و نحن علي أبواب cop27 الخبراء يدقون ناقوس الخطر من تأثير التغيرات المناخية علي الأطفال
تقرير كتبته سماح سعيد:
مع بدء العد التنازلي لاستقبال الحدث البيئى العالمى لعقد مؤتمر المناخ cop27 فى مدينة شرم الشيخ ،وبما ان مصر ستكون قبلة الإعلام فى العالم ولمدة 12 يوما ، ولما كان إشراك كافة فئات المجتمع فى هذا المؤتمر وتوعيتهم بتلك القضية بات من الضروريات ، فقد نظمت هيئة إنقاذ الطفولة الدولية ورشة عمل للصحفيين والإعلاميين تحت عنوان “دور الإعلام في تسليط الضوء على تداعيات التغيرات المناخية و تأثيرها على حقوق الطفل”.
بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة و الأمومة ، والمكتب العربي للشباب والبيئة، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن الاجتماعى، لربط قضية التغير المناخي بحقوق الطفل ووضع خطة عالمية لتناول القضية من كافة النواحي وتهدف الهيئة فى خطتها الاستراتيجية 2030 إلى العمل على 3 محاور هى ،
*أولا، (الحق فى البقاء) من خلال الحد من معدلات الوفيات لدي الأطفال خاصة قبل سن الخامسة من العمر من خلال اتباع عدد من التوصيات و الاجراءات التي تحميهم من الأمراض الخطيرة التي يتعرضون لها .
ثانيا ، (الحق فى التعليم) بإتاحة التعلم للأطفال باعتباره حقا مكتسبا أيا كانت ظروفهم ، لأنه أبسط حقوقهم الإنسانية.
ثالثا، (الحماية )وذلك بحماية الطفل من أى مخاطر تهدده وتسيئ إليه سواء كانت جنسية أو عاطفية أو جسدية أو إهمال أو استغلال.
و خلال العام الحالي أطلقت الهيئة حملة عالمية تحت عنوان “جيل الأمل “والتى تركز فيه على قضية التغيرات المناخية وكيفية تأثيرها على حقوق الطفل ؟سواء حقهم فى الغذاء والصحة والتعليم والحماية و المشاركة ، حيث قامت الحملة بتنظيم جلسات استماع ل4000 طفل بهدف رفع وعيهم بقضية التغيرات المناخية والأخذ برأيهم فى التصدى لتلك التغيرات عليهم ،وتوصياتهم لصانعى القرارات والسياسات ،و سوف تستمر الحملة لمدة 5 سنوات ، هذا إلى جانب العديد من البرامج مثل برنامج ” قرية متعلمة “والذى ينفذ حاليا بمحافظة المنيا بعد مروره بالعديد من المحافظات ، للحد من الأمية عند الأمهات والأطفال المتسربين.
من بين هذه الفعاليات التي تم تنظيمها محاضرة حول مشاركة الطفل فى صنع القرار والتي القتها نورهان عبد العزيز مدير إدارة المناصرة والحملات والتواصل والإعلام بهيئة إنقاذ الطفولة الدولية حيث شددت فيها على حق الطفل” بالمشاركة “، بالرغم من التهديدات المباشرة والضخمة لحقوق الأطفال اليوم وفي المستقبل، وقيادتهم الشجاعة والواضحة في دفاعهم عن هذه الحقوق في مواجهة الأزمات و استبعاد الأطفال من عملية صنع القرار.
وقالت : على سبيل المثال، لم يرد ذكر الأطفال مباشرة ألا في 20 % فقط من جميع المساهمات المحددة وطنيا التي حدثت بعد اتفاقية باريس، وتتحمل الدول والهيئات الحكومية الدولية مسؤلية الاعتراف بتجارب الأطفال اليوم وفي المستقبل بموجب المادة
3 من اتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على أنه “في جميع الإجراءات المتعلقة بالأطفال … يجب أن تكون مصالح الطفل هي الاعتبار الأساسي” .
و فيما يتعلق بمؤتمر الأطراف للتغیر المناخى cop27 بشرم الشيخ الذي يعقد في نوفمبر المقبل أكدت علي مشاركة 10 أطفال في فعاليات المؤتمر ومن المتوقع أن يزداد العدد ليصل إلى 30 طفلا ممثلين عن هيئة إنقاذ الطفولة الدولية لحضور 7 برامج من بينهم 5 تابعة لمنظمات المجتمع المدني .
أما الظواهر الكارثية للتغيرات المناخية فقد أكدت إنه بموجب تعهدات اتفاقية باريس ومقارنة الأطفال الذين ولدوا عام 1960 إلى 2020 كانت المؤشرات تؤكد، تعرض الطفل المولود لخطر حرائق الغابات بمقدار الضعفين ،والجفاف بمعدل 2.6 ، و فيضانات الأنهار ستزيد بمعدل 2.8 ، و موجات الحر بمعدل 6.8 أضعاف ووفقا لتعهدات اتفاقية باريس، هناك خطر تلف المحاصيل بمعدل 2.8 أضعاف مقارنة بالأجيال الأكبر منه.
وفى السياق ذاته تحدث مصطفى عز العرب منسق وزارة الشباب والرياضة فقال أن مؤتمر المناخ cop27 فرصة ذهبية لمشاركة الشباب فى العمل المناخى لإنهم ليسوا قادة الغد بل قادة اليوم ،وتعد مشكلة التغيرات المناخية أزمة تهدد حياة الأجيال القادمة والشباب هم الأكثر تأثرا بها، لذا فإن مشاركتهم حتمية أخلاقية لتحقيق عدالة مناخية والنظر فى رسم سياسات اليوم بعيون الأجيال القادمة، وهناك العديد من البرامج ضمن أجندة المؤتمر منها “الحملة الوطنية للشباب و المناخ” وقد بدأت بالقاهرة وستجوب باقى المحافظات وتتضمن 30 برنامجا .
ونوه إلى تفاقم أزمة المناخ خاصة في القارة الأفريقية تتلخص فى إرتفاع منسوب مياه البحر ،وكذلك حدوث الجفاف والتصحر فى مناطق أخرى وهو ما سيؤثر على توافر الغذاء مستقبلا و ينذر بحروب ويهدد السلم والأمن الإجتماعى ، لتتخطى المشكلة مجرد الملبس الشتوى والصيفى فقط بل قد تؤدي الي حروب وقتال بين الدول المختلفة.
وأضاف قائلا : يجب على الدول الكبرى الوفاء بإلتزاماتها تجاه الدول الأقل نموا من خلال توفير الدعم اللازم لهم كى تتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية بالتوجه نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل استخدام الوقود الأحفوري ، وإمدادهم بآليات التطوير التكنولوجى لخروجهم من هذا المأزق ، بالإضافة إلي توفير آليات التطوير التكنولوجى لخدمة الاقتصاد والبيئة .
واوضح أن هناك نوعين من المشاركين فى قمة المناخ المفوضيين ويصل عددهم إلى 200 من كل دولة ،ومراقبين من منظمات المجتمع المدني، وهناك ما يعرف بالأيام الموضوعية وهى عبارة عن عرض رؤية الدولة المستضيفة وتشمل 19 موضوعا منها على سبيل المثال الطاقة، والشباب والاجيال المستقبلية، المجتمع المدنى والتمكين، وحق الأجيال فى المعيشة، وأخيرا الإعلام و يتم اعتمادهم من قبل منظمة الأمم المتحدة و هو أهم عنصر لإنه ينقل ما يحدث داخل أروقة المؤتمر لدول العالم ، وهناك العديد من برامج العمل تتمخض عن هذه المؤتمرات ولكن تبقى اتفاقية باريس 2015 بمثابة جرس إنذار للعالم أجمع لأنها نبهت إلى خطورة التغيرات المناخية فعلى سبيل المثال ، اختفاء فاكهة المانجو العام الماضى بسبب ارتفاع درجات الحرارة ومن المتوقع اختفاء بعض المحاصيل مستقبلا ، وكذلك الأمن المائى سيصبح مهدد بسبب الفقر .
أما الدكتورة سامية الدسوقي مدير عام الإعلام للمجلس القومى للامومة و الطفولة فقد قالت إن هناك 600 ألف طفل توفوا فى عام 2016)
و هذا ما جاء في كلمتها بورشة العمل الخاصة بالطفل والتى تعبر عن التعاون بين هيئة إنقاذ الطفل الدولية والمجلس للتعريف بقضية التغيرات المناخية والتى تعد من أهم القضايا على الساحة الدولية، مطالبة الإعلام القيام بدوره في رفع الوعى لدى الأسرة وبالتالى للطفل حيث انه يمثل القوى الناعمة لرفع وعى المجتمع بصفة عامة للتعريف بآثار تلك الظاهرة على الأطفال ،ويأتى هذا انطلاقا من حق الطفل فى المعرفة والإعلام كما نصت عليه المادة 17 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بالأمم المتحدة بهدف تعزيز الطفل وتحقيق رفاهيته الاجتماعية والمعنوية والروحية ومن أجل صحته النفسية والبدنية و والعقلية ، وحقه فى البقاء والنماء والحماية والمشاركة .
وقالت أيضا : إن المجتعمات لا تنهض إلا من خلال إعلام تنموى يساند جهود الدول ، ومن هنا نقوم بتكثيف المساعي للتعبئة الإجتماعية التي تعمل علي رفع وعى الطفل ، وكان المجلس القومى للأمومة والطفولة سباق فى تلك القضية، فقد قام بالعديد من المبادرات لمواجهة المشكلات البيئية منها مبادرات ” حراس الركن الأخضر” والتى طبقت فى المدارس بمحافظة الإسماعيلية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ثم طافت بالمحافظات و في مقدمتها القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس وبور سعيد، من أجل تحويل السلوك السلبي لدى الطفل الي تصرف إيجابى ،كما نظم المجلس برنامج للتوعية العامة للإرتقاء بالبيئة بمحافظة القاهرة لرفع الوعى بالقضايا البيئية و الاجتماعية والصحية ، تم خلالها إقامة حزام أخضر حول المنطقة الشمالية ، وزراعة 3400 شجرة بالتعاون مع المحافظة ، وإقامة 21 معسكرا بيئيا يشمل أنشطة ثقافية وفنية ورياضية وإعادة تدوير الورق .
واشارت أنه وفقا لاستطلاعات الرأى بلغ نسبة مالم يعلم بقضية التغيرات المناخية 92%، وكان ضمن آثار التغيرات المناخية تخلل طبقة الأوزون التى تمتص الأشعة فوق البنفسجية وكذلك الطاقة والحرارة وهو ما يؤدى إلى الإصابة ببعض الأمراض منها الحروق الشمسية، والشيخوخة المبكرة، وتجاعد الجلد، وأمراض العيون وتشوه الأجنة ، وضعف مناعة جسم الإنسان، مع العلم أن 600 ألف طفل توفاهم الله فى عام 2016بسبب إصابات حادة فى الجهاز التنفسي ،أما عام 2018 كان 1,8 مليار طفل يتنفسون هواء ملوثا .
بينما أكد الدكتور أحمد سعدة معاون وزيرة التضامن للعمل الأهلى أن الجمهورية الجديدة لا تبنى بالمشروعات فقط إنما بالوعى ، ويقع ذلك على أكتاف الإعلام والإعلاميين وهو عنصر اساسى فى مشروعات الوزارة سواء فى التمكين أوالرعاية أوالحماية ، ومنذ الستينات هناك مساعي لمواجهة مشكلة التغيرات المناخية وإن اختلفت المسميات كحماية البيئة ، وتدوير المخلفات ، وكيفية مواجهة التغيرات المناخية ،مشيرا إلى أن مؤتمر ال cop27 يعتبر بمثابة محطة وليس نقطة وصول ، فهو ليس هدف نهائى إنما محطة أساسية ومحورية ومفصلية فى آليات المجتمع المدني فيما يخص تلك القضية ، لذا تقوم الوزارة بدور المنسق وليس دور القائد تدعيما للتنمية المستقلة للمجتمع المدنى.
وأضاف أنه منذ صدور قانون 149 وإعلان رئيس الجمهورية 2022عام المجتمع المدنى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للوطن بكافة اجهزته ،فإن وزارة التضامن الاجتماعي تسعى جاهدة لابراز دور المجتمع المدني فى مؤتمر المناخ بهدف تصدير قصص النجاح ، وتمويل البرامج، وكسب تأييد أكبر من المجتمع الدولى ، وتحقيق التواصل ما بين برامج المجتمع المحلى و المنظمات الدولية والجهات المانحة، ودعم المتطوعين الذين يعتبروا القوة المحركة لأي مؤتمر وخاصة فى مؤتمر المناخ وهم رصيد المجتمع مستقبلا ، ويعد برنامج “وعى”الذى اطلقته الوزارة عام 2019 دليلا على ان محاور التنمية المجتمعية هى مكمل للبنية التحتية التى تنفذها الدولة ، وكذلك برنامج “حياة كريمة” يستكمل بالوعى المجتمعى للحفاظ على مكتسبات التنمية .