مؤسسة «جمال شيحة» تستضيف الندوة الخامسة لبرنامج «طه حسين»
كتب – إبراهيم فايد
قال الاستاذ الدكتور جمال شيحة رئيس مؤسسة التعليم والثقافة والتنمية المستدامة النجاح انه بالتعليم والبحث العلمى والقوى الناعمة تستطيع أى امة ان تنهض وأن يكون لها دور مهم فى العالم من حيث القوة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية اقليميا ودوليها وتستطيع ان تواجه المؤامرات والتدخلات الخارجية .
اضاف فى الندوة الخامسة للبرنامج الثقافى لمؤسسة جمال شيحه للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة “طه حسين .. مشروعا للمستقبل” بعنوان التعليم والتنمية .. رؤية مستقبلية” التى عقدت بمقر اتحاد الكتاب ان فكرة انشاء مؤسسة التعليم والثقافة والتنمية المستدامة انما هى محاولة من المجتمع المدنى لتحريك المياه الراكدة فى هذا المجال وإحساسا منا بأن الوطن والمنطقة والامة يمران بمرحلة انتقالية ربما لا تتكرر إلا كل عدة قرون .
اضاف أن الوطن والامة يتلمسان الطريق ونتصور أن التعليم الجيد والبحث العلمى يمكن أن يكونا نقطة البداية لمشروع وطنى وقومى عنوانه ” الحرية والديمقراطية والمشاركة العامة” لذلك رأينا أن تكون البداية بشخصية لها رمزية متعددة وهى الدكتور طه حسين والذى يمر فى اكتوبر القادم خمسين عاما علي رحيله.
قلال د. جمال شيحة رأينا أن نستغل الفرصة لاعادة اكتشاف طه حسين ليس دراسة للماضى ولا توقفا عند مراحل تاريخية ولكن استخلاصا لدروس قد تكون مشروعا للمستقبل، فمشروع طه حسين هو ما صاغه فى كتابه “مستقبل الثقافة فى مصر” والذى كشف فيه ان التعليم يعنى المعرفة وأن مستقبل الثقافة فى مصر يتلخص فى ديمقراطية العليم وحرية البحث واستقلال الجامعات ،، متسائلا هل مصر فى احتياج لاكثر من ذلك فكلاهما يقودان المجتمع للمستقبل .
أشار إلى أنه فى فرنسا عندما انتشر الفساد فى عهد الجنرال ديجول وكثر الحديث عن الفساد وكانت هناك ثورة شبابية ، فتسائل ديجول هل وصل الفساد للجامعات؟ .. فقالوا لا، فرد قائلا: إذن فرنسا بخير ،، ثم تسائل ديجول هل وصل الفساد للقضاء؟ .. فقالوا لأ ، فرد قائلا: إذن فرنسا بخير ، ثم قال ديجول احضرو اساتذة الجامعات ليضعوا القانون لفرنسا ، وحولوا الفساد للقضاء ليحاكمه.
اشار د.جمال شيحة إلي ان طه حسين عندما كان مستشارا لوزير التعليم فى اربعينيات القرن الماضى كان يدعو لان يكون التعليم كالماء والهواء واعتمد فى مشروعه علي التعليم الجيد والديمقراطى أى تعليم للجميع وليس للاغنياء فقط ، وما أحوج مصر الان إلي ديمقراطية التعليم وأن يكون التعليم بنفس المستوى للجميع بغض النظر عن الامكانيات لاادية للمتعلم ، مشيرا أنه فى الخمس عشرة سنة الاخيرة ، سادت فلسفة أن من يملك مالا يتعلم تعليما افضل وهذه مشكلة كبيرة فما أحوجنا إلي ديمقراطية التعليم .
اضاف ان دراسة للمركز القومى للبحوث كشفت أن من يتعلمون تعليما متميزا يكون لديهم 7 أضعاف فرص العمل عن من يتعلمون فى المدارس العادية ، وهذه مشكلة كبيرة ألا يكون هناك فرص وتزداد الفجوة ولا تلتفت إليها الحكومات بل تزداد المشكلة لان التعليم العام أيضا ليس بخير فى الوقت الذى يزداد فيه التعليم المتميز انتشارا ، هنا تحدث ازمة تهميش الاغلبية الساحقة .
قال د.جمال شيحة أن البحث العلمى هو مفتاح التقدم والحل أكيد والنجاح شبه اكيد إذا أعطيته للمتخصصين ، استقلال الجامعات مطلوب مؤكدا أن البحث العلمى ليس بخير تمام ، ومشروع طه حسين يؤكد ان الجامعات اماكن للتعليم والثقافة وبناء شخصية المتعلم وليس مدرسة ثانوية عليا لتخريج كتبة فالمطلوب الان جامعات حقيقية مستقلة فى مناخ من الحرية والديمقراطية .
قال ان طه حسين نموذجا للارادة فهو كان شخص فقير وخرج من بيئة فقيرة جدا فضلا عن فقدانه البصر فى سن صغيرة ولكنه عرف الطريق الصحيح للوصول وان يكون استاذا وعلما من اعلام بلاده وهذه رسالة للشباب الذين يتحدثون عن اليأس والفقر.
قال الامين السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسي أننا نفتقر إلي تبادل لوجهات النظر فيما يتعلق بمستقبل مصر ولى تعليق حول شعار الجمهورية الجديدة قلت فيه أن الجمهورية الجديدة شروطها التعليم الجيد والمرتب المناسب والشفافية والتخطيط والديمقراطية ، وأنا كمواطن مصرى مهتم بالمسألة المصرية ومهتم بانجاح تلك المسيرة ومطلع بقدر الامكان علي التطورات العالمية والاقليمية حول مصر انطلاقا من النصوص الدستورية والمواد المطروحة فيه حول التنمية البشرية وحقوق المواطنة والتى فصلها لادستور عندما خصص 4% من الميزانية العامة للتعليم و2% للبحث العلمى وهى مواد يجب أن يقرأها المثقفون ، بالاضافة إلي ما جاء بالدستور من سرد وتأكيد لحقوق المواطنة والتزاماتها وما جاء فيه من مواد للمرأة والطفل .
اثنى الامين العام لجامعة الدول العربية علي اختيار طه حسين لانه ترسيخ لفكرة أنه لا يوجد مستحيل وهو من تحدث عن ان التعليم كالماء والهواء كان يقصد الماء النقى والهواء النقى ، مع التاكيد على عنصر الجودة فى التعليم لبناء الشخصية كما لم يتحدث عن التفرقة فى الفرص بين الاغنياء والفقراء وانه يجب إعطاء الفرصة للجميع حتى يكون الجميع علي قدرة للانتفاع بمقدرات الدولة فالفرص فى مصر متاحة لمن يجيد التعلم ويدرس بإجادة ويقرأ بإجادة .
اشار إلى أنه فى السابق لم يمنع أحد ابدا ولم يكن كل الاعلام المعروفين امثال طه حسين والسنهورى ومصطفى النحاس من الاغنياء وانما كانوا من العائلات الفقيرة فطه حسين ابوه كان فلاحا والنحاش كان ابوه نجارا وهذا يعنى أن الفرصة موجودة ولكن مع الجودة فقد كان بالمدارس مكتبات وكان المدرسون يدفعون بالطلاب للقراءة والمناقشة وهذا هو التعليم الذى أنتج طه حسين وغيره من أعلام عصره ، مؤكدا أن الطموح مسالة مهمة جدا ليس من أجل ترقية أو وظيفة ولكن من أجل أن يكون المواطن صالحا ويحيا حياة طيبة ومريحة فيها السعادة والرضا .
قال أؤمن أن مصر تعرضت إلى اهمال كبير وكلنا مسئولين عنه وأن مصر لم تتمتع بالحكم الجيد من سيادة القانون والقضاء المستقل والرعاية الصحية المتميزة والخدمات المتميزة وهذه هو الحكم الجيد لما يربو على 70 عاما ، واؤمن أنه لو كان هناك حكم جيد يقتنع به الناس ما نجحت أى مؤامرات لبث الفوضى فى .
اضاف نعم نريد جمهورية جديدة يعمل فيها الكل ويعرف الجميع إلي اين نحن ذاهبون وأن يكون الجميع قادر علي الاسهام فى التقدم وأن يلعب القطاع الخاص دورا مهما بجانب القطاع الاستثمارى من أجل النجاح وأن يكون هناك دور للمجتمع المصرى وأن يقول رأيه ويتابع وأن يوافق فى اطار أن المجتمع يتحدث ويتحاور ويتناقش بكل ديمقراطية وحرية وضوابط .
قال أن طه حسين وغيره ممن عاشوا فى جيله من سواء من الشخصيات المعروفة أو من المهنيين هؤلاء هم من اعتمد عليهم المجتمع ، أما الان فالمجتمع يفرق بين الطيبب والنجار وبين المهندس والحداد ، بخلاف المجتمعات التى وصلت لمرحلة النضج لا تفرق بين هذا وذاك لانهم عصب المجتمع ولذلك علي المجتمع أن يدرك ذلك .
اضاف أن رسالة طه حسين للجميع أنه لا مستحيل بدليل أنه كان رجلا فقيرا ومن ضمن عدد كبير فى لاأسرته ولكنه استطاع أن يخترق الآفاق، فتعلم واستفاد وأنه حينما دعا إلي مجانية التعليم فكان يعنى أن التعيم كالماء والهواء وهو حق من حقوق الانسان ، ولكن عندما نتكلم عن التعليم فنحن نتحدث عن التعليم الجيد من حيث المضمون والمعلمين ، وألا يكون هناك مستحيل مع التركيز على التنمية والاستقرار والخدمات الصحية والتعليمية.
اشار الامين العام لجامعة الدول العربية الاسسبق غلي ما تمر به المنطقة الان من تطورات وتغيرات تحدث بسبب ما نراه من سوء اتسخدام لميثاق الامم المتحدة وآليات حفظ السلام والامن الدوليين وسياسات الدول العظمى التى أدت لاضعاف دول الجنوب والعالم الثالث ولذلك وجب النظر فى النظام الدولى وضرورة تطويره .
قال ان فيروس كورونا اصاب العالم بالشلل واظهر فشل دول العالم فى لامواجهة ولذك يجب النظر فى أن يعاد النظر فى القواعد الحاكمة للموقف الدولى ، ثم ازمة الغزو الروسي لاوكرانيا واشتعال الصراع بين روسيا والغرب وما تبعه من أزمات وتطورات كبيرة وتبعات خطيرة علي دولنا .
اشارإلي أن الاتفاق الايرانى السعودى مهم وهناك عوامل محيطة به لان الدولة العظمى الراعية له هى الصين والطرفين كلاهما اسلامي وهذا اذا تظور ونجح سيكون له دور مختلف على المنطقة من حيث الاستقرار والتنمية .
قال أن هناك تقدما فى ملف العلاقات المصرية التركية ووزير الخارجية التركى يزور مصر حاليا ، فتركيا دولة مهمة جدا وتلعب دورا كبيرا ولها تاثير فى الجناح الشرقي لاوروبا ودول القوقاز والاتحاد السوفيتيى السابق ، كما أن لها دور وتأثير كبير فى العالم الاسلامى ولها طموحات فى العالم العربي وهى موجودة فى سوريا وشمال العراق عسكريا ولها قواعد فى البحر الاحمر فى القرن الافريقي وفى ليبيا لانها استطاعت أن تدير امورها بحنكة فحدث تقدم فى الاقتصاد والتقدم فى نواحى الحياة ولها دور متميز فى التفاوض بين روسيا وأوكرانيا ولها دور مهم فى موضوع غاز البحر المتوسط ، وايضا مصر دولة كبيرة والامكانيات لديها ليس لها حدود واسواقها كبيرة ولذلك تطمح فى عودة العلاقات مع مصر.
اضاف أن ايران ايضا تريد ان تلعب دور بالمنطقة ، ولكن الفرق بين تركيا وايران تلعب بأوراق القرن 21 حيث الاستثمار والاقتصاد ، ولكن ايران مازالت تلعب بأدوات القرن الرابع حيث المذهبية التى تحاول نشرها والسيطرة من خلالها .
كلاهما يحاولان السيطرة والقيادة الاقليمية فى منطقة كانت القيادة كانت معقودة فيها لمصر منذ قديم الزمن وصولا لمحمد علي باشا حيث اعتمدت فيها مصر علي القوة الناعمة حيث التعليم فى الازهر وفى الجامعة المصرية التى كان يدرس بهما ابناء الملوك والامراء والقادة أمثال الملك حسين والملك فيصل وغيرهم كما أن مصر كانت قبلة للباحثين عن العلاج والاستشفاء والحياة الراغدة.
اشار الامين العام الاسببق لجامعة الدول العربية أن الولايات المتحدة الامريكية لم تصبح دولة عظمى بالاساطيل الحربية ولكن بالتعليم والجامعات وناسا وغيرها وهذا ما ننظر إليه باحترام وهذا ما نتمناه لمصر أن يكون لديها جودة التعليم من أجل النجاح وأن يكون لديها قوة ناعمة وأن يكون الجميع معنيين بذلك ، وان تستعد للعصر بما فكر فيه طه حسين وأراده لمصر من حيث الجودة فى التعليم والجامعات الحديثة والتكنولوجية والاخد بمفردات الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعى والروبوت وتقديم افضل الخدمات للمواطنين وللضيوف الاجانب من السائحين وغيرهم .
اضاف ان مصر لديها من العلماء والمؤسسات الطبية مثل د.مجدى يعقوب ومحمد غنيم وأنهم يقدومون خدمات طبية على مستوى راق مثل ما تقدمه المراكز الطبية العالمية .
قال ان مصر دولة لها تاريخ عميق يتحدث عن المجتمع المصرى وشهامة وكرم مواطنيه ولكننا الان نتحدث عن المستقبل ومطلوب للانسان المصرى أن يطمئن وأن يعيش مع أمل يمكن الوصول إليه وأن ننزع عنه اليأس وأن نزرع الامل وأن يتقدم كما تقدم طه حسين والسنهورى ومصطفى مشرفة ، فكل شئ ممكن اذا كان الانسان مطمئن ومتعلم بشكل جيد فالتعليم سيدفع به للامام .
اضاف أنا كمواطن مصرى لا ايأس وأحمى نفسي من الياس ، وبذلك نستطيع ان نتقدم ، ولنا فى دول مثل فيتنام وماليزيا وسنغافورة وبعض من دول افريقيا قصص نجاح كثيرة قائمة علي الفكر السليم والعلم ومشاركة الجميع فالتقدم لا يأتى صدفة وعلينا ان نشعر بالامل وان نفخر بمصر واجيالنا الحالية التى ارى أن لديها الفرصة للنجاح والتقدم .
قال رسالتى للشباب : تفاءلوا ولا تيأسوا لان اليأس يقضى علي البلد وعلي الجيل وان تتمسكوا بالجودة فى كل شئ وكل فى مجاله وايقاظ القوى الناعمة وعلينا أن نأخذ نعيش بأدوات العصر، فنحن فى تحد كبير وهناك دول تنافس.