي وأشطر وأذكي من في المجرة بأسرها…بل أنت أجدع واحد مخدوع ومسروق من الدنيا وفتنها الكثيرة
فلاتكن طموحا مثل الملك (ميداس)والاخسرت أغلي ماتملك فالأسطورة تقول:إن الآلهة حققت له أمنيته العظمي وهي تحويل كل مايلمسه لذهب وألماظ فيحول الكتب والزجاج والكراسي وكل شئ يلمسه ..هذه الأمنيةحرمته من الطعام حيث كان كل مايمسكه من لحم وخضروات وفواكه وغير ذلك لذهب… الآلهة ضمنت له أن يعيش دون طعام وكانت الطامة الكبري عندما نسي وحضن ابنته الوحيدة فتحولت لذهب وتجمدت وأصبحت تمثالا بلاروح..هذا هو الثمن الفادح الذي ندفعه أحيانا للحصول علي مانتمناه من طموحات مجنونة..فتن الحياة تسرقنا بلا هواده قليلون جدا من يستطيعون مقاومة شهوات المال والسلطة والنساء والشهرة وغيرها..السلطان( سليمان)في قصةحريم السلطان رغم حرصه علي تطبيق العدالة علي الجميع..لكنه وقع في فخ فتنتين هما فتنة السلطة وفتنة النساء فالأولي جعلته يقتل ابنه (مصطفي )ولي العهدوفلذة كبده لشكه أنه قدينقلب ضده ويهدد عرشه..وكذلك قتل (ابراهيم)وزيره الاول وصديق عمره وزوج أخته ومنقذه أكثر من مرة من محاولات قتله..عندما شعر بطموحه نحو السلطة..اما فتنته في النساءفقدتجلت في إحدي زوجاته (هيام خانو)التي افتتن بها وأسلم لها أذنيه وبكل مكر ودهاء المرأة الفاتنة جعلته يفعل كل مخططاتها بكل نجاح لتكون سببا هاما من أسباب انهياره…ولاننسي قصة الرجل الطموح بجنون عندما طلب من ملك الصين أن يعطيه قطعة أرض كبيرة فقال له الملك :كل هذه الأرض ملك لك فخذ منها ماتشاءوعند آخر نقطة تصل إليها تكون حدود أرضك..فظل يجري مهرولا ليصل إلي أكبر عدد من فدادين الأرض وهلكه طمعه فمات من شدة مجهوده الخارق الذي لم يتحمله قلبه…