افتتاح مؤتمر “التعليم بين التحول الرقمي والأنسنة”
كتبت سماح سعيد:
أكد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم أن عملية إدخال التكنولوجيا إحدى خطوات التطوير، والتي لن تغني في نفس الوقت عن دور المعلم ، ولكن يتم دمجها فى البرامج التعليمية، من أجل الوصول إلى التعلم المنتج للمعرفة.
وذلك في ضوء مراحل التطوير فى النظام الجديد، والتى تواكب الاتجاهات الحديثة.
وأضاف أن الجيل الجديد الحالي هو جيل رقمي، ولابد أن يتم استثمار هذه الميزة فى الجيل الحالى بالتوازي مع ضرورة الاهتمام بأنسنة التعليم.
جاء ذلك خلال افتتاح، فعاليات افتتاح مؤتمر “التعليم بين التحول الرقمي والأنسنة”،اليوم ، والذى تنظمه شركة التعليم المتوازن بالشراكة والتعاون مع جامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU) ومايكروسوفت مصر، والجامعة البريطانية في مصر.
وفى بداية كلمته، رحب الوزير بالحضور معربًا عن سعادته بالمشاركة اليوم في المؤتمر السنوي “التعليم بين التحول الرقمي والأنسنة” للعام الثاني، والذي يناقش قضية في غاية الأهمية، لاسيما بعد تلك اللحظة الفارقة التي مر بها مجتمع التعليم على مستوى العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وأوضح أن تطوير التعليم فى مصر يمر بمراحل متعددة، في إطار عملية التطوير المستمرة، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على دمج التكنولوجيا فى التعليم، فضلا عن إدخال المفاهيم التى تعزز قدرات الطالب على إنتاج المعلومات، بجانب تعزيز المهارات الحياتية والقيم الداعمة والإبداع.
كما أكد أنه لا تطوير للتعليم دون الارتقاء بالمعلمين، مؤكدا أن المعلم هو القوة، وأحد المحاور الأساسية فى العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على إكسابهم المهارات الجديدة باستمرار.
وأشار إلى أن مصر من الدول القليلة التي استكملت العملية التعليمية أثناء جائحة كورونا ، نتيجة لإدخال التكنولوجيا في التعليم.
كما أشار إلى أنه من المحنة تخرج المنحة حيث سرعت تداعيات كورونا خطوات دمج التكنولوجيا في التعليم.
ولفت إلى أن هناك 2500 مدرسة مزودة بالبنية التكنولوجية المتكاملة، فضلا عن امتلاك جميع طلاب مدارس التعليم الثانوى أجهزة التابلت.
وأضاف أن الجميع شاهد تأثير جائحة كورونا COVID-19، والذي طال أوجه الحياة في مختلف دول العالم بما فيها التعليم، حيث أغلقت أكثر من75 دولة أبواب مدارسها أمام 400 مليون متعلم تقريبًا.
كما أضاف أنه من هنا لجأت بعض المؤسسات التعليمية للتعليم البديل عبر الإنترنت، أو كما يسمى “التعليم عن بعد”.
وشدد على أن التحدي الأكبر هو الانتقال السريع نحو التعليم عبر الإنترنت؛ لذا يجب أن تتغير طريقة التعليم، ومفردات التعلم ونواتجها يجب أن تختلف.
ونوه إلى أن الثروة البشرية تعد أكبر وأعظم كنز لدى كل أمة؛ لذا وجب علينا جميعًا إعطاؤها الأولوية، والاهتمام والرعاية الكاملة لنخرج إلى المجتمع إنسانًا فاعلاً قادرًا على العطاء لوطنه.
و أوضح أن الاهتمام بالتعليم وتطويره يدعم استراتيجية التحول الرقمي التي تنتهجها الدولة برعاية كريمة رئيس الجمهورية، والتي تهدف لتقديم خدمات أكثر سهولة ويسر على المواطنين، في ظل التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل حول العالم.
كما أوضح أنه في هذا الإطار، تسعى الوزارة نحو تعزيز التحول الرقمي في مجال التعليم والعمل على اكتشاف الموهوبين والمتفوقين، وإكسابهم المهارات التي تحقق التنمية الذاتية لهم.
بالإضافة إلى رعايتهم تعليميا وثقافيا، واجتماعيا؛ حتى يتمكنوا من تطوير مواهبهم والوصول إلى أعلى مراتب التفوق والإبداع.
كما شدد على أن يقينه الكامل بقدرات المعلم سيظل يقينًا ثابتًا، لأنه جوهر وأساس أي تطور للعملية التعليمية.
وقال :ستظل وزارة التربية والتعليم حريصة كل الحرص على تطوير مهارات المعلم لأنه مفتاح نجاح أي عملية تعليمية.
واختتم كلمته بطرح عدد من التساؤلات التي يجب وضعها في الاعتبار خلال ورش العمل المتعلقة بالمؤتمر والتي تتضمن الآتي: ما هي نواتج التعلم اللازمة للتعليم في المستقبل في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي؟.
وما يترتب عليه من شكل المناهج وطبيعتها والموضوعات التي تتناولها وكيفية تقديمها؟ .
وما هي المهارات التي يجب أن يمتلكها المعلمون لتحقيق ذلك؟ (في ضوء الطفرة التي تحدث الآن في شكل الإدارة المدرسية وفي نظام متابعة المدارس).
وما هو شكل المبنى المدرسي في ظل التحول الرقمي؟ (هل هو مبنى ثابت أم متغير أم متعدد الأدوار؟) .
وما هي المتطلبات اللازمة في ظل الرقمنة؟.
وما هو شكل اليوم الدراسي؟.
وفي النهاية ما هو شكل تقييم الطلاب؟ (بناء على الجدارات والمهارات الشخصية).
ووجه الشكر لكافة القائمين على تنظيم المؤتمر، مؤكدًا أن الوطن يستحق منا بذل المزيد من الجهد، ومتمنيًا أن تؤتي جميع المناقشات ثمارها في الوصول لتوصيات تدعم تطوير العملية التعليمية في مصر.
وقد شهد ، خلال المؤتمر، توقيع عدة بروتوكولات تعاون بين كل من شركة “التعليم المتوازن” وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين.
وكذا بين شركة “التعليم المتوازن” ومؤسسة السويدى، وأيضًا بين مؤسسة “التعليم أولًا” وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، فضلًا عن توقيع بروتوكول بين مؤسسة “التعليم أولًا” ومؤسسة “فاهم”.
وجدير بالذكر أن المؤتمر يهدف لخلق مساحة يلتقي فيها المشاركون من كافة أنحاء العالم للمشاركة في حوار حول التوازن بين استخدام التكنولوجيا والحاجة إلى التفاعل الاجتماعي الشخصي في تربية الأطفال وتعليمهم، وذلك من خلال جلسات المؤتمر وورش العمل به.
جاء ذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة المصرية السابقة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “فاهم” للدعم النفسي، والدكتور حسام بدراوي رئيس اللجنة الاستشارية لمؤسسة “التعليم أولًا”.
والدكتورة سلمى البكري رئيس مجلس إدارة شركة “التعليم المتوازن”، والدكتور أسامة عبيدات الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، والدكتور دانيال جويرا ممثل جامعة فلوريدا اتلانتك.
والدكتور عمرو المصرى رئيس قطاع التعليم بشركة مايكروسوفت مصر، وإليزابيث وايت مدير المجلس الثقافي البريطاني، والدكتور جاي دالي نائب رئيس الجامعة البريطانية في مصر.
والدكتورة مونيكا بايرن مدير تنفيذى (UCEA)، ومحمود الديب المدير التنفيذي لـ(Innovera) ، ونخبة من أساتذة الجامعات الأمريكية، وممثلي مجلس الجامعة لإدارة التربية والتعليم (UCEA).
ولفيف من القيادات بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ومديري المدارس والمعلمين من المدارس المصرية الدولية الخاصة والحكومية، وخبراء في مختلف مجالات التعليم.