أهم الأخبارنافذة التعليم

بدء فعاليات اليوم الدولي لمحو الأمية وتعليم الكبار

شهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم  فعاليات اليوم الدولي لمحو الأمية وتعليم الكبار، الذي ينظمه المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة.

 

وفى مستهل كلمته الوزير بالحضور من الخبراء والشركاء في برامج تعليم الكبار ، معربًا عن شكره وتقديره للمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة على الدعم والتعاون مع الهيئة  والوزارة في عدة مشروعات.

وأكد على تعزيز التعاون والشراكة مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة في مختلف مجالات التعليم.

كما أعرب عن سعادته للمشاركة فى تلك الفعاليات، والتى تهدف إلى تذكير العالم بأهمية تعليم الكبار وكذلك إتاحة فضاءات للنقاش حول التحديات والفرص والإنجازات على المستوى الدولي والمحلي.

وقال : “إن احتفال اليوم الدولي لمحو الأمية لهذا العام يأتي في مرحلة انتقالية يمر بها العالم، ونحن في منتصف الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى 2030، والتي تشكل محو الأمية وتعليم الكبار هدفًا أساسيًا فيها، وكذلك نحن في مرحلة انتقالية بعد أزمة كوفيد-19 التي أدت الى تفاقم التحديات التعليمية في العالم ، وتمثل ذلك في زيادة عدد الأميين والمتسربين “.

وأوضح الاهتمام الكبير بمشكلة الأمية، حيث سن قانون التعليم الإلزامي وقواعد عامة لتعليم الكبار عام 1924، وتم إنشاء هيئة تعليم الكبار عام 1991، والتي تعد الأكبر في المنطقة العربية والأكثر تأسيسًا بفروعها المنتشرة في جميع المحافظات.

كما أوضح أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة، وكذلك الشركاء من الجمعيات الأهلية فإن زيادة أعداد الأميين خصوصًا بين الإناث وفي المناطق النائية يعود لأسباب مختلفة، أهمها وأخطرها عدم توفر المعلومات الدقيقة، وكذلك ضعف الحوكمة والتنسيق بين الشركاء، وتدني الدافعية لدى الأميين للانضمام الى برامج تعليم الكبار و تحدي الزيادة السكانية.

وتابع قائلا : “لدينا إدراك يقيني أن محو الأمية للكبار حق أساسي من حقوق الانسان، ووسيلة للتمتع بالحقوق الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والصحية، وركيزة لبناء أسس السلام والتنمية في الجمهورية الجديدة، ونرى أن محو الأمية ليس فقط لتحقيق منافع ذاتية، ولكن رافعة أساسية لتحقيق التحولات المرجوة لتنمية أكثر استدامة”.

كما أكد أن هناك بعض التوجيهات اللازمة لإجراء تحولات حقيقية في تعليم الكبار ، أولها إعادة تصور التعريفات والمقاصد في محو الأمية؛ ليكون مؤشر التحرر منها ليس تعلم الهجائية فقط، ولكن تعزيز القرائية، لتشمل القدرة على فهم وتحليل النصوص وإبداعها، وكذلك ضمان إمداد المتحرر  بالمهارات والقيم والمعارف اللازمة لتنمية ذاته والمشاركة الكاملة الناشطة في مجتمعه.

وأضاف أن  التوجيه الثاني يتمثل في التحول في قناعتنا في محو الأمية من مفهوم كفاية واحدة في زمن محدد الى سلسلة متصلة من الكفايات القابلة للتغيير طوال الحياة، على سبيل المثال الضروريات الحالية لدمج التعلم الرقمي، والدراية الإعلامية، والوعي البيئي والصحي، ومهارات الاتصال و التفكير النقدي، وبناء المشروعات في برامج تعليم الكبار.

وأشار إلى أهمية التحول لتصبح رؤية التعلم مدى الحياة ممارسة وثقافة مجتمعية في كل القطاعات الرسمية وغير الرسمية وفي كل الأماكن منها المصنع والأسرة والنادي، وتوسيع الشراكات لتشمل القطاع المدني والخاص وقطاع الاعمال ويكون ذلك بمنهجية تكاملية وحوكمة وتنسيق دقيق.

كما أشار أنه ذلك  يحتاج الى إجراءات ملموسة وتغيرات تشريعية، وتحولات في البرامج وتوسيع الشراكات والحوكمة المنظمة، وقبل ذلك بناء قناعات مجتمعية والاستماع الى صوت وحاجات الأميين المحلية.

كما قال : “تم إعداد مبادرة وطنية لتعزيز القرائية وتطوير استراتيجية للتعلم مدى الحياة، وقد بدأت الوزارة بالتعاون مع الشركاء بوضع الخطوط العريضة لإنجاز المبادرة الوطنية، وسوف تستوعب وتترجم المبادرة كل ما جاء من تطورات فكرية عالمية في تعلم الكبار فى مؤتمرى كونفينتيا السابع في مراكش و الأمم المتحدة 2022، ولكن بترتيبات ومعايير وطنية واقعية.

كما أضاف أن المبادرة سوف تعكس نهجًا تحوليًا في عمل هيئة تعليم الكبار، وكذلك اتخاذ نهج الشراكة الفاعلة التكاملية مع الجهات الحكومية والقطاعات المدنية، وكذلك إجراء تغييرات حقيقية في المحتويات والبرامج والأساليب، مشيرا إلى أنه يتم تطوير المبادرة بالتعاون مع مكتب اليونسكو، متمنيا من جميع الشركاء  إنجاح المبادرة الوطنية.

ومن جانبها، أكدت نوريا سانز المدير الإقليمي بمنظمة اليونسكو بالقاهرة على أن اليوم العالمي لمحو الأمية في غاية الأهمية لتأثيره على أحد الحقوق الأساسية للإنسان، مشيرة إلى أن محو الامية يعد أمرًا أساسيًا لتزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات والكفاءات ذات الصلة، وتحويل التعليم، وتشكيل مجتمعات أكثر استدامة وسلمية.

وتحدثت عن المبادرة الجديدة التي تتضمن حزمة تعليم وتعلم شاملة جديدة للمرأة  يتم تطويرها من قبل مكتب اليونسكو ، وهيئة تعليم الكبار، ومعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة.

وأكدت أن تمكين المرأة من خلال اكتساب المهارات والمعرفة الأساسية خطوة نحو المساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة .

وأشارت إلى أن القراءة والكتابة والحساب هم محرك للتنمية المستدامة، فهي تمكن الأفراد وتساعد على اكتساب المزيد من المعرفة والمهارات والكفاءات الضرورية لتحسين العمل والعناية بالبيئة ونوعية الحياة؛ وهذا ما تهدف  اليونسكو إلى تحقيقه.

وفى كلمته، أكد الدكتور محمد ناصف رئيس هيئة تعليم الكبار أن تعليم الكبار يُعد أحد الأدوات والمفاتيح الرئيسية داخل المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وشدد أن  القضاء على الأمية أو الحد منها يعد بمثابة جواز السفر الوحيد للتحرر من الجهل والفقر والمرض والبطالة وتحقيق التمكين الاقتصادي، والاجتماعي، والصحي والأمني والسياسي.

كما شدد أن  اليوم العالمي هذا العام يهدف إلى التوعية بمعاناة أكثر من [775] مليون حول العالم من خطورة الأمية، حيث تمثل النساء ثلثي هذا الرقم العمود الفقري للأسرة التى هي اللبنة الأولى في المجتمع،مؤكدا أن الاهتمام بتعليم المرأة هو الاهتمام بالمجتمع بأسره.

ونوه على التركيز على دور المعلمين وتغيير ممارسات التدريس في ظل التكنولوجيا التي أصبحت توفر الوقت والجهد والتكاليف وتكسب عملية التعلم المتعة وتجعلها شيقة، مشيرا إلى الاستراتيجيات المستقبلية والحديثة للحد من هذه المشكلة، وتبادل الخبرات والتجارب العالمية والممارسات الناجحة.

كما نوه على أهمية استضافة مراكز الفكر ومنتديات الحوار لوضع الاستراتيجيات وتنفيذ أفضل السياسات لقضية محو الأمية لرفع الوعي بأهمية القضية،مؤكدا على حث الشباب على التطوع في محاربة الأمية باعتبارها من أهم المشكلات الاجتماعية التي ينعكس تأثيراتها السلبية على التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

واستعرض المكاسب جراء القضاء على الأمية والتي تساهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وأكثر سلمية، حيث تتمثل  في تحقيق التماسك الاجتماعي داخل المجتمع، وتعزيز مفاهيم الولاء والانتماء، وفهم الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية للمجتمع الذي يعيشون فيه مما يمكنهم من قبول التنوع والقبول بالآخر.

بالإضافة إلى تمكين الدارسين الكبار من الوصول إلى المعلومات وهذا سوف يساعد في الحد من انتشار الإشاعات والمعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة التي قد تحدث الارتباك والصراعات داخل المجتمع الواحد.

هذا إلى جانب مساعدة الدارسين الكبار في حل الصراعات التي قد تنشب بينهم بطرق سلمية، فالأشخاص الذين يجيدون القراءة والكتابة والحساب يستطيعون التعبير عن أفكارهم ومخاوفهم بصورة فعالة وصولاً إلى أرضية مشتركة وحلول وسط.

فضلا عن تعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق التمكين للمرأة؛ فعندما تتعلم المرأة القراءة والكتابة يجعلها ذلك قادرة على المشاركة في عمليات صنع القرار، والحصول على فرصتها الحقيقية في العلم والعمل والمساهمة في تنمية أسرتها ومجتمعها مما يساهم ذلك في بناء مجتمعات أكثر سلمية.

وفى كلمته، أكد الدكتور خالد خضر مدير المركز الإقليمي لتعليم الكبار (اسفيك) أنه علي الرغم من التقدم الكبير في النهوض بمحو الامية في جميع انحاء العالم لا يزال ما يقدر بـ763 مليون شخص تقريبا يفتقرون الي مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية وتمثل الإناث نسبة الثلثين.

ووجه إلى الحاجة ملحة لطرح استراتيجيات وبرامج مبتكرة لمحو الامية خاصة أنها أساس التعلم مدي الحياة بل هو جزء لا يتجزأ ليس فقط من الحق في التعليم ولكن في الحق في الحياة ولن نستطيع أن نرسي أسس المجتمع المستدام والسلمي وإيقاف شعلة الحروب دونها كحد أدني والتعلم المستمر كحق للجميع.

وأفاد أنه من أجل تعزيز مجتمع التعلم الحقيقي يجب ان تتحول انظمة التعلم بعيدا عن الهياكل الصارمة والمجزأه نحو عملية  مدي الحياه المبنية علي تحسين المهارات  في الأماكن الرسمية وغير الرسمية .

وشرح  أهمية الإستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعل التعليم والتعلم أكثر إنتشارا وسهوله وأكثر شمولا.

واستعرض أن المركز الإقليمي لتعليم الكبار في سرس الليان وبالتعاون مع الجهات الشريكة من (مكتب اليونسكو بالقاهرة وهيئة تعليم الكبار, ووزارة التضامن الإجتماعي، ومؤسسات المجتمع المدني) يحاول دائما أن يحقق أهداف منظمة اليونسكو ووزارة التربية والتعليم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة والتعلم مدي الحياة للمتعلم الكبير.

وخلال الاحتفالية قدم الدكتور حجازى إبراهيم مستشار الوزير لمحو الأمية والتعلم مدي الحياة عرضا تقديميًا عن “ملامح الاستراتيجية الوطنية للتعلم مدى الحياة” يوضح مفهوم الأمية والتحرر منها والمعوقات التى تواجه المجتمعات من إحجام الأميين على التعلم والتسرب المبكر من التعليم، والفقر التعليمي، والارتداد إلى الأمية، والقناعات المجتمعية السلبية، مشيرا إلى أهمية توحيد الجهود للمجتمع المدنى للتغلب على تلك المشكلة.

كما عرض الأهداف الرئيسية للمبادرة والحملات القومية لتعليم الكبار والبرامج والمحتويات التعليمية الموسعة، بالإضافة إل ملامح لمنهجية عملها لتكون متوازية ومتدرجة لتؤتى ثمارها وتحقق أهدافها.

جاء ذلك بحضور الدكتور نوريا سانز مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، والدكتور ماري آن تيريز منسون أخصائي برنامج التعليم بمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، ولفيف من الخبراء في برامج تعليم الكبار.

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى