آفة النجاح..مكاسب للأغبياء
بقلم علاء الداودي
كثيرا من الموهوبين والأذكياء والعلماء في مختلف المجالات يعانون من وساوس وشكوك وأحاسيس سخيفة بأنهم لا يستحقون النجاح الذي وصلوا اليه..
ودائما يخافون ان ينكشف امرهم في أي وقت ويطلق علي هذه الظاهرة ( متلازمة المحتال) أو (مآوي الغبي)…
“مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فـتملؤهم الشكوك ”
في سنة 1995 تم القبض علي لص أمريكي اسمه “ماك آرثر ويلر” وهو يحاول سرقة بنك في عز النهار!
عندما حققت معه الشرطة سألوه لماذا ارتكبت الجريمة في هذا الوقت ومن دون أي وسيلة تنكر ؟
اندهش وانهار وهو يصرخ أنه كان متنكرا، فاضطرت الشرطة أن تواجهه بفيديوهات كاميرات المراقبة التي أظهرته وهو بدون أي قناع!
اجاب “ماك آرثر” بكل ثقة وأريحية بأنه كان داهناً وجهه بعصير الليمون لاعتقاده أنه مثل الحبر السري وأنه سيمنع التعرف علي ملامحه أو أن ترصده كاميرات المراقبة..
هذه الحادثة ألهمت العالمين النفسيين “دانينغ و كروجر” لاطلاق النظرية النفسية الشهيرة التي سميت: (تأثير دانينغ وكروجر Dunning–Kruger effect.).
والتي كان فحواها :”أن الأشخاص متدني الذكاء وقليلي الكفاءة دائما عندهم إحساس بجنون العظمة وواثقين من قدرتهم الضعيفة لأقصى حد”
لو فكرت للحظة ستجد ان كلامهم منطقي جدا إلى حد مخيف.. لدرجة أن هذه النوعية من البشر متفشية في كل مكان حولنا..
في الكتّاب والشعراء الذين يتفاخرون بكلماتهم الركيكة.. وفي الإعلام هناك الذي يتصور انه حامل لواء الشرف والوطن مع أنه فاشل وكذاب ومضلل للحقيقةويظن انه عنتر شايل سيفه في مجاله.
وفي عالم السياسةوالمجتمع هناك المعتوه الذي يتوهم نفسه خطيراً، ولا احد مثله..
وقديتوهم بعض رجال العلم انهم في مجالهم خارج المنافسه وخارقين للعادةولايستقيم الكوكب بدونهم لا يحب النقد ولا تعديل معلومه ويزداد بغيه بأنه لايعترف بخطأمهما كان..!!علي النقيض تجد العظماء في العلوم المختلفةأكثر تواضعا وأكثر قابلية للتعديل وقبول الأمور بشئ يسير بلا تعقيد ..ولكن اكبر عيوبهم للغالبية وساوسهم بانهم لايستحقون المكانه التي وصلوا إليها…مع انهم الأعظم بتواضعهم واحترامهم لعلمهم ومجتمعهم..