التعاون الإفريقي يزدهر خلال 10 سنوات بعد ثورة 30 يونيو
أكد د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التعاون المشترك مع شتى الدول الأفريقية خلال فترة تولي رئيس الجمهورية، موضحًا أنها لم تدخر جهدًا تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل دائمًا يدها ممدودة، للتعاون والبناء والتنمية من أجل جميع الدول الإفريقية.
وأشار إلى أن إجمالي المنح المُخصصة لدول القارة الإفريقية تزيد على 12781 منحة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وفى التخصصات المختلفة خلال العام 2022/2023، وتشمل: منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية في وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأضاف أنه تم توقيع اتفاقية إنشاء مقر وكالة الفضاء الإفريقية بالقاهرة، والتي تستضيفها مصر تنفيذًا لقرار القمة الإفريقية في فبراير 2019, مما يُساهم في تطوير وازدهار قطاع تكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها في القارة .
وأوضح أن توقيع الاتفاقية يمثل نقطة البدء في تشغيل وتنفيذ سياسة واستراتيجية إفريقيا للفضاء على أرض الواقع، وتحقيق أهداف أجندة إفريقيا 2063.
ولفت إلى جهود الوزارة في دعم أشقائها من خلال تخصيص منح تدريب قصيرة الأمد لشباب الدول الإفريقية في مجالات البحث العلمي، ومنها: (الفضاء والاستشعار من البُعد، وبحوث الفلك والجيوفيزياء، والبحوث الصحية والأوبئة وبحوث الفلزات والبترول).
كما أشار إلى أن الوزارة تعمل على استخدام وتوظيف بيانات الأقمار الصناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة، وكذلك تعظيم الفائدة من الموارد البحرية ورصد وتخريط الأماكن الواعدة للصيد المفتوح.
كما أكد أنه تم تقديم تدريب لعدد 28 متدربًا إفريقيًا ممثلًا لـ 14 دول إفريقية على الزراعة والغذاء والتربة باستخدام تقنيات الاستشعار من البُعد ونُظم المعلومات الجغرافية.
كما أضاف تقديم كل الدعم لمختلف دول القارة من خلال استضافتها لمقر اتحاد الجامعات الإفريقية لدول شمال إفريقيا، والذى يقوم بالعديد من الأنشطة كالتدريب والتوعية، وكذلك للاتحاد العام للجامعات الإفريقية من خلال تنظيم مؤتمرات لدعم البحث العلمي، والشراكة في البحوث الطبية والصيدلانية.
كما لفت إلى فتح أبواب الجامعات لاستقبال الدارسين الأفارقة لاستكمال دراستهم بكليات القطاع الصحي، حيث بلغ عددهم 7037 طالبًا، في حين يتواجد 1930 طالبًا بمرحلة الدراسات العليا، و229 طالبًا على منح الدراسات العليا .
كما أوضح إلى وجود 4 معاهد وكليات للدراسات الإفريقية بالجامعات المصرية، حيث تمت الموافقة على إنشاء معهد الدراسات الأفروأسيوية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، فضلاً عن قيام كليات الطب بتنظيم قوافل طبية لإفريقيا، تم خلالها فحص 1000 حالة وإجراء أكثر من 600عملية جراحية.
واستعرض نجاح العديد من الجامعات في إبرام 60 مذكرة تفاهم في مجال الصحة مع الدول الإفريقية، حيث جاءت الإسكندرية كأكثر الجامعات في عدد مذكرات التفاهم في مجال الرعاية الصحية بعدد 25 اتفاقية تعاون.
وفي مجال التعاون البحثي مع إفريقيا، نوه إلى أن عدد الشراكات البحثية بلغ 208 ألف بحثًا مشتركًا، منها 309 بحثًا مع نيجيريا، و295 بحثًا مع جنوب إفريقيا.
كما نوه إلى أن الوزارة قدمت العديد من المبادرات لمواجهة تحديات القارة الإفريقية في مجال الرعاية الصحية من خلال إطلاق الجامعات العديد من القوافل الطبية سنويًا لدول حوض النيل، وتقديم العلاج ، وإجراء الجراحات .
ومن جانبه، لفت د. إسلام أبوالمجد مستشار الوزير للشئون الإفريقية إلى بعض الخدمات التي تقدمها المراكز والمعاهد والهيئات البحثية للقارة الإفريقية، ومنها: الخدمات التي يقدمها القطاع الإكلينيكي بمعهد بحوث أمراض العيون؛ لدعم القطاع الصحي في قارة إفريقيا، وشملت التعاون الدولي وتدريب الأطباء من الكوادر الإفريقية، واستضافة امتحانات زمالة كلية الأطباء والجراجين الملكية في جلاسكو ، والقوافل الطبية.
فضلًا عن توقيع بروتوكول تعاون بين المعهد ومؤسسة مرسال للأعمال الخيرية والتنموية، مشيرًا إلى الخدمات التي يقدمها معهد تيودور بلهارس لإفريقيا، والمركز القومي للبحوث للقارة الإفريقية سواء العلمية أو المجتمعية، وغيرها من الخدمات.
كما استعرض المشاركات الرسمية في اجتماعات الاتحاد الإفريقي، ، حيث تم حضور أكثر من 20 اجتماع وزاري لوزراء التعليم العالى والبحث العلمى الأفارقة وعدد 16اجتماع تحضيري للمشاركة في إعداد وتنفيذ الإسترتيجيات العلمية والتقنية بالقارة الإفريقية وخصوصًا إستراتيجية العلوم والابتكار التي تم الانتهاء منها، وستعرض على القمة الإفريقية القادمة.
وأشاد باستضافة مصر الاجتماعات الوزارية، ومنها الأسبوع العالمي للفرنكوفونية العلمية، برعاية رئيس الجمهورية، وبحضور أكثر من 30 وزيرًا إفريقيًا.
جدير بالذكر أن هناك العديد من مسابقات الإبداع والابتكار للموهوبين وصغار الباحثين بالمراكز البحثية؛ لزيادة الوعي حول أهمية التعليم والبحث العلمي، كقاطرة للتنمية في إفريقيا، وتحقيق أجندة إفريقيا 2063، والتي تُعيد لمصر الريادة من خلال اجتذاب الطلاب والمُبدعين للتناغم والتعاون المُشترك، والوقوف على إمكانيات في البحث العلمي.
هذا إلى جانب تنظيم الوزارة للعديد من المؤتمرات العلمية بمشاركة الخبراء الأفارقة والأكاديميين؛ بهدف زيادة التبادل العلمي في مختلف التخصصات الطبية والعلمية والتقنية، ومن أبرزها التعاون مع الأكاديمية الإفريقية ، وجار التنسيق مع الأكاديمية في الإعداد لمؤتمر الابتكار والهندسة.
وشاركت وزارة التعليم العالي في إعداد أجندة الابتكار للتعاون الإفريقي الأوروبي، والتي تشتمل على 4 عناصر مهمة، وهي (الصحة العامة، والتحول الأخضر، والقضايا المتقاطعة، والعلم المفتوح).
ويعد اهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بملف التعاون الإفريقي يعد من أولوياتها ، من خلال تقديم الدعم للأشقاء بدول القارة الإفريقية، وذلك في إطار التوجيه الإستراتيجي للقيادة السياسية .
وسيستمر الدعم للأشقاء الأفارقة سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا من خلال كافة الجامعات ، وتوفير المزيد من المنح للطلاب الأفارقة، وتبادل الخبرات المشتركة في شتى مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.