أهم الأخبارملتقى الخدمات
طلاب الصفين الرابع والخامس الإبتدائي يستغيثون بشيخ الأزهر
خففوا المناهج وارحموا أولادنا
كتبت سماح سعيد:
استغاث أولياء أمور تلاميذ الصفين الرابع والخامس الإبتدائي بمعهد سموحة النموذجي فى محافظة الأسكندرية والتابع للتعليم الأزهرى بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بتخفيف المناهج بعد ما اثقلت كاهلهم المواد العلمية والذى اتسمت بالكم لا بالكيف، وحتى نتجنب الآثار السلبية والنتيجة العكسية لتكدس المواد الدراسية وتقارب فترات الامتحانات الشهرية ،هذا إلى جانب مطالبتهم بحفظ القرآن الكريم وهو سيولد لديهم إحساس بالنفور من التعليم بدلا من حب التعلم .
وطالبوا بعدم الحذف الكامل لمواد بعينها من المواد العلمية ولكن الموافقة على إتاحة أجزاء منها للإطلاع والقراءة والتثقيف بحيث يمكن للتلميذ معرفتها فى أوقات فراغه دون إجباره على حفظه لارتباطها بدرجاته خلال العام الدراسي وفيما يلى نص الشكوى ،
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة أ. د. أحمد محمد أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
بعد التحية والتقدير لفضيلتكم
فهذه استغاثة من 85 أبًا وأمًا لطالبات وطلاب الصفين الرابع والخامس بالمرحلة الابتدائية بمعهد سموحة النموذجي إن كان لديكم قليل من الوقت قد يكون من الإنسانية أن تلقوا نظرة على هذه الاستغاثة ،ومن ثم نترككم أمام إحساسكم العالي بما يمر به أبناؤكم في هذا المعهد (وربما في جميع المعاهد) من متاعب جمَّة في تلقي التعليم وتحصيل المعلومات.
فأنتم خير من يعرف أننا اخترنا الأزهر منارة العلم الشرعي في مصر من أجل تحفيظ أبنائنا القرآن الكريم وتعليمهم دينهم على أسس سليمة، كما أن التعليم في هذا الصرح العلمي لا يغفل المواد التي يدرسها أقرانهم في التعليم العام والنموذجي، لكن لا نعرف إن كان قدرنا أن يتحمل أبناؤنا وبناتنا العبء نفسه الذي يحمله أقرانهم مع إضافة القرآن الكريم الذي تعلمون أنه يعدل كل ما هو غيره من مواد لضخامة المطلوب حفظه من أجزاء.
بالطبع هذا شيء جميل، لكن المشكلة أن عقول أبنائنا وبناتنا لا تتسع لكل هذا الضغط الهائل الذي ضاعفته امتحانات الشهر والترمين الأول والثاني فضلًا عما يسمى بالمهام الأدائية،لا نعرف بكل أمانة لماذا كل هذا الضغط الهائل الذي سيتلف أدمغة أبنائنا التي لن تتحمل كل هذا.
نحن لا نطالبكم بتخفيض أنصبة الطلاب من المواد العلمية غير القرآنية، بل كل ما نرجوه أن تحيلوا عددًا من الدروس إلى الاطلاع والاكتفاء بها كمواد ثقافية للراغبين في الاستزادة كمستوى خاص،نقول هذا ونحن نشفق ونأسى على أبنائنا وما يواجهون من تحديات ، فلماذا كل هذا الكم من المواد إضافة إلى القرآن؟ إن هذا بالتأكيد سيؤثر على قدرتهم على التحصيل، وقد يتسبب في نفورهم من التعليم الأزهري بعد أن فاقت المتاعب المتوقع.
فهل هذا هو الهدف؟ أن يكره الطلاب والطالبات الأزهر؟ وهل هذا هو الهدف لفرض مستوى علمي بائس عليهم سيهدد مستقبلهم العملي، حيث أننا متأكدون من عدم قدرة عقولهم على تحمل كل هذا وليتها مواد علمية جيدة الصياغة والعرض أو موجزة ومكثفة أو حتى منطقية، حيث يوجد خلل منطقي ملموس في تجهيز الكتب المدرسية التي لو اطلعتم عليها لوجدتم أن من ألّفها يعاني من عشوائية في التفكير وخلل في الفهم جعله يملأها بحشو لا يحتمل وتنحى عن الهدف الأساسي وهو البعد عن التلقين وتحويل الأبناء والبنات إلى مخلوقات تائهة ضائعة بسبب فكر تربوي عقيم ومفكك، ناهيك عن سوء التنسيق وضآلة حجم الخطوط وضيق المساحات المتروكة للحلول والقفز المتكرر بين الدروس وكمالاتها في نهاية الكتب شيء مضحك وهزلي.
ولكم أن تتخيلوا ما يكابده الأبناء في كتب العلوم والدراسات والرياضيات من فوضى عارمة وحشو مبالغ فيه، ونحسبكم مطلعون خير اطلاع على هذا، لكن ينقصنا أن تتخذوا القرار المناسب بتخفيف هذه الأعباء التي لن تفيد أحدًا،
ولعلكم تابعتم ما حدث في شهر ديسمبر المنصرم لطلبة وطالبات الصف الرابع، فقد بدأ الشهر باختبارات استمرت أسبوعًا، أعقبها اختبارات المهام الأدائية التي استمرت ثلاثة أيام بمعدل 3 مواد دراسية يوميا، ثم جرت اختبارات الترم الأول في 24 من الشهر نفسه بمعدل مادتين يوميًا ،فهل يعقل اجراء 3 اختبارات مؤثرة ومرهقة جدًا في شهر واحد؟ وهل يعقل اختبار الطلاب في منهج شهر ديسمبر الذي لم يعط حقه من الوقت المناسب لدراسته؟ ثم إن الاختبارات جاءت أعلى من مستوى الطالب المتوسط فما بالك بالأضعف والذين يجربون الاختبارات للمرة الاولى في حياتهم، وجاءت الاسئلة كأنها انتقامية لأنها ركزت على أدق أدق التفاصيل وكأنه اختبار في الماستر أو الدكتوراه!! .
نحن نسألكم أن تنقذوا أدمغة أبنائنا وبناتنا، وترحموا رغبتنا الأساسية في الانضمام للأزهر وكوكبة العلم الحقيقي، وأن تتأملوا مستقبل الراغبين في تلقي العلم في هذا الصرح وفي حفظ كلام الله دون هذا العبث المزعج، فهل ننتظر منكم قرارًا كريمًا بالمواءمة بين حجم مقرر القرآن وبين المواد المفروضة علينا من التعليم العام؟ ونذكَّر حضرتكم أن الناس لديها حتى الآن اتجاهًا إيجابيًا نحو الأزهر ورسالته والتعليم في أروقته ومعاهده،ولكن من يحول بين هذه الرغبة وبين الكارثة الحاصلة؟ نرجوكم أن تتفكروا وتتأملوا في هذه الاستغاثة، قبل فوات الأوان، فقد يرسب معظم الطلاب أو يتركوا التعليم، وأملنا فيكم كبير وثقتنا بكم نحسبها في محلها.
موجز المطلوب من حضرتكم:
⦁ توفير نماذج إسترشادية لامتحانات الشهر وامتحانات المهام الأدائية والترمين للصفين الرابع والخامس.
⦁ تخفيف المناهج لجعل بعضها للاطلاع لتوفير الوقت لمنهج القرآن الذي هو الاهم لطلابنا.. أو خفض منهج القرآن.
⦁ توفير الكتب في وقت مناسب حيث أن بعضها لم يصل حتى الآن ومنه منهج القرآن الكريم (ككل عام). كما أن مناهج أخرى وصلت متأخرة جًدا مثل العلوم.
⦁ مراعاة مستوى فهم الطلاب وجعل الاختبارات في مستوى المتوسط منهم، فلا معنى لهذا الانتقام الذي يمارسه الموجهون أو واضعو الأسئلة أيًا كانوا .. فهذا تنفير من التعليم الازهري الذي نجلَّه ونهتم به.
ودمتم بخير، وشكرًا لمجهوداتكم ولصبركم. مقدمه لمعاليكم أولياء أمور الطلاب والطالبات في الصفين الرابع والخامس .