تقنين أم تدمير ؟
بقلم سماح سعيد :
منذ تولى الدكتور رضا حجازى حقيبة وزارة التربية والتعليم وأنا اتابع عن كثب ما سيقدمه من جديد يفيد به الطالب والمُعلم والعملية التعليمية التى أصبحت بحاجة إلى ساحر كى تنقلب رأسا على عقب لنرى ونلمس على أرض الواقع إنجازا لعله يبعث فى نفوسنا روح الأمل فى عودة الروح إلى التعليم المصرى بعد وفاته منذ عقود .
إلى أن جاءت قراراته التى أعلن عنها فى البرلمان بحوكمة الدروس الخصوصية وإسناد مجموعات التقوية بالمدارس إلى شركات وتغير مسماها إلى مجموعات الدعم، وهنا أيقنت إنه” لا جديد تحت الشمس” كما قيل قديما ، تعددت الأسماء والصور والفشل والتخبط واحد، الدورس الخصوصية هى مرض وليس عرضا و من المفترض القضاء عليها لأنها تعنى غياب دور المُدرس فى المدرسة ، المشكلة قائمة منذ زمن غير انها لم تكن بتلك الصورة القاتمة ، فعدم ذهاب الطالب طوال العام للمدرسة فى مقابل الحصول على المادة العلمية من المجموعات الدراسية سواء كانت صغيرة العدد أو كانت بأعداد كبيرة ( السناتر ) أشبه بالأسواق التجارية و السلعة هنا التعليم دون تنفيذ الرسالة الحقيقية و هي التربية .
عزيزى الوزير إن كانت حجتك الواهية في أن مراكز الدروس الخصوصية تدر 47 مليار جنيه وتقنينها سيدر على الوزارة ربحا ، فلتعلم أن ما ستأخذه منهم باليمين سيأخذونه اضعافا مضاعفة من الطالب بالشمال ، وكذلك مجموعات التقوية بمدارس الغلابة كيف ستديرها شركة ؟ ، هل ستعمل الشركة مجانا أم ستزيد الطين بلة وترفع من أسعار الحصص لتصب فى مصلحة الشركة ، فى النهاية الطالب وأولياء أمورهم هم الضحايا لما تدعونه من تطوير .
فالعملية التعليمية مكونة من ثلاث محاور طالب و مُعلم ووسيلة ، فالطلاب غالبيتهم هجروا مدارسهم لعدم وجود العدد الكافى من المعلمين لتعليمهم و ، حاولت الوزارة سد هذا العجز بتعيين 150 ألف مُعلم فى حين بلغ العجز الفعلى 250 ألفا ، أما عن المُعلم فلا حول له ولا قوة أصبح راتبه لا يكفيه لقضاء المتطلبات المعيشية ،بالنسبة للوسائل التعليمية أصبحت فى خبر كان بعد سقوط ضحايا من التلاميذ مع بداية العام الدراسى سواء بسبب تهالك مدارسهم او العنف والفوضى والإهمال الدائر داخل هذا الحرم التعليمى ، ومن هذا المنطلق أطالب صناع القرار بعدم ترك تلك الحقيبة الوزارية الهامة لمن ليس لديه خطط حقيقية لعودة الطلاب والمُعلمين للمدارس، أولادنا ليسوا فئران تجارب لكل وزير يعبث بعقولهم ، انهم وقودنا للتنمية وحصاد مجتمع إن اصلحناهم أقامنا مجتمعات متحضرة وإن أساءنا تربيتهم وتعليمهم فهم قنابل موقوتة مدمرة .