“مالوخ ” حاصلة على الدكتوراه من جامعة gent ببلجيكا وكانت محور رسالتها تدور حول تعديل بعض النباتات جينيا بحيث تصبح أكثر مقاومة لمرض السرطان ،تلك النباتات موجودة بالفعل ولكنها قليلة ، كما قامت بالعديد من الأبحاث عن ذلك فى مؤسسة الانلرا بفرنسا ولمدة 5 سنوات وإليكم نص الحوار ؛
-ما علاقة هندسة الجينات النباتية بالبيئة ؟
*تدخل هندسة الجينات فى الكثير من الحلول للمشكلات البيئية فعلى سبيل المثال من خلالها نستطيع زراعة النباتات المعدلة جينيا فى المستقبل لضمان استدامة بعض المزروعات وتقليل كمية التالف منها ، وكذلك تحسين هذه الأنواع بحيث تستخدم كطاقة وقود ، و بعضها لديه القدرة على تخزين غاز co2 ثانى اكسيد الكربون فى التربة دون إعادة انبعاثه مرة أخرى إلى البيئة المحيطة .
-هل تقتصر هندسة التطور الجينى بالنباتات على انتاج بعض المزروعات لمواجهة المشكلات البيئية ؟
*هندسة الجينات والخاصة بالنباتات لا تقتصر على إنتاج نباتات معدلة فقط، فى الطبيعة توجد أنواع من البكتيريا تساعد على التخلص من الوقود المتسرب بالبحار والملوث للمياه و البلاستيك آحادى الاستخدام ( غير القابل للتحلل) عن طريق تحللها، ولكن عن طريق التطور الجينى نستطيع إنتاج أنواع من البكتيريا التى تقوم بالتخلص من تلك الملوثات بطريقة أسرع .
– هذه قضية غاية فى الأهمية ، لماذا لم تنل حظها من الاهتمام في جلسات و محاور المؤتمر؟
*لفت انتباهي عدم اكتراث المؤتمر بأكمله عن الموضوع ، فلم أر أحدا تحدث عنه بالرغم من أهميته فى المستقبل بدلا من الاستعانة بالحلول التقليدية.
– ألا تزال هندسة الجينات بعيدة عن الأضواء و صناع القرار ؟
*هندسة الجينات موجودة منذ زمن وهناك العديد من الأبحاث تنشر وتطبق على أرض الواقع بكل ما هو مفيد سواء فى مجال البيئة أو فى مجالات أخرى من خلال تقديم براءة الاختراع لكل فكرة جديدة .
إذن لماذا لم تهتم بها بعض الدول ؟
*بعض الدول تتخوف من تجربة هندسة الجينات لعدم معرفتهم بتفاصيلها لإن الموضوع جديد بالنسبة لهم ، وهنا أؤكد أنه سيصبح من العوامل الرئيسية المساعدة فى حل أزمة الغذاء مستقبلا ، فعدد السكان فى العالم يزداد وفى المقابل يجب علينا توفير كميات الغذاء التي يحتاجها الإنسان من خلال زراعة خضروات وفواكهة ومحاصيل مقاومة للجفاف والطقس المتغير بفعل التغيرات المناخية وهو ما يمكن أن توفره النباتات المعدلة والمتطورة جينيا.
هل هناك أسباب أخري تمنع بعض الدول من تطبيق هندسة التطور الجينى ؟
*هناك دول تعانى من أزمات اقتصادية تمنعها من تطبيق هندسة التطور الجينى بالنبات بالرغم إنها ليست مكلفة كباقى طرق التكيف مع التغيرات البيئية الحديثة ،و أخرى تسير على الخطى التقليدية فى الزراعة ولا تريد التجديد تخوفا من الفشل وبسبب قلة الوعى واعتقادا منها أن التدخل البشرى فى الزراعة الطبيعية خاصة الغذائية منها سيسبب للإنسان اضرارا أو الإصابة بأمراض خطيرة مستقبلا مثل السرطان .
هل فعلا هذه النباتات المعدلة آمنة على صحة الإنسان؟
*لا توجد أبحاث حتي الآن تثبت أن النباتات المعدلة جينيا تسبب ضررا صحيا للإنسان فى المستقبل ، و من الجائز حدوث هذه الأضرار بنسب ضئيلة إذا ادخلنا الجين فى منطقة خطأ وهو لم يحدث حتى الآن ،و أود أن أوجه رسالة لكل مسئول أو مواطن متخوف من تلك النقطة والخاصة بالغذاء : عليكم التوسع في علوم الجينات و الهندسة الوراثية في النباتات فهى المفتاح السحرى لمجابهة التغيرات البيئية والمناخية .
ما هو دور العلماء في اقناع المترددين و المتخوفين من الهندسة الجينية؟
سأضرب لك مثلا بالعقاقير و اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا cof19 والتي تم تناولها بمجرد الإنتهاء من تصنيعها ،هناك من أكد إنها آمنة ، و هناك روج غير ذلك، رغم انه جرت العادة التأكد من عدم ظهور آثار سلبية لأى دواء أو عقار بعد مرور 10 سنوات من إنتاجه، كذلك التغيرات المناخية هى الخطر القادم الذى يهدد العالم يجعل من إستخدام الهندسة الجينية للنباتات ضرورة ملحة وليست لنا رفاهية الإختيار.
من هى أكثر دولة اهتمت بتطبيق الهندسة الجينية بالنبات على أرض الواقع؟
أمريكا تأتى فى صدراة الدول التي طبقت الهندسة الجينية بالنباتات فهناك 90% من الأغذية لديهم معدلة جينيا مثل الذرة و فول الصويا وال10 % من زراعتهم لم يتم تطويرها ،وكذلك فرنسا ودول أوروبا .
هل لديك أمثلة على نبات تم تطويره جينيا والفائدة منه بعد تعديله ؟
*محصول الأرز البسمتى الأصفر “golden rise ” فى دول شرق آسيا فقد تم تعديله جينيا ليكون غنيا بفيتامين “A” ، لان نقصه أدى الى إصابة غالبية السكان بالعمى بسبب ارتفاع معدلات الفقر بينهم وعجزهم عن شراء الخضروات والفاكهة اللازمة لتغذيتهم .
فى نهاية حوارنا ماذا أضاف لكم مؤتمر المناخ cop27 فى شرم الشيخ؟
المؤتمر .*المؤتمر افادنا بمعلومات غزيرة التي جاءت من لقاءات الخبراء والمتخصصين المشاركين ، و الأهم من ذلك أن القضايا التي تم طرحها تدق ناقوس الخطر للجميع حتى يفكر وينتبه لقضية التغيرات المناخية ؛اثارها وطرق مواجهتها ، فضلا عن إظهار براعة مصر وتفوقها فى تنظيم ورئاسة المؤتمر.