الأطفال يعترفون : نحن ضحايا التغيرات المناخية
كتبت سماح سعيد:
نظمت” هيئة إنقاذ الطفولة الدولية” ورشة عمل للصحفيين والإعلاميين تحت عنوان “دور الإعلام في تسليط الضوء على تداعيات التغيرات المناخية على حقوق الطفل”.
بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، والمكتب العربي للشباب والبيئة، ووزارتى الشباب و التضامن الاجتماعي، لربط قضية التغير المناخي بحقوق الطفل .
ووضع خطة إعلامية لتناول القضية، في ظل تحضيرات الهيئة لعقد عدد من الجلسات والمشاركة في جناح المجتمع المدني خلال قمة المناخ COP27.
شارك بالورشة عدد من الأطفال المصريين واللاجئين المهتمين بقضية المناخ والمتوقع مشاركتهم في مؤتمر COP27.
وتأتي هذه الورشة في إطار الحملة العالمية لهيئة إنقاذ الطفولة “جيل الأمل” التي أطلقتها الهيئة مع الأطفال ولأجلهم، والتي تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي إلى تغير المناخ لتأثيره على حقوق الطفل .
بالإضافة إلى معالجة عدم المساواة الاقتصادية الناتجة عن أزمة المناخ، من خلال ضمان التمويل العادل، لإعطاء الأولوية لحقوق الطفل ورفاهيته.
وتهدف الى تدعيم الأطفال لعمل حملات توعية عن تأثير التغير المناخي على حقوقهم تستهدف الحكومات وصانعي القرارات والأسر والمجتمعات.
كما تهدف الحملة إلى الدعوى وكسب التأييد لزيادة التمويل للعمل المناخي لدعم الأطفال الأكثر تأثرا على رغم كونهم الأقل مسؤولية عن أزمة المناخ. وتمتد حملة جيل الأمل على مدار خمسة أعوام.
شارك في الورشة 6 أطفال من محافظات وجنسيات مختلفة لعرض تجاربهم الشخصية مع تأثيرات التغير المناخي وتقديم حلول وتوصيات للمسؤولين وصانعي القرارات.
تحدثت الطفلة شهد من القاهرة حى تبلغ من العمر 16 عاما من القاهرة، عن كيفية تأثير تغير المناخ على الغذاء ، بسبب صعوبة استزراع بعض المحاصيل أو تلفها لارتفاع درجات الحرارة أو وبالتالى إهدار كميات كبيرة منهاوتلفها .
فيضطر الفلاح إلى بيع ما تبقى له من المحصول بأسعار باهظة وكذلك التجار ، وهو ما يؤثر على رب الأسرة وينعكس بدوره على الأطفال فى الحصول على الكميات المناسبة من الغذاء .
واقترحت التوسع فى مساحات الأراضي الزراعية للتغلب على التغيرات المناخية والإكثار من الزراعة بطريقة الصوب الزراعية ما سيؤدى إلى وفرة محصول الفلاح وبالتالى بيعه بأسعار مناسبة.
أما الطفل غسان 12 عاما من سوريا، فقد تحدث عن إلقاء المخلفات في البحار والمحيطات التي تؤثر على الثروة السمكية ، وارتفاع أسعاره.
هذا إلى جانب تراكم المخلفات و حرقها وهو يفاقم فى أزمة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويحرم الأطفال في حقهم فى بيئة نظيفة.
كما اقترح إطلاق فرق للغوص فى أعماق البحار لتنظيف المورد المائي، و توفير حاويات لجمع المخلفات وفصلها مع توعية المواطنين بعدم إلقاء المخلفات في الأرض أو البحر.
وقال الطفل أسعد من السودان : إن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات نتيجة للتغيرات المناخية والازمات حيث تسببت فى انهيار أحد الأسوار عليه وإصابته بكسر في الذراع، واضطرته إلى هجرة وطنه السودان .
أما درة 10 أعوام، علقت أن الأطفال ضمن الفئات الأكثر تأثرا بارتفاع درجات الحرارة من خلال تعرضهم لضربات الشمس وهو ما يشكل خطرا على صحتهم .
وتسألت نعمة، 18 سنة من أسيوط تسألت:”هنستنى لحد امتى؟ متوقعة حدوث مجالات بالدول الفقيرة اذا لم يتخذ إجراءات سريعة لمواجهة التغيرات المناخية.
أما يوسف، 15 سنة من الإسكندرية علق قائلا : إن “النشاط البشري تسبب في تغير المناخ والاحتباس الحراراي، ممكن إعادة تدوير البلاستيك بدلا من إلقائه في الشارع والبحر وبذلك نكون قد افادنا انفسنا والبيئة .
وأكد تامر كيرلس مدير هيئة إنقاذ الطفولة انها ملتزمة بضمان توصيل صوت الأطفال ، خاصة الأطفال الأكثر تضررًا من عدم المساواة والتمييز مثل الفتيات والنازحين ، إلى صانعي القرار بشأن القضايا التي تؤثر على حقوقهم الأساسية.
فالأطفال والشباب هم المستقبل ولذلك هم حريصون على مشاركة الأطفال في مؤتمر الأطراف COP27 للاستماع إلى تجاربهم الملموسة مع التغير المناخي ورأيهم في الحلول التي يمكن وضعها للحد من الأزمة .
وتشير نتائج بحث حديث أصدرته هيئة إنقاذ الطفولة الدولية بعنوان “ولدت في قلب أزمة المناخ” ، بالتعاون مع فريق دولي من الباحثين في المناخ بقيادة جامعة فريجي بروكسل .
أنه بموجب تعهدات خفض الانبعاثات الأصلية لاتفاقية باريس ، فإن الطفل المولود في عام 2020 سيشهد زيادة كبيرة في التعرض لظواهر الطقس المتطرفة مقارنة بشخص ولد في عام 1960 .
من بينها ضعف عدد حرائق الغابات ، وتعرضه لما يقرب من ثلاثة أضعاف فيضانات الأنهار ، وزيادة في موجات الحر بمعدل سبعة أضعاف.
يذكر أن هيئة إنقاذ الطفولة تعمل منذ أكثر من 100 عام على تلبية احتياجات وحقوق الأطفال في 120 دولة مختلفة.
وتنفذ برامجها في مصر منذ عام 1982، والتي تستهدف الأطفال المصريين واللاجئين المعرضين للخطر وأسرهم ومجتمعاتهم .
بهدف مساعدة كل طفل على تحقيق إمكاناته الكاملة فيما يتعلق بالحماية والتعليم والصحة، بالإضافة إلى تمكين الشباب.