صورة ومعلومة ..”الدول الجزرية المهددة بالغرق”
كتبت سماح سعيد :
يهدد ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي وذوبان الكتل الضخمة من الجليد بغرق السواحل المنخفضة في مناطق مختلفة من العالم، وفي مقدمتها الدول التي تتكون من جزر صغيرة بالمحيطين الأطلنطي والهادي، ويبلغ عددها 52 جزيرة تنتمي إلى 39 دولة ويبلغ عدد سكانها نحو 65 مليون نسمة.
وأشارت تقارير اللجنة الحكومية الدولية لتغير إلى تناقص عمق الجليد البحري في مناطق القطب الشمالي بنحو 40% وتناقص حجم الجليد بنحو 10 15% منذ الخمسينات وأن هذه الأمور ستؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات بين 5 .0 و5 .1 متر،وعلى الرغم من أن الجزر الصغيرة لم تشارك في الانبعاثات الغازية التي تسببت في تغير المناخ واحترار كوكب الأرض إلا أنها ستكون أول من يتأثر ويعاني تداعيات هذه التغيرات.
لهذا السبب دعت قمة الأرض المنعقدة في ريودي جانيرو في عام 1992 الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر عالمي للتنمية في الدول الجزرية لتحسين أحوال سكانها، والحفاظ على بيئتها البحرية ودعمها في خطوات مجابهة التغير المناخي،استجابت الأمم المتحدة، وتم بالفعل عقد المؤتمر في جزر باربادوس (البحر الكاريبي) في مايو/ 1994 والذي أصدر برنامجاً للتنمية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة عرف باسم “برنامج عمل بربادوس”، وأصبح أساساً لكل المؤتمرات واقتصاد هذه الدول الجزرية في معظمها هش ولا يتحمل تبعات تغير المناخ.
وتسهم مصايد أسماك التونة في جزر المحيط الهادئ بنحو 10% من ناتجها المحلي، وتمثل في بعضها نحو 50% من صادراتها، كما تساهم أشجار جوز الهند في جميع الجزر بمختلف مواقعها بنحو 30% من صادراتها، وتعتمد عليه شعوبها في معيشتها.
أما بالنسبة إلى بعض السلع والخدمات، والتي ستتأثر بتغير المناخ، فإن الشعب المرجانية كمزار سياحي توفر نحو 375 مليار دولار سنوياً لهذه الجزر، وينبغي الحفاظ عليها ودعم دول العالم لها، وبالمثل أيضا الثروة السمكية التي تمثل دعماً غذائياً لشعوب هذه الدول وعائداً تصديرياً يسهم في دعم الاقتصادات، والتي يمكن أن تتأثر كما سبق باعتلال صحة المحيطات،تمثل السياحة نحو 30% من دخل هذه الجزر خاصة في منطقة جزر الكاريبي، التي تستقبل 21 مليون سائح سنوياً