خطر جديد يهدد العالم ..إنتحار الأسماك بسبب التغیرات المناخیة

كتبت سماح سعيد:

كشفت دراسة علمیة حدیثة عن مخاطر جسیمة تھدد الثروة السمكیة في مختلف البحار والمحیطات حول العالم، نتیجة التغیرات المناخیة، حیث تؤدي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى زیادة نسبة حموضة المیاه، مما یدفع الأسماك إلى الانتحار، بالانجذاب إلى الأسماك المفترسة الكبیرة.

استھدفت الدراسة التي أجراھا فریق من الباحثین في جامعة «جیمس كوك» الأسترالیة، تقییم تأثیر غازات الاحتباس الحراري التي تسبب ظاھرة التغیرات المناخیة على منطقة الشعاب المرجانیة قبالة سواحل بابوا غینیا الجدیدة  جنوب غرب المحیط الھادئ، حیث تشھد المنطقة نشاطا بركانيا.

أظھرت نتائج الدراسة أن ارتفاع نسبة الحموضة في میاه المحیط، نتیجة تصاعد غاز ثاني أكسید الكربون من الأنشطة البركانیة المتكررة تحت الأعماق،و یؤدي هذا إلى فقدان أنواع من الأسماك التي یعتمد علیھا نشاط الصید لعدم قدرتھا على البقاء مما یجعلھا فریسة سھلة لغیرھا من الأنواع المفترسة.

وأوضحت الدراسة المنشورة على موقع «نیتشر كلایمت تشینج»، أن الأسماك في العموم یمكنھا أن تشم رائحة الأنواع الكبیرة المفترسة مما یساعدھا على الابتعاد عن مسارھا، ولكن المفاجأة أنه في المنطقة محل الدراسة تبین أن الأسماك تنجذب إلى رائحة الأنواع المفترسة وهو یجعلھا فریسة سھلة.

وقال البروفیسور فیلیب منداي، قائد فریق الدراسة: إنه تبین أیضا أن تأثير حموضة المياه يدفع الأسماك إلى  التجول كثيرا في المیاه بلا ھدف، وأصبحت تذھب إلى مناطق بعیدة عن أماكن معیشتھا وهذا یعرضھا للخطر حیث تزید فرصة تعرضھا للھجوم من الأسماك المفترسة.

ولفت المؤلف الرئیسي للدراسة إلى أن ھذه التھدیدات التي تتعرض لھا الأسماك لا تقتصر فقط على الأنشطة البركانية ،
مشيرا إلى أن نحو 30% من انبعاثات غاز ثاني أكسید الكربون في الغلاف الجوي تمتصھا المسطحات المائیة، فیؤدي إلى زیادة نسبة حموضة المیاه في البحار والمحیطات.

كما حذر الباحثون من أن معدلات الحموضة في منطقة الشعاب المرجانیة محل الدراسة وصلت إلى مستویات مرتفعة للغایة، ومن المتوقع أن تمتد إلى مناطق أخرى قد تشمل المحیط الھادئ بالكامل بحلول نھایة القرن الجاري، في ظل تفاقم ظاھرة التغیرات المناخیة.

وخلصت الدراسة إلى أن الأسماك التي تعیش لفترات طویلة من حیاتھا معرضة لمستویات مرتفعة من ثاني أكسید الكربون لا یمكنھا التأقلم مع التغیرات الناتجة عن ارتفاع نسبة الحموضة في المیاه نتیجة التعرض لمستویات مرتفعة من الانبعاثات الكربونیة وبشكل دائم.