طيبة ..ام استخفاف بالنفس ؟!
بقلم ريهام عبد الواحد:
هناك فرق بين الطيب الساذج والطيب العاقل الطيب الساذج دائما يردد لنفسه : انا طيب و رغم أن الآخر لا يقدر طيبتي سوف أواصل العطاء و التعامل بالحسنى .
و الطيب العاقل الذي يتحلى بالكرامة و عزة النفس يقول دائما : انا طيب لكن لا جدوى من إهدار الطاقة و الجهد في من لا يستحق .
عندما تعتبر طيبتك بذرة راسخة فيك و تعجز عن التوقف عن العطاء و يتم انتهاك كل حقوقك و معاملتك كأنك لا شيء و مع ذلك تستمر في التضحيات ، فهذه ليست طيبة ، بل استخفاف بالنفس و غياب قيمة الذات .
مهما كنتَ طيبا عليك أن تضع قوانين صارمة لطيبتك و إلا سوف تتحول الى بقايا إنسان فيما بعد ، و تلوم الآخرين على ما وصلتَ اليه ، بينما كان بيدك أن تنسحب بدل أن تبقى و تضع حدودا بدل أن تواصل التضحيات الغير مستحقة.
سوف تلتقي في حياتك تلك الناس التي تكون على هيئة جسد لا شيء بداخله سوى قلبٌ ميت ،و روح منطفئة و عقل خبيث لا يفكر سوى في التلاعبات و الأساليب القذرة التي تمكنه من استنزاف الآخرين،و العيش على حساب تضحياتهم و طاقاتهم و كل ما يقدمونه من ولاء و حب
و اهتمام …
للأسف عندما يكون في حياتك مثل هذه النوعية فاعلم أن طيبتك لا قيمة لها ،و مشاعرك غير مهمة بل لا يُحسبُ لها حساب على الاطلاق ، و حقوقك لا اعتبار لوجودها اصلا ….
طيبتك هنا و انفعالاتك و رغبتك في أن يقدر الآخر تضحياتك لا تكون سوى طاقة تغدي النرجسي ليعيش على حساب عواطفك الجياشة الممزوجة بالحنق و الحيرة و الضياع و جلد الذات.
اذا كنت ترى ضعفك و إحباطاتك و قبولك الذل
و الهوان و الاساءة طيبة ، فعليك أن تُغير فورا مفهومك عن الطيبة .
لقد زرع الله بداخلك شيئا منه يمنع عنك الهلاك ، إنها عزة النفس و الكرامة ، الله عزيز يعز عباده لهذا عليك أن تنتبه لتلك الأصوات التي تصدرها روحك …
ارحل و توقف نهائيا عن العطاء عندما تشعر أنك تفقد قيمتك و هويتك و كرامتك و نفسك ، اذا لم ترحل في الوقت المناسب سوف تموت روحك ، و تصبح ذلك الركام الذي لا ينفك يردد : قتلتني طيبتي…
و الحقيقة ليست طيبتك التي قتلتك…بل تفريطك في أعز ما أعطاه الله لك لحماية نفسك عزتك و تقديرك لذاتك.