ورشة عمل تبحث التناول الإعلامى لقضايا الطفولة والأمومة
كتبت سماح سعيد:
نظم المجلس القومي للطفولة والامومة اليوم الاثنين ، ورشة عمل لدعم التناول الإعلامى لقضايا الطفولة والأمومة، تحت رعاية الدكتور طارق توفيق ، نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان والمشرف على المجلس وبحضور عدد من الإعلاميين والصحفيين المعنيين بملف الطفولة، وذلك بهدف تعزيز دور الإعلام فى تناول قضايا الطفولة والأمومة.
وأكدت سمية الألفي رئيس الإدارة المركزية للتخطيط والمتابعة بالمجلس القومي للطفولة والأمومة علي أهمية الدور الذى يقع على عاتق وسائل الإعلام فى بناء الوعي المجتمعي للنهوض بأوضاع الطفولة والأمومة، والذي يمثل أولوية هامة وملحة تتماشي مع رؤية مصر، وأولوياتها فى الجمهورية الجديدة ، مشيرة الي أن وسائل الإعلام ركيزة هامة فى نشر ثقافة حقوق الطفل وتشكيل وجدان وعقول الأسرة بصفة عامة، والطفل بصفة خاصة ، ويسعى المجلس خلال دوره في نشر حقوق الطفل ، من خلال تمكين الإعلاميين وتعريفهم بمفاهيم حقوق الطفل الأساسية لينعكس على معالجة وتناول قضايا الطفل وحقوقه، وفقًا لتناولها فى التشريعات الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وقالت “الألفي” :إن القضايا المرتبطة بتنمية أوضاع الطفولة والأمومة تمثل محورا مهما فى جوانب تكوين وتشكيل وعي المجتمع بفئاته المختلفة ، ومرتبطة بمهام واهداف المجلس والتي ترتكز علي عدة محاور واستراتيجيات أهمها تصميم وتطوير نماذج تجريبية لمواجهة مشكلات ملحة تتعلق بالأطفال منها ، القضاء علي زواج الأطفال ، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث والحد من التسرب من التعليم ، ومناهضة عمل الأطفال، وقضايا العنف واستغلال الأطفال وتعرضهم للمخاطر، وغيرها من القضايا التى تتعلق بحقوق الطفل ، بالإضافة الي بناء قدرات العاملين والمتعاملين مع الأطفال والتشبيك بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني ، وتنفيذ برامج وحملات للدعوة وكسب التأييد لقضايا الطفل والأم وإنشاء قواعد بيانات حول أوضاع وسياسات الطفولة والأمومة في مصر علي المستويات المختلفة تتناسب مع قواعد البيانات الوطنية .
واضافت أن الأسرة المصرية تواجه العديد من التحديات الحديثة في تربية أبنائها تستلزم برامج توعية وتدريب للأسرعلى كيفية مواجهة هذه التحديات وخاصة في ظل انتشار وسائل الإعلام الحديثة والإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تؤثر على تربية وتنشئة الأطفال،لذا فمن الضروري العمل على مواكبة هذا التغير المستمر والسريع من خلال شبكة إعلامية وطنية شريكة للمجلس القومي للطفولة والأمومة تسهم بشكل كبير في خلق اجيال واعية مدركة لحقوقها وواجباتها قادرة علي النهوض بأوضاع الوطن.
وأوضح صبري عثمان مدير عام نجدة الطفل بالمجلس أن مصر تشهد طفرة في القوانين والتشريعات الخاصة بحماية الأطفال بداية من قانون الطفل المصري رقم 126 لسنة 2008 ودستور مصر 2014 والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر لضمان تحقيق مصلحة الطفل الفضلي والتعديلات الأخيرة بقانون العقوبات والتي شملت تجريم تشويه الاعضاء التناسلية للاناث وزواج الأطفال ، منوها أن خط نجدة الطفل يعمل فى اطار اهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 ، ويتضمن وحدة الدعم القانوني التي تقدم كافة الخدمات للضحايا من الأطفال وكذلك وحدة الدعم النفسي التي تقوم بتقديم خدمات نفسية عاجلة للأطفال في خطر ،ويعمل خط نجدة الطفل 16000 علي مداري 24 ساعة وتم استحداث وسائل لتلقي البلاغات منها تطبيق نبتة مصر والصفحة الرسمية للمجلس القومي للطفولة والأمومة وكذلك خدمة واتساب علي الرقم 01102121600 أو الرقم 01016609579 .
ومن جانبة استعرض الدكتور سمير ابو ريا رئيس الإدارة المركزية للمعلومات والتوثيق الوضع الحالي للأطفال في مصر طبقا للبيانات الديموجرافية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يناير 2022 أن عدد الأطفال يمثل 41 مليون طفل بنسبة 39 % في الحضر ، و61 % في الريف وجاءت محافظة مطروح في المرتبة الأولي من حيث عدد الأطفال بنسبة 46.8 % من تعداد سكانها، وسجلت محافظة بورسعيد أقل نسبة تمثيل للأطفال من تعداد سكانها بواقع 32.2 % ، موضحا أنه تم صياغة مدونة السلوك الإعلامي لتنشيط دور الإعلام والتي تضمنت خمسة مبادئ اساسية كحد ادي من الممارسات المهنية والمعايير الاخلاقية للمهنيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية منها احترام حقوق الطفل في المعاملة كافراد كاملين يحق لهم التمتع بجميع الحقوق الانسانية ، وحماية الأطفال من المحتوي الضار وسوء المعاملة والتمييز والقوالب النمطية والوصم الإجتماعي وتوفير محتوي يتمتع بالمصداقية يمكن الوثوق به يستند الي الأدلة ، ويكفل رفاه الأطفال ويشجع علي توفير بيئة تمكينية لهم والحرص علي مبدا المساواة القائم علي النوع الإجتماعي والقدرات بالإضافة الي ترسيخ ثقافة قبول الأخر التي تحترم التنوع .
وعرضت سامية دسوقي كبير باحثين بالمجلس القومي للطفولة والأمومة علاقة الأطفال بوسائل التواصل الإجتماعي وتضمن الايجابيات والسلبيات التي تواجه الأطفال من خلال تعرضهم لوسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت بصفة عامة ، وقالت : ان عدد مستخدمى مواقع الانترنت من المراهقين فى العالم قد بلغ خلال عام 2013 هم 93% فى الفئة العمريةابين 12 الي 17 عام يستخدمون الانترنت في العالم ،وأن 80 % من الأطفال الذين تقل اعمارهم عن 5 سنوات يستخدمون الانترنت مرة في الأسبوع ، ويشير تقرير منظمة يونيسف عام 2017 أن المراهقين اقل من 18 عاما يشكلون ثلث مستخدمي الانترنت علي مستوي العالم .
وقالت أن الدولة حرصت علي تدريس مادة القيم في المرحلة الابتدائية لدعم الأطفال والنشء لكونهم اساس بناء المجتمع وقام المجلس بتنفيذ عدد من الحملات التوعية لحماية الاطفال من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعى مثل حملة حاسبوا علي كلامكم والتي تهدف الي رفع وعي المجتمع بشان الأثار النفسية التي يتعرض لها الأطفال بسبب التنمر الأليكتروني ، ومبادرة آماني دوت كوم لحماية الأطفال من مخاطر الانترنت .
واوصي المشاركون بضرورة إنشاء مرصد إعلامي لحقوق الطفل يضم الإعلاميين المهتمين بقضايا الطفولة والأمومة ، ويراعي مصلحة الطفل الفضلي في نشر كافة الأخبار التي تخص حقوقهم ويشارك في تنفيذ فعاليات تدعم حقوق الأطفال ويكون آلية لرصد ومتابعة وتحليل ما يدور في وسائل الإعلام ، واهمية تكوين نظام مؤسسي لدعم قضايا الأطفال من خلال تفعيل قنوات التواصل مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ، وأهمية مشاركة الأطفال في المحتويات الإعلامية الخاصة بهم مع ضمان حماية خصوصيتهم وعدم تعريضهم للخطر ، واكدوا علي اهمية استمرار تنفيذ ورش العمل والحلقات النقاشية والدورات التدريبة للإعلاميين لترسيخ الوعي والمعرفة بحقوق الطفل وحمايته والتوعية باليات منظومة حماية الطفل ونشرها على اوسع نطاق .