وتبقي إنسانية الوزيرة
بقلم سماح سعيد:
إيمانا منها بدور الإعلام البيئ فى تشكيل وجدان الشعب ورفع الوعى بالقضايا البيئية قامت وزارة البيئة بدعوة الإعلاميين المتخصصين في متابعة النشاط الصحفي للوزارة الي لقاء مفتوح مع الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لمناقشة آخر المستجدات على الساحة المحلية والعالمية ، والاستعدادات لمؤتمر المناخ القادم cop27 ، والرد على كافة الاستفسارات التى تشغل الرأى العام ، وذلك يوم الأحد الماضي
وفورا وصول الوزيرة فى الثالثة عصرا بعد تأخرها ساعة عن الموعد المقرر قامت بمصافحتنا جميعا و بعد ذلك بدأت تستعرض معنا ما دعونا إليه ولكن عقب رغبة الإعلاميين فى مناقشتها فى بعض المشاكل الخاصة بهم سواء فى مركزية التعامل أو عدم تجاوب بعض مساعديها لأداء مهمتنا الإعلامية وتيسيرها سواء فى عمل الحوارات أو التقارير الصحفية .
أنهت الوزيرة ما كانت ستستعرضه لتسمع إلينا وعلى مدار الساعة والنصف تنصت وتكتب ملاحظاتها حتى تستطيع الرد على شكوانا وفى الرابعة والنصف ردت على كل ينغص على الإعلامى عمله ووعدت بحلها فى أقرب فرصة وهنا لم أكتب مقالى بهدف المجاملة لها بقدر ما شدني أسلوبها الراقى فى التعامل معنا ، فكون أى إنسان سواء وزيرا أو يشغل أى منصب ينصت إلى انتقاد اسلوب عمله أو تواجهه بأوجه قصور فى سياسته دون أن يتأفف أو يمل أو يشعر بالضيق فهذا قمة الثبات الانفعالى وينم عن حسن التصرف واجادتها فن التواصل والحوار وكما يقول فرويد ” ما أجمل أن يكون لديك صديق يخالفك الرأى لإنه يهتم بمصلحتك بصدق “.
ان كان البعض سيرد انه دورها ومن الطبيعى التعامل بحسن الخلق مع الإعلاميين فسأقول لكم أن غالبية الوزراء رغم فشلهم إلا انهم يشتاط غيظا اذا ما واجههم أحد بإخطائهم أو التعامل غير اللائق مع فئة الإعلاميين ضاربين بالسلطة الرابعة عرض الحائط ، هذا الفرق بين الإنسان الذى يمتلك حقيبة وزارية أو منصب ما وبين الكرسى عندما يمتلك إنسانا، فالكل زائل ولن يبقى سوى الأثر الطيب وليس هنا بمعنى إنجازات الوزير ومشروعاته ولكن أثره على المستوى الإنساني..شكرا للدكتورة ياسمين فؤاد.