استاذ العلوم البيئية بجامعة القاهرة يوضح أسباب الاحتباس الحرارى
قال الدكتور احمد كامل حجازى رئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية واستاذ العلوم البيئية جامعة القاهرة: ان الاحتباس الحرارى أو الاحترار العالمى هو الزيادة البطيئة فى متوسط درجة حرارة الغلاف الجوى للارض نتيجة زيادة كمية الطاقة التى تصل الارض من الشمس وتحاصر فى الغلاف الجوى ولا ترتد الى الفضاء الخارجى..مشيرا الى انه بدون الاحترار العالمى الناتج عن الاحتباس الحرارى ستكون الارض شديدة البرودة ويكون لها اثر اكبر ضررا من ارتفاع الحرارة .
جاء ذلك فى محاضرة الدكتور احمد حجازى بعنوان “دور الدول الكبرى فى الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول النامية وتدهور حالة المناخ وعلاقة اتفاقية تغير المناخ باتفاقيات التنوع البيولوجى واتفاقية التصحر” وذلك خلال أكبر دورة تدريبية لـ«صحافة المناخ» والتى تنظمها نقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حماد الرمحي السكرتير العام المساعد، رئيس لجنة التدريب، وذلك بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفي خالد مبارك، وبإشراف الكاتب الصحفي الدكتور محمود بكر نائب رئيس الجمعية، والكاتبة الصحفية حنان بدوى سكرتير عام الجمعية، والكاتبة الصحفية سوسن عبد الباسط أمين الصندوق.
وتطرق حجازى الى اهم ٢٥ مشكلة بيئية فى القرن ال ٢١ وهى تغير المناخ ، ندرة المياه، التصحر، فقد التنوع البيولوجى، تلوث المياه ، المخلفات الصلبة ، استهلاك الطاقة، تلوث الهواء، زحف المجتمعات الحضرية، الغزو البيولوجى، تغير التيارات البحرية، ارتفاع مستوى سطح البحر.
وأضاف حجازى انه خلال النصف مليون سنة الاخير حدث ٥ دورات ارتفاع أو انخفاض فى حرارة الارض ” دورة كل حوالى 100000 سنة ومنذ نهاية العصر الجليدى ” منذ حوالى ١٥٠٠٠” وحتى عام ١٨٠٠ م ” بداية الثورة الصناعية” زاد متوسط درجة الحرارة الكونية ٥ درجات مئوية ، ومنذ عام ١٨٠٠ وحتى عام ٢٠١٥ زاد متوسط درجة الحرارة الكونية ٣٨ر١ -٦٨ر١ درجة مئوية
لو استمر الوضع كما هو عليه من المتوقع ان ترتفع الحرارة خلال القرن الواحد والعشرين بمقدار ٤ درجات مئوية” ٥ر٥، ٥ر٢ درجة” .
وتطرق الدكتور احمد حجازى الى الكربون الاسود وهو عبارة عن جزئيات صغيرة من الكربون ناتجة عن الاحتراق غير الكامل للوقود الاحفورى والوقود الحيوى هذه الجسيمات صغيرة حجمها حوالى ١٠ ميكرومتر وقطرها واحد على ثلاثين من شعرة الانسان ويمكنها ان تمر عبر جدران الرئة البشرية وتصل مجرى الدم
هذه الجزئيات الدقيقة تظل معلقة فى الهواء بعد اختفاء اعمدة الدخان وانبعاثات المصانع والحرائق وتمتص حرارة الشمس بشكل اكثر فعالية بملايين المرات من ثانى اكسيد الكربون، وعندما تحمل الرياح جزئيات الكربون الاسود فوق الثلج او الانهار الجليدية او قمم الجبال الجليدية حيث تسقط على سطحها الابيض العاكس عادة فانها تساهم بشكل مباشر فى ذوبان الجليد ، الكربون الاسود يعتبر ثانى اكبر مساهم فى الاحتباس الحرارى بعد ثانى اكسيد الكربون.
واشار حجازى الى أن من أهم مصادر غازات الاحتباس الحرارى والكربون الاسود الوقود الاحفورى والاستخدامات ذات الصلة بالفحم والبترول وهى اهم مصادر الغازات الدفيئة والكربون الاسود وتعد الزراعة ثانى أهم مصدر بسبب انتاج الغذاء وتربية الحيوانات وانتاج الاعلاف بالاضافة الى تقلص مساحة الغابات بسبب التوسع فى المساحات المزروعة وانشاء المناطق السكنية وحرائق الغابات وكذلك انبعاثات البراكين والتيارات المائية فى المحيطات والبحار التى تنقل كميات كبيرة من الحرارة عبر الكرة الارضية.
وفيما يتعلق بإلتزامات الدول والمطلوب فى قمة المناخ، أشار الدكتور احمد حجازى الى المطالبة بتنفيذ الوعود التى قطعت على الدول الكبرى ” مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ومجموعة العشرين ” فى قمة المناخ” cop 27″ فى جلاسجو بدعم ال١٠٠ مليار دولار سنويا للدول النامية لمجابهة تغير المناخ ” الواقع يتطلب ٣٠٠ مليار دولار” حتى يصبح اتفاق باريس حقيقة واقعية وضرورة تخفيف الانبعاثات بنسبة ٤٥% بحلول عام ٢٠٣٠ حتى الان لم تستطيع الدول تنفيذ الاتفاقية بتخفيض الانبعاثات سوى بنسبة ١% من المفترض ان نصل اليه بحلول عام ٢٠٣٠ حتى يصل العالم الى صافى الانبعاثات الصفرية بحلول عام ٢٠٥٠.
وذكر حجازى أن تكلفة التعافى من فيروس كوفيد ١٩ مبلغ ١٥ تريليون دولار ومع ذلك لم يتم الوفاء بتعهد تمويل المناخ البالغ ١٠٠ مليار دولار سنويا للدول النامية حتى عام ٢٠٣٠ .
وأوضح حجازى أنه لمجابهة تحديات تغير المناه يجب حسم المفاوضات حول اتفاقية باريس وتنفيذها بالكامل وعدم التمادى فى التفاوض حول المبادىء التوجيهية ومذكرات التفاهم مع ضرورة العمل على تناغم التوقعات والمتطلبات الوطنية والتوقعات الدولية والكونية
وضرورة دعم الدول النامية للسير فى الركائز الثلاث الهامة لتغير المناخ بالتوازى ” التخفيف، التكيف، التمويل، ضرورة حسم الخلاف حول القضايا العالقة بأسواق الكربون خاصة فى الدول النامية بان يكون للقطاع الخاص دور فى اسواق الكربون على ان يتحملوا جانبا من تكلفة الانبعاثات لتوفير بعض الموارد و
المطالبة بقرارات ملزمة لمساعدة الدول النامية فى اطار لوائح تشريعية وقانونية يمكن اللجوء قضائيا حال التنصل من الالتزامات المنصوصة وكذلك المطالبة بالتعويض عن الاضرار التى خلفها النشاط الصناعى للدول الكبرى واصلاح النظم البيئية المتدهورة حفاظا على التوازن البيئى..لافتا الى انه جرت العادة ان تعقد المؤتمرات وتصدر التوصيات والتعهدات التى تخلو من القدرة على التنفيذ مما يحتم على cop 27 الخروج بتوصيات لها قوة تنفيذ دولية ملزمة لكل الاطراف من أجل التحول نحو تنمية خضراء خالية من الانبعاثات .
ونوه الدكتور احمد حجازى انه بالرغم من اجماع الرأى العلمى الواضح بين العلماء والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية وصانعى السياسات ووسائل الاعلام لا يزال هناك علماء متشككون فى تغير المناخ اى يشككون فى صحة النظرية العامة لتغير المناخ العالمى الناجم عن النشاط البشرى او ان الظواهر المرصودة تثبت بشكل قاطع انها كذلك او ان الظواهر المرصودة هى اى شىء خارج عن المألوف ومن المهم فصل هؤلاء العلماء المتشككين عن الذين لديهم مصلحة مالية او سياسية فى انكار تغير المناخ .
وأكد حجازى ، فى ختام محاضرته، ان الحلول غير التقليدية لمجابهة المشاكل لابد أن تكون مواجهة المشكلات البيئية وتغير المناخ جزءا لايتجزأ من خطط وبرامج التنمية وعدم قصر الاهتمام على انشاء المؤسسات واصدار التشريعات وتنظيم المؤتمرات.