تعليم شوقي .. للخلف دُر
بقلم .. سماح سعيد
منذ تولى الدكتور طارق شوقى حقيبة وزارة التربية و التعليم و الجميع يأمل فى أن يكذب شكوكه وهواجسه الداخلية بإعلان تطوير التعليم الفعلى ، ولكن بعد حصاد ال4 سنوات من مسميات ومصطلحات لم نجد منها سوى السراب ،حيث فقد الناس شغف المحاولة وانتابتهم روح اليأس بعد تخبط القرارات وفوضى وعبث التنفيذ .
ظهر ذلك جليا بعد إعلان المؤتمر الصحفي لنهاية الفصل الدراسي الثانى للعام الدراسي الحالي وخاصة القرارات الخاصة بشهادة الثانوية العامة، فقد بحت أصوات الطلبة وأولياء أمورهم حول كيفية الامتحان . هل هى ورقية ام إلكترونية؟مقالية أم اختيارية كما اعتاد الطلاب عليها منذ عام 2019؟ ، ليخرج علينا الوزير بقرارته المفاجئة قبيل شهرين من موعد انعقاد الامتحانات ليعلن إنها ورقية وبها أسئلة مقالية ، ضاربا بمحاولات تدريبهم على نظام التابلت والذى أثبت فشله على مدار سنوات عرض الحائط ، معلنا أن الامتحانات بطريقة البابل شيت مع مراعاة عدم استخدام التابلت أو الكتاب المدرسي(الاوبن بوك )كما عود الطلاب عليها فى السنوات السابقة .
بالنسبة للتراجع عن اصطحاب الكتاب المدرسي داخل الامتحان واستبداله بورقة المفاهيم فلا ضرر فى الغائها لأن الأسئلة تأتى من خارج الكتاب ، أما عدم دخول الطالب بالتابلت وجعله ورقيا فهذا إعلان صريح بفشل التجربة وعودة إلى النظام القديم رغم المليارات التى صرفت لإنجاحه، حيث صرح الوزير منذ بداية توليه المنصب أن التابلت سيحدث طفرة تعليمية من تسهيل عملية التعلم من خلال بنك المعرفة ، وكذلك للقضاء على مشكلة الغش وتسريب الامتحانات، وهو ما لم يحدث ، فما زال الطلاب يأخذون المعلومات من الدروس الخصوصية والذى تضاعفت أسعارها، أما عن مشكلة الغش وتسريب الامتحانات فزادت وأصبحت تتم على مرأى ومسمع من الجميع ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الغرق فى المشاكل التكنولوجية منها سقوط السيستم وفصل التابلت عن العمل بعد إجابات الطلاب وهو ما زاد من قلق الطلاب وتوترهم.
هذا إلى جانب تراخى الطلاب باستذكار دروسهم بعد إعلان الصف الاول الثانوى عاما تجريبا، واكاد أجزم أن أول دفعة لطلاب التابلت العام الماضى هى أكثر الدفعات التى ظلمت تعليما بسبب الإصرار على خوض تجربة التابلت وجائحة الكورونا.
خلاصة القول أن فشل التجربة فى تطوير التعليم يأتى نتيجة العجز عن سد ثغرات مشكلات التابلت فى ظل عدم جاهزية كل المدارس علي مستوي الجمهورية لتطبيق هذا النظام الإلكتروني، وكذلك عدم التدريب الكافى للطالب والمُعلم على طريقة الأسئلة والإجابة عليها ، وعدم الأخذ فى الاعتبار برأى المتخصصين فى المجال التربوي والتعليمى والذى لطالما حذروا من عدم نجاح هذا التطوير الشكلى للتعليم فى ظل إستمرار مناهج عقيمة، وعدم قدرة الطالب في الإجابة على اسئلة تقيس القدرات فقط ،لإن المتعارف عليه أن كل الإمتحانات هو وجود اسئلة تقليدية من داخل المنهج وبعض الأسئلة لقياس مهارات الطلاب ، أتمنى أن يصل صوت طلاب مصر وأولياء أمورهم إلى صناع القرار للتدخل ووقف تلك المهزلة بعد غياب الرؤية الواضحة والخطط المحكمة .