د.سامية الدسوقى تحصل على الدكتوراه عن” علاقة الطفل بوسائل الإنترنت”
*علاقة الأطفال بمواقع الانترنت والصفحات الاليكترونية وتشكيل النسق المعرفى والقيمى
*مواقع الإنترنت جاءت فى الترتيب الأول بين المصادر التى يعتمد عليها الأطفال فى الحصول على المعلومات والمعارف
*إنشاء قناة متخصصة للطفل ترتكز على البناء المعرفى والقيمى والتنشئة السليمة للأطفال … ضرورة
حصلت الباحثة سامية دسوقى عيد بيومى على درجة الدكتوراه فى الإعلام التربوى من جامعة عين شمس بتقدير امتياز والتوصية بتبادل الرسالة بين المراكز البحثية المناظرة ، عن رسالتها للدكتوراه بعنوان، ” مدى اعتماد الأطفال على شبكة الإنترنت وعلاقته بتشكيل النسق المعرفى والقيمى لديهم ” .
استهدفت الدراسة التعرف على الاستخدام المتزايد للأطفال لمواقع الإنترنت، وقد استرعى اهتمام الدارسة موضوع القيم وخاصة قيم الأطفال، ومدى تغيرها مع التطور الهائل لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، والتى انطلقت انطلاقا صاروخيا، وقد تلاحظ الكثير من التغيرات فى القيم خاصة القيم الاجتماعية والأخلاقية فى المجتمع بصفة عامة ولدى الأطفال والمراهقين بصفة خاصة، فهل يرجع هذا التغير إلى عوامل التنشئة والبيئة المحيطة فحسب، أم تشير الاتهامات إلى مواقع الإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعى التى يتعرض لها الأطفال لساعات طويلة ويتعرضون لمضامين قد تنطوى على عنف ومخاطر سلوكية تؤثر على قيمهم.
وأكدت الدكتورة سامية دسوقى ضرورة معرفة مدى اعتماد الاطفال على مواقعهم المتخصصة كبديل آمن ودور تلك المواقع كقوى ناعمة فى توعية وتزويد الأطفال بالمعارف والقيم وفى اطار مسئوليتها الاجتماعية نحوهم..وترجع أهمية الدراسة إلى ضرورة حماية الطفل المصرى من الاستخدام الضار لشبكة الإنترنت، وتنبيه القائمين على رعايته وحمايته خاصة أفراد الأسرة بتوخى الحذر، مع انتشار جرائم استغلال الأطفال عبر الإنترنت بصور مختلفة، ومنها العنف والتحرش والتنمر الإلكترونى.
كما ترجع الى أهمية مرحلة الطفولة فى التنشئة والتكوين الاجتماعى والنفسى الذي ينعكس على بناء شخصية الإنسان البناء الواعى والسليم ، لاسيما أن الأطفال يعدون شريحة كبيرة فى المجتمع إذ يمثلون41 مليون طفل وفقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يناير 2022 لتعداد الأطفال المصريين (أقل من 18 سنة) ويمثل هذا العدد 40% من إجمالى عدد السكان.
وقد بحثت الدراسة عددا من التساؤلات منها : ما أنواع القضايا والقيم التي تتضمنها مواقع وصفحات الإنترنت التي يعتمد عليها الأطفال؟ما أهداف اعتماد الأطفال على الانترنت المتمثلة ، ما المصادر الأساسية لاكتساب المعارف والقيم والسلوكيات فى رأى الأطفال، وما اتجاههم نحو القيم المختلفة المقدمة على شبكة الانترنت؟ ،ما دور الأسرة فى حماية الأطفال من مخاطر تعرضهم لشبكة الإنترنت؟.
وقد تم تطبيق صحيفة تحليل المضمون على عينة المواقع والصفحات الاليكترونية المتخصصة للأطفال والتى شملت: موقع نور للأطفال، وموقع المركز القومي لثقافة الطفل ، و( دوي ) Dawwie للأطفال، ومجلة فارس، ومجلة علاء الدين ، ومجلة سمير، وقناة المجد للأطفال، وقناة طيور الجنة ، وقناة كرتونتورك العربية CN .
وقد جاءت القيم الاجتماعية أكثر القيم التى تناولتها المواقع والصفحات الإلكترونية فى المركز الأول بنسبة (27.8%) ، وبنسبة متقاربة جاءت القيم الأخلاقية فى المركز الثاني بنسبة ( 26.1%) ، يليها القيم السياسية فى المركز الثالث بنسبة أقل بلغت (13.4%)، وجاءت القيم الدينية فى المركز الرابع بنسبة (11.9%) ، وحصلت القيم الاقتصادية على المركز الخامس بنسبة ( 7.5%) وحصلت القيم النظرية على المركز السادس بنسبة بلغت (6.9%) ، وأخيرا فى المركز السابع حصلت القيم الجمالية على نسبة 6.4%.
كما جاءت مواقع الإنترنت فى الترتيب الأول بين المصادر التى يعتمد عليها الأطفال فى الحصول على المعلومات والمعارف، وجاءت الأسرة فى الترتيب الثاني ، بينما جاءت الأسرة فى الترتيب الأول بين المصادر الأساسية لاكتساب الأطفال القيم والسلوكيات ، وكانت مواقع الإنترنت التى يفضل استخدامها فى الترتيب الثاني. والجدير بالملاحظة انخفاض دورالمدرسة والمدرسين والتليفزيون والراديو كمصادر اعتماد الأطفال فى الحصول على المعلومات والمعارف والقيم .
وتشير النتائج إلى تفوق موقع نور” التابع للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف ” لحصوله على المراكز الأولى على مستوى القيم الاجتماعية والأخلاقية والسياسية ، كما تشير إلى تفوق الصفحات الخاصة بقنوات الأطفال وهى صفحات (قناة طيور الجنة ، وقناة كرتونتورك ، وقناة المجد للأطفال ) حيث احتلت المراكز الأولى على مستوى القيم الاقتصادية والدينية والنظرية والجمالية.
وتفوقت الصفحة الاليكترونية لمجلة علاء الدين في تناولها للقضايا الثقافية والسياسية والرياضية، وصفحة ” دوي” في تناول القضايا الاجتماعية، وتفوقت صفحة قناة طيور الجنة في تناول القضايا الدينية، وصفحة مركز ثقافة الطفل في تناول القضايا الفنية ، وكانت صفحة قناة المجد للأطفال أكثر تناولا لقضايا التعليم ، وجاء”موقع نور” الأكثر تناولا للقضايا الاقتصادية.
كما كشفت النتائج أن صفحات القنوات الإليكترونية حققت أعلى إجمالي لإعجاب الأطفال بالمضمون لما تتضمنه من عناصر الجذب والتأثير المتعددةوكشفت نتائج مدى أهمية القيم لدى الأطفال بأن جاءت القيم الأخلاقية فى الترتيب الأول متمثلة فى قيمة “احترام الآخر”، ويليها القيم النظرية والمتمثلة في قيمة “البحث العلمي” فى المرتبة الثانية، ثم القيم الاقتصادية والمتمثلة فى” قيمة العمل” فى المرتبة الثالثة، بينما جاءت القيم الدينية والمتمثلة فى التسامح فى المرتبة الرابعة ، وجاءت القيم السياسية والمتمثلة فى قيمة القيادة والمسئولية فى المرتبة الخامسة ، والقيم الجمالية فى المرتبة السادسة والأخيرة متمثلة فى التذوق الفنى.
وفى اطار ما كشفت عنه الدراسة من نتائج أوصت الدكتورة سامية دسوقى بأهمية قيام المواقع والصفحات الإليكترونية المتخصصة للطفل بالمزيد من التدخلات بهدف تنشئة الطفل ، وضرورة إنشاء قناة متخصصة للطفل ترتكز على البناء المعرفى والقيمى والتنشئة السليمة للأطفال لكيفية التعامل الايجابى مع مواقع الانترنت ، وأهمية رفع وعي الوالدين وقدرتهم على تقييم المضامين التى يتلقاها أولادهم من مواقع الانترنت وقيامهم باتخاذ تدابير فاعلة للحد من الآثار السلبية المحتملة على أولادهم .وأن تؤخذ القيم بأنواعها فى مختلف السياسات التربوية والإعلامية والنفسية والاجتماعية.
كما أوصت أن يتم دعم الانتاج الإعلامى للطفل المصرى والعربى تحت مظلة جامعة الدول العربية لتعزيزالنسق المعرفي والقيمي للطفل المصرى و العربي لمنافسة الإنتاج الأجنبى الذى يروج لأفكار ومفاهيم سلبية تتنافى مع القيم الانسانية والأخلاقية والتى تستهدف قيم الأطفال والنشء .
والتأكيد على تناول المواقع لقيم : التواضع ، وقيمة الإصرار على النجاح، والقيم الأخلاقية مثل الرضا والقناعة، والعرفان بالجميل، والاعتذار، وقوة التحمل والنشاط ، الإيثار، والتأكيد على قيم : (الكرم ، والإحسان للجار، والصبر والقدوة الحسنة والاستئذان) إذ جاءت بنسب منخفضة.
ينبغى زيادة تناول وغرس قيم : صلة الرحم وقيمة التسامح والوفاء بالعهود ، والحق والعدل ، ومساعدة الفقراء ، والرفق بالحيوان ، والنظافة ، واتقان العمل إذ جاءت فى الدراسة التحليلية بنسب منخفضة.