أهم الأخبارمقالات

كن عاقا لوالديك !

بقلم سماح سعيد:

بداية أتقدم بخالص التهنئة لطلاب وطالبات الثانوية العامة الذين نجحوا بامتحانات الدور الأول للعام الدراسي2022_2023،،ولمن لم يحالفه الحظ سواء سيلتحق بالدور الثاني  أو للإعادة من جديد ، اجتهدوا وبإذن الله تنالوا التوفيق والنجاح على على قدر مماثل لتعبكم ومثابرتكم فهذا حصاد ما زرعتم .

و هنا سأهمس فى أذن أولياء أمور الطلبة خاصة الأمهات ،فمنذ سنوات اجدهم يتدخلون فى أدق تفاصيل تلك السنة المحورية بداية من حجز الدورس الخصوصية و نهاية بالنتيجة، بجحة أن الشاب أو الفتاة غير مهتم ، تلك مشكلتك فى تربيته لانه تعود الاتكال عليك،  فإذا لم ينشغل بمستقبله وتعليميه فاتركيه كى يتعلم أقسى الدروس الحياتية.

فقد استفزني جدا مشاهد الأمهات الجالسات بجوار المدارس التى يمتحن فيها أبناؤهم وقراءة القرآن وكأن الطالب متوجه نحو جبهة القتال ليحارب عدوا ! لماذا لم نر تلك المشاهد فى الثمانينات وتسعينات القرن الماضى ؟، كان الأمهات اغلبهن  اميات لكنهم خلقوا منا  فتيات وشبابا نعرف معنى الاعتماد على النفس ، لا تعرف الأم اسماء المواد الدراسية التي  كنا ندرسها .

عزيزتي الأم هذه ليست حنية ،  أنا أم لبنتين ويشهد الله ما ذهبت وراءهم  يوما فى امتحانات الثانوية العامة،  لأنى أدرك تماما أن هذا لن يغير فى النتيجة شيئا  ، أنتن بطريقة لا ارادية تضاعفون من ضغطهم العصبى ، بل على العكس قد يؤدى هذا إلى نتيجة عكسية فى أداء الطالب ، فماذا لو قمنا بالدعاء لهم فى المنازل هل سيختلف أم أن رصيف المدرسة هو الأقرب إلى الله .

لتأتى مرحلة الصراخ والعويل عندما نأتي الي  أسئلة قياس  الطالب المتميز هنا تبدأ الكارثة ، وتلك نتيجة الدلع االذى نعانى منه جميعا فى تربية أبنائنا،  فلا نريده أن يستعصى عليه شيئا أو أن ما حصده طوال العام من مجموع لن يدخله الكلية التى تمناها .

فلذات اكبادنا ليسوا بالعباقرة إلا من رحم ربي والامتحانات ليست رهن اشارتك  ، حتى بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة،  ظهر الكثيرون يشتكون ضعف المجموع وكيف يحدث هذا وسط كل الدورس وحفظ الطالب للمنهج ، انتم من زرعتم داخلهم هذا الشحذ النفسى ، لماذا لا نتعامل على إنها سنة عادية وليست عنقا للزجاجة كما كان يطلق عليها من قبل .

نصيحتي لكل أم لا تبالغين فى تدليل أولادكم وتأكدي أن النجاح و التوفيق رهن إرادة الله أولا و ليس بالدورس الخصوصية ولا بأكبر مجموع هذا مستواه الفعلى و ليس كل ما يتمناه متاح ، وماذا بعد حصوله علي درجات تمكنه من دخول كليات القمة والتى تعد سببا فى فوبيا الثانوية العامة ثم لا ينجح فى مشواره العملى لانه اشبه بالثور المعصوب العينين ولا يسمع إلا لترهيب أمه أو ابوه ومحاكاة الآخرين، بلدنا اكتظت بالشهادات العليا و  ما ينقصنا هو التميز والإبداع حتى  لو كان التعليم متوسطا  .

أيها الطالب كن عاقا لوالديك فى تلك السنة المصيرية ، غرد خارج السرب ، كن مبدعا وفقا لما يمليه عليك قلبك  ولا تنصت لأحد، حتى لا تندم  في نهاية الطريق على ما اختاره لك من حولك، لتجد نفسك وحيدا وسط عالم لا يمثلك ،، كن دائما نبراسا ملهما للتجديد والابتكار دون محاكاة الآخرين.

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى