وزير الصحة يفتتح فعاليات الدورة الـ59 لمجلس وزراء الصحة العرب
كتبت سماح سعيد:
افتتح الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، خلال فعاليات أعمال الدورة الـ59 من مجلس وزراء الصحة العرب.
والتي تعقد في مدينة جنيف بسويسرا، بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة الـ76 لمنظمة الصحة العالمية.
وأكد استعداد الدولة دائما للاستمرار في التنسيق مع جامعة الدول العربية لإيصال أية مساعدات يمكن إقرارها لصالح الشعبين الفلسطيني والسوداني.
بدأ كلمته بالترحيب بأعضاء مجلس وزراء الصحة العرب، وخص بالذكر الدكتور عبدالحق سايحي وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائري ورئيس الدورة التاسعة والخمسين لمجلس وزراء الصحة العرب.
والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية، والدكتور أحمد المنظري مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
وأوضح أن الدورة الحالية تأتي استكمالا ًوتتويجاً للجهود العربية المشتركة التي بدأت في أعمال الدورة الثامنة والخمسين والتي طُرح على جدول أعمالها عددا من الموضوعات بالغة الأهمية، وهو ما يعمق بدوره العمل العربي المشترك صحياً واجتماعياً.
ودعا الله أن يكلل الجهود لتكون ثمرة نجاح جديدة تفضي إلى دعم الأنظمة الصحية العربية، وتحقق الأمن الذي ينشده الجميع، تحت مظلة جامعة الدول العربية في ظل ظروف استثنائية تشهدها السودان الشقيق.
كما دعا أن يكون شعار الاجتماع هو بذل كل الجهود التي تصب نحو رفع أية ضغوط أو معاناة صحية أو اجتماعية عن كاهل أي من الدول العربية.
وأكد حرص الجميع على استمرار التعاون والدعم لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية والعمل على الانتقال بتلك المخرجات إلى الإطار التنفيذي الفعلي ليشعر بها المواطن العربي في كافة جوانب حياته الصحية والإجتماعية.
وأضاف أنه من خلال المتابعة الدقيقة للتوصيات والمخرجات الصادرة عن الاجتماع الثالث عشر للجنة الفنية الاستشارية، يمكن القول أنها قد تضمنت عدداً من البنود ذات الاهتمام المشترك، وفي طليعة تلك الموضوعات الاتفاق بشأن استمرار دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي مازال يعاني ظروفا إنسانية وقهرية بالغة الصعوبة، جراء ما يتعرض له من عدوان غاشم يفتقد لأدنى مبادئ القانون الدولي الإنساني، وهو ما يهدد بشكل صارخ النظام الصحي الفلسطيني.
وطالب الجميع إلى استمرار دعم الشعب الفلسطيني بالمساعدات الطبية والإغاثية سواء بمبادرات فردية أو في إطار جامعة الدول العربية.
وقال :إن انعقاد أعمال جمعية الصحة العاليمة؛ تعد فرصة لدعوة مدير المنظمة للتدخل لوقف الممارسات العدائية المنافية للأعراف الدولية بالتعدي على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمستشفيات وإعاقة عمل الفرق الصحية في القيام بواجباتها داخل الأراضي الفلسطينية.
كما أكد تحفظ مجلس وزراء الصحة العرب على إعتذار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن الانضمام للجنة المعنية بتقصي حالة الأسري الفلسطينيين .
وجدد التأكيد على الدعم الكامل للشعب السوداني الشقيق، لمواجهة الضغوط القاسية والظروف الاستثنائية التي يمر بها في هذه المرحلة الدقيقة، التي تستوجب من الجميع التدخل العاجل لمساندة الأشقاء ، وعدم التوقف عند الدعم الذي أقره مجلس وزراء الصحة العرب في دورته الاستثنائية التي عقدها أوائل الشهر الجاري.
كما طالب جميع الدول الأعضاء إلى الإسراع فى تقديم مساهمات إنسانية وطبية عاجلة، لحماية النظام الصحي السوداني من الإنهيار.
وفي سياق آخر، أشار إلى أن إطلاق الاستراتيجية العربية لموازنة صديقة للصحة جاء إدراكا لضرورة تطوير نهج استراتيجي عربي موحد، نحو دعم موازنات مالية أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات المواطنين الصحية، وتفعيلا لمبدأ الصحة في جميع السياسات المالية، عبر تخصيص وجمع موارد مالية كافية ومستدامة وبشكل عادل ومنصف، وضمان العدالة في الاستخدام والتخصيص لتلك الموارد وهو ما يوفر حماية مالية صحية كافية للجميع على قدم المساواة.
فضلاً عما تتيحه هذه الاستراتيجية من فرصة لفتح حوار مشترك مع وزارات المالية في الدول الأعضاء لتحديد أولويات الإنفاق الصحية، وفي مقدمتها قضايا الصحة النفسية وصحة الأمهات والمراهقين، وهو ما يفضي في نهايته إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بشفافية وفعالية.
بالإضافة إلى المرونة التي تنتهجها هذه الإستراتيجية في زيادة المخصصات المالية للقطاع الصحي لمواجهة الجوائح المستقبلية الطارئة.
وشدد على أن الانفتاح العلمي والاقتصادي على الدول الأخرى هو أحد السبل الداعمة للنظم الصحية العربية؛ وهو ما بُنيت عليه الدعوة لتنظيم المؤتمر العربي الألماني للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، الذي من المقرر أن تستضيفه المملكة البحرينية الشقيقة.
وثمن دعوة وزيرة صحة مملكة البحرين للمشاركة في المؤتمر تحت مظلة مؤتمر ومعرض المنامة الصحي، داعيا الجميع إلى المشاركة في تلك الفعاليات الهامة.
ونوه إلى توافقه مع الأصوات الداعية إلى الانفتاح أكثر في تنظيم تلك المؤتمرات بالتعاون مع كافة دول العالم وألا يقتصر التعاون مع دولة بعينها، نظراً لما يعطيه هذا الانفتاح من زخم كبير وفائدة متعاظمة سواءً من الناحية الصحية أو الاقتصادية أو الاستثمارية.
وأشاد بتضمين بندا على جدول أعمال الدورة، يستعرض الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقوم بها إدراة الصحة والمساعدات الإنسانية والأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب تجاه الدول العربية.
وأعرب عن خالص شكره وتقديره لكل من مسئولي إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية ولأعضاء الأمانة الفنية، على دورهم الكبير في تنسيق وتنظيم الجهود العربية الإغاثية، وكذلك التنسيق لتنفيذ كافة قرارات الدعم المقدمة من الصندوق العربي للتنمية الصحية.
كما شدد على إستمرار تعظيم بناء الشراكات مع الجهات الدولية والإقليمية والعربية العاملة في الشأن الصحي والإنساني.
وكذلك العمل بشكل عاجل على تفعيل عمل اللجنة العربية الصحية للطوارئ، والإسترشاد بتوصياتها في ظل الظروف الإستثنائية التي يمر بها العالم العربي.
كما نوه إلى أنه سيتم الانتهاء من جميع الترتيبات الفنية قبل الاجتماع الثاني للهيئات العربية العليا للغذاء والدواء المقرر عقده أكتوبر القادم، في مصر.
كما أشاد بحرص كافة الدول الأعضاء على المشاركة الفعالة به، للمضي قدما نحو جعل الوكالة كياناً واقعيا تتويجاً لجهود هذا المجلس الموقر وإحدى خطواته الرائدة والناجحة.
ووجه الدعوة للحضور أخوة وضيوفا كراما إلى زيارة مصر بلدهم الثاني، للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي للصحة والسكان والتنمية، المقرر عقده في سبتمبر المقبل، تحت رعاية رئيس الجمهورية.