“القباج” تدشن برنامج المتطوعين المشاركين في مؤتمر المناخ COP27
كتبت سماح سعيد :
دشنت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي برنامج المتطوعين المشاركين في تنظيم مؤتمر قمة الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، والتي تستضيف فعالياتها مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، حيث وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمة عبر تقنية الفيديو كونفرنس للمتطوعين عبر تجمعهم بمكتبة الإسكندرية.
وأكدت أن العد التنازلي لمؤتمر قمة الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 قد بدأ، حيث تتجه أنظار العالم نحو مدينة السلام المصرية شرم الشيخ، وذلك بداية من 6 نوفمبر المقبل، حتى يوم 18 من الشهر نفسه، حيث يجتمع قادة العالم بالقمة التي تحضرها ١٩٧ دولة، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، وآلاف من النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم، من أجل نافذة جديدة لمناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.
وعبرت عن سعادتها الشديدة بالمتطوعين وبدورهم واهتمامهم بالمشاركة فى هذا الحدث الضخم والذين تم اختيارهم وفق معايير محددة روعى فيها الشفافية وعدالة الفرص، حيث تقدم مصر نموذجا جديدا فى تنفيذ مفاهيم التطوع وخدمة المجتمع خاصة فى مجال العمل العام، وقد اتخذت من الاستثمار فى البشر وإعلاء المشاركة والمسئولية المجتمعية كأساس للعملية الديمقراطية، مؤكدة أن المتطوعين يشكلون العنصر الأساسي لنجاح المؤتمر، كما أنهم القلب النابض لقاطرة الوعى وشعلة التفكير والتغيير المجتمعى والتنموى ومؤشر أساسي فى تقدم الإنسانية.
وأوضحت أن القيادة السياسية تولي اهتماماً كبيراً بالشباب ومدى مشاركته في العمل، وكان انطلاق أولي مؤتمرات الشباب عام 2016 ، كما تم الإعلان عن عام 2022 عاماً للمجتمع المدني لتشجيع تنميته المستقلة وانطلاقه في الفضاء العام، وذلك في ظل قواعد من الحوكمة الرشيدة والشراكة البناءة، موضحة أن مصر لديها أكثر من مليون متطوع منهم 230 ألف متطوع من الشباب بالمنظمات الأهلية وبصندوق مكافحة الإدمان وبجمعية الهلال الأحمر المصري، وحوالي نصف مليون متطوع في مجالس إدارات المجتمع المدني، بالإضافة إلى المتطوعين بالقطاع الخاص وبالمجتمعات المحلية غير المعلوم أعدادهم بدقة .
وأكدت أن وزارة التضامن الاجتماعي تسعى هذا العام لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتطوع، تستعرض فيها رؤيتها في تطوير أول قاعدة بيانات موحدة عن التطوع في مصر، وفتح قنوات متنوعة لتعبئة المتطوعين والتواصل معهم وتعزيز قدراتهم للمشاركة والاستجابة لتحديات مصر التنموية، مثمنة مشاركة المتطوعين في منظمات المجتمع المدني، وفي جميع المشروعات التنموية الكبرى التي تقوم بها الدولة المصرية، حيث ساهمت تلك المشروعات والبرامج في تعزيز الدور القيادي للشباب في الأعمال المجتمعية والإنسانية وعملت على تقوية دوافع روح الفريق والعمل المشترك، وهذه القاعدة ستكون مصنفة وستفتح أبواب متنوعة لمشاركة المتطوعين مع ضمان توفير آليات الحماية خلال أدائهم لدورهم.
وأضافت أنه منذ اختيار مصر لتنظيم هذا الحدث المهم؛ أولت القيادة السياسية برئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما بالغا بكل ما يخص المؤتمر، وشكل سيادته لجنة برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لمتابعة تنفيذ كافة الاشتراطات والتجهيزات اللازمة، ومن هذا الجانب؛ كلف فيها وزارة التضامن الاجتماعي بأنشطة المجتمع المدني واختيار وتأهيل المتطوعين في هذا الحدث، حيث قسمت وزارة التضامن الاجتماعي خطتها إلى 3 محاور؛ المحور الأول خاص بإجراءات الاتاحة للأشخاص ذوى الإعاقة بمكان انعقاد القمة من تجهيز المرافق الخاصة بالقاعات لتكون مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتهيئة الموقع الإلكتروني للمؤتمر ليكون مناسباً للمستخدمين من الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير مختلف المطبوعات بطريقة برايل، ومترجمين للغة الإشارة، مع توفير الاتاحة البصرية والأجهزة المساعدة لهم، وذلك بالتنسيق مع الوزارات المختلفة.
أما المحور الثاني خاص بملف المتطوعين لتوفير ١٠٠٠ متطوع للمشاركة بالقمة مع التأكيد على تحقيق التنوع واحترام الاختلافات، حيث أطلقت الوزارة موقعًا إلكترونيا لاستقبال طلبات التطوع للمؤتمر من مصر وشباب القارة الإفريقية، وذوى الإعاقة للمشاركة من خلال التطوع فى هذا الحدث المهم، وتم استقبال ٩٩٠٠ طلب للتطوع من ٨٠ دولة تم إخضاعهم لمعايير خاصة لاختيار ١٠٠٠ متطوع، ويتم تدريب الشباب ممن تأهلوا لإعدادهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للحدث، أما المحور الثالث للوزارة يتضمن عقد يوم المجتمع المدني بالقمة، لإبراز دور وقصص نجاح المجتمع المدني الفاعل في مجال الحد من التغيرات المناخية مع مراعاة الأبعاد العالمية والإقليمية والمحلية على كافة المستويات، بالإضافة إلي طرح التحديات والدور الذى يمكن أن يقوم به المجتمع المدنى فيما بعد القمة بتقديم تجارب مختلفة تم تنفيذها بالفعل لصغار المزارعين والمبانى الخضراء والأمن الغذائى، وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال الطاقة الشمسية ومكافحة الفقر والعدالة المناخية، حيث تم التنسيق والتشاور مع منظمات المجتمع المدني والتقدم بمقترحات لفعاليات مختلفة يتم تنظيمها بالشراكة مع المجتمع المدني خلال فترة انعقاد القمة، مع تخصيص مساحة للمجتمع المدني ومعرض للمنتجات الخاصة بالأسر المنتجة “ديارنا” بالمنطقة الخضراء.
وأفادت أن برنامج المتطوعين يعد أكبر برنامج للتطوع على الإطلاق في تاريخ قمم المناخ السابقة، كما أنه يعد أكبر استثمار في رأس المال البشري لتأسيس وتعزيز قيم التطوع، مشيرة إلي أن الوزارة نفذت أكبر ملتقي تدريبي للمتطوعين بمقر المركز العام للهلال الأحمر المصري، بالشراكة مع صناع الحياة ومنصة المنتور وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي وبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين بهدف تفعيل أدوارهم القيادية، كما قامت الوزارة بتنفيذ أكبر ملتقي تدريبي للمتطوعين بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة بالمدينة الشبابية بأبوقير بالإسكندرية.
وأكدت أن بدء تواجد المتطوعين في مدينة شرم الشيخ سيكون ٢٥ أكتوبر الجاري وحتي ٢٠ نوفمبر المقبل موعد انتهاء المؤتمر، كما أن هناك لقاء مشتركًا يوم ٣١ أكتوبر الجاري بين الحكومة المصرية وسكرتارية المؤتمر مع المتطوعين المشتركين في القمة في أكبر لقاء على الإطلاق.
وبالنيابة عن الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أكدت الدكتورة مروة الوكيل؛ رئيس قطاع البحث الأكاديمي، أن مكتبة الإسكندرية استجابت لاستضافة هذا الحدث الهام الذي يعد أكبر تجمع لمتطوعي قمة المناخ انطلاقًا من دورها كمؤسسة وطنية تدعم جميع الشراكات مع الوزارات والهيئات المختلفة، لافتة إلى أن هذا العمل التطوعي يعد مهمة قومية لهؤلاء الشباب، فهم يمثلون واجهة مصر أمام دول العالم المختلفة.
وأضافت أن مكتبة الإسكندرية التي تحتفل هذا الشهر بمرور ٢٠ عامًا على إنشاءها اهتمت منذ افتتاحها بالعمل البيئي والتنمية المستدامة، وفتحت أبوابها للشباب للمشاركة في عدد كبير من البرامج الموجهة لخدمة هذه القضية.