الذبح العلني …. واعلامنا الدموي…. (نيرة أشرف ومحمد عادل)
بقلم ياسر عامر:
لم أكن يوماً من الذين يركبون الموجة ويغالون أو يحاولون الظهور ويدلون بدلوهم وخصوصا في مثل تلك الحوادث المفجعة حادث ذبح فتاة لم تكد تخطو أولى خطواتها نحو المستقبل وذابح ضاع مستقبله هو الآخر وهو بالكاد علي وشك وضع قدمه علي بداية طريق المستقبل ….أسرتين حاصرتهما الحسرة والندامة دُفنت نيرة اشرف وتركت قلوبنا تنزف دماً… ليس حادث قتل عادي كآلاف الحوادث التي تحدث يومياً… ليس القتل فريداً أو غريبا علينا نحن البشر فقد خُلق مع بداية خلقنا فقتل الأخ أخيه ثم ندم فجاء غراب ليعلمه كيف يدفن ويواري جثة أخيه التراب… وهنا السؤال لماذا الذبح اي جز الرأس ؟ تكررت هذه الحادثة قبل شهور في الإسماعيلية الذبح ولماذا الذبح وليس الاكتفاء بالقتل …كان غرض “محمد عادل” ذابح “نيرة اشرف” هو الذبح وليس مجرد القتل او ازهاق روح الخالق في بني آدم فتكمن الرسالة في الذبح نفسه بالسكين وفي التوقيت قبل ايام عن عيد الاضحي “عيد الذبح للأضحية” والذي هو علمياً أنسب وسيلة للتخلص من الدم والسموم من جسد الذبيحة لتكون حلالاً بعد تلاوة اسم الله عليها ولكن علي المتخصصين ان يبحثوا لماذا القتل عن طريق الذبح للانسان؟
ولماذا في العلن جهاراً نهاراً فلم يختبئ الذابح لضحيته ولم يستغل ظلام الليل بل في وضح النهار أمام المارة…. هل المقصود قتل فتاة اُختيرت بعناية ملفتة للأنظار تتمتع بجمال عالي، مما زاد تعاطف الناس وزادت البلبلة سافرة أو غير محجبة ومنهم من اختلف في ديانتها للوهلة الأولى ومن أمام جامعة المنصورة العريقة اكثر من ١٢٠ كاميرا موبايل صورت الحادث وتفاصيله بالإضافة لكل كاميرات المحلات الموجودة بالمكان وانتشر الحادث عبر وسائل الإعلام كالنار في الهشيم وخاصة الفيس بوك وما بالك وأجهزة المحمول في أيدي أطفالنا يا لها من رسالة قذرة أفرزها اعلام دموي موجه تحركه قوي غير ظاهرة خفية اعلام يبث العنف في الدراما والأفلام والبرامج وإيحاءات من مسؤولين وقادة ومدرسين وأساتذة جامعات واباء وامهات ترديد كلمة ” هدبحك” إما لفظاً أو رمزاً او ايحاءً بدون وعي منا أو بقصد .
الذبح ليس لبشر ومن ابتكر تلك الثقافة ونشرها في المجتمع هو ” المعلون” ابحثوا عن اصل الفاعل وامحوا ثقافة الذبح من الأذهان واحذروا العواقب فإنها خطيرة فقد تصبح عادة وسنة سيئة فينتشر الذبح في البلدان.
ولي عدة تساؤلات لم استطع الاجابة عليها هل فتاة جميلة وملفتة بهذا الشكل ألم يخشى عليها والدها من السفر في ميكروباص “وسيلة غير آمنة ” بمفردها، ولم يلتف لمظهرها وخصوصاً أنها ذاهبة لامتحان؟ ايضا وسط الفتاة لا يتناسب مع مظهرها، كذلك كيف وهو مربي فاضل ان يضع النار بجانب البنزين ويسمح لها بالتعاون والاستذكار وعمل الأبحاث من شاب في مرحلة مراهقة؟ هل لا يوجد زميلات لها متفوقات؟ ولماذا لم تأخذ الشرطة الموضوع مأخذ الجد على الاقل إقرار تعهد بعدم التعرض لها واستدعاء أهله وتحذيرهم؟ عموماً سيتضح من التحقيقات الحقائق .
رحمها الله ونتمني القصاص العادل وندعو بالصبر والسلوان للاسرتين اللهم بلغت علي قدر استطاعتي اللهم فاشهد.