انتبهوا.. البركان يهدد المجتمع !!
بقلم سماح سعيد:
طفت على المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة العديد من الجرائم التى لا تمت للإنسانية بصلة، منها القتل أو حوادث الانتحار وغيرها وهو مالم نعتد عليه قديما، فعبر كل العصور كان هناك الخير والشر والصالح والطالح ومن يستعيذ بالله من شيطان نفسه ، اما الضعيف فمن ينصاغ لنزواته إلى أن وصلنا إلى مرحلة ملطخة بالدماء لنتساءل جميعا ما الذى حدث ؟ وماذا اصاب مجتمعنا حتى أصبح بتلك الهشاشة ؟ تعددت الجرائم والنهاية واحدة هو الموت .
كتبت مقالى هذا بعد حادثة مقتل الطالبة نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة والتى ذبحت على يد زميلها محمد عادل فى وضح النهار على مرأى ومسمع من الجميع ، فى مشهد مأسوى يعلن عن وفاة مبادئ المجتمع وقيمه واصابته فى مقتل ،و بغض النظر عن تفاصيل الحادث والتى شاهدها وتابعها الجميع ، ولكن استوقفنى طريقة الشاب وهو يعترف بكل أريحية كيف أستحل دمها لمجرد تقدم لخطبتها ورفضت أو كما أدعى لوجود علاقة عاطفية بينهما وتغير المجنى عليها تجاهه .
كيف يكون لشاب فى سنه هذا التفكير المتطرف فى التعامل مع الفتاة فى حال اعتراضها على شخصه أن يتم ذبحها ، وما الذى جعل منه مريضا نفسيا دون ملاحظته وعلاجه قبل أن يصل لتلك النهاية المأساوية، إن لم يذبح نيرة كان سيفعلها مع والدته أو اخته أو ابنته أو زوجته مستقبلا ، هو لم يحب هو ينتقم لذاته وانانيته، المحب لا يؤذى من يحب أبدا، قد يؤذى نفسه فى سبيل سعادة الطرف الآخر و رضاه .
وهنا لابد أن نعيد النظر فى قواعد التربية ، فلا نعزز فى الطفل روح الأنانية ونلومه بعد ذلك ، لا ندلل فيه ثم نقول أنه تغير بعدما كبر، إنسلوك أولادكم هو حصاد تربيتكم ، علموهم إنه لا توجد حياة بدون حب، ولا يوجد حب بدون تضحية، ولا توجد تضحية بدون ألم.
فالشباب هم قاطرة التنمية فى المجتمع فقد بلغت نسبتهم 60 % تحاصرهم العديد من المشكلات منها البطالة ، والفقر ، وصعوبة فرص العمل ، الإعلام المسموم الذى يبيح لهم مشاهد القتل نهارا جهارا وكأننا فى عصر الجاهلية ، وسائل التواصل الاجتماعي التى جعلتنا نعيش فى جزر منعزلة داخل بيوتنا ، غياب الحوار ، ضعف الإيمان و التمسك بمظاهره الشكلية دون جوهره ، كل هذا يفيض علينا كل يوم بحمم بركانية من الجرائم سواء فى حق أنفسهم بالانتحار أو فى حق غيرهم بالقتل ، فنيرة ومحمد كلاهما ضحايا الأولى ضحية مجتمع والآخر ضحية أسرة . و نقول للجميع انتبهوا ،، البركان يهدد المجتمع.