أهم الأخباراخبار محلية وعالمية

ختام جلسات منتدى الاستثمار البيئي والمناخي

كتبت سماح سعيد:

أكد الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة خلال الجلسة على أهمية التوجه نحو الاقتصاد الحيوى والدوار، ووجود شركات مبتكرة تعمل فى هذا المجال.

وأشار إلى وجود كميات كبيرة من الكتلة الحيوية ” bio mass” ، وهو ما دفع وزارة البيئة لعمل استراتيجية لتحديد كمية الموارد وأماكن تواجدها، وتحديد التكنولوجيا المناسبة وتكلفتها، وقد تم تقسيم المحافظات طبقاً للكميات الموجودة بها.

كما أشار إلى أن دول العالم بدأت تتوجه نحو استخدام مخلفات ” bio mass” والتى يمكن أن تُحدث نقلة فى النمو الإقتصادى وتلك المخلفات لها أشكال كثيرة كمشروعات البيوجاز ، و الصرف الصحى ،  الزراعية وغيرها .

وأضاف أن هذه المخلفات تحقق مردوداّ مادياً وتوفر فرص عمل ، كما تساهم فى تحسين الدخل القومى.

وتطرق  للشق الثانى من موضوع الجلسة الذى يتناول السياحة البيئية والتى بدأت فى اتخاذ مسار جديد قائم على استغلال المحميات الطبيعية البالغ عددها 30 محمية .

كما أكد تطوير المحميات ورفع كفاءتها وإطلاق العديد من المبادرات والحملات كحملة “إيكو إيجيب “للترويج .

ولفت إلى النقلة النوعية فى مجال السياحة البيئية، حيث ساهمت جهود وزارة البيئة فى هذا التحول فنجد أن تصريح ممارسة النشاط وصل إلى 125 تصريح فى عام 2018 بعد أن كان 15تصريح .

كما لفت أن عوائد المحميات وصلت هذا العام إلى حوالى 82 مليون جنيه، مُشيراً إلى تمتع مصر بثراء وتنوع كبير فيها سواء كانت بحرية كرأس محمد أو تراث ثقافى كوادى الحيتان.

وفى نهاية كلمته شدد على سعى الوزارة إلى خلق المناخ الداعم الملائم للمستثمرين ، آملاً فى تنفيذ كتالوج يضم الفرص الاستثمارية المتاحة فى المحميات الطبيعية .

في حين، أكد المهندس محمد عبد الكريم رئيس هيئة التنمية الصناعية، أن الهيئة كممثلة لوزارة الصناعة تهتم بتنمية القطاع  من حيث البيئة والمناخ، من خلال عدة محاور تشريعية وإجرائية وبيئية وتنفيذية.

كما شدد على حرص الهيئة على تشجيع المستثمرين للانضمام لمنظومة الاقتصاد الرسمي مما سيساعد على مراعاة البعد البيئي والمناخي، حيث تحولت خلال الشهور الاربع الماضية عدد 1300شركة للقطاع الرسمي.

وأشاد بالتعاون البناءة مع وزارة البيئة خاصة في الشق الإجرائي، الذي ساهم في تسريع وتيرة الحصول على التراخيص وإجراء دارسات تقييم الأثر البيئي والصادر الملاحظات وحلولها.

وأوضح التطلع لإنشاء مناطق صناعية خضراء و وحدة ترشيد الطاقة بالهيئة، والتوسع في المجمعات المجهزة لتصل 17 مجمع.

كما أوضح اتباع نهج الاقتصاد الدوار، وتخصيص مجمعات لتدوير المخلفات الناتجة بالمناطق الصناعية كخطوة على طريق التحول الأخضر.

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد رزق نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، أن الاقتصاد الحيوى يعتبر من الموضوعات الهامة التى بدأ الإهتمام بها فى السنوات القليلة الماضية .

ونوه إلى  تلك السنوات شهدت تحقيق تحديات كبيرة فى مجالات عديدة على أرض الواقع ، و تغيرت المفاهيم الخاصة بالإقتصاد الحيوى و الدوار وأصبح هناك وعى كبير بأهميتها.

كما نوه إلى نماذج كثيرة من المجالات التى يمكن استغلالها كالمخلفات الزراعية و الطبية و مخرجات العملية الصناعية الغذائية ، كل هذه مشروعات يمكن أن تقدم منتج تنافسى قادر على التصدير.

وتابع ضرورة تضافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص وادخال التكنولوجيات الحديثة والاهتمان بالتدريب لنجاح هذا المجال.

كما تضمنت الجلسة عرض فرص الاستثمار في مجال الاقتصاد الحيوي في الشركات الصغيرة والمتوسطة.

حيث تحدثت الأستاذة شهيرة يحيى مدير قطاع التسويق بشركة شيتوزان عن تجربة استخلاص مادة الشيتوزان كسماد عضوي من المخلفات البحرية كقشور الجمبري والاستاكوزا، ودعم صغار المزارعين بتوفير سماد عضوي عالي الجودة لتسميد المحاصيل التصديرية والصناعية.

كما تحدثت عن أن الشركات الصغيرة والمتوسطة لديها فرص واعدة في مجال الاستثمار في الاقتصاد الحيوي.

بينما أفاد محمود شطا مدير تطوير الأعمال بشركة سكاتيك شركاتهم في محطة بنبان للطاقة الشمسية، التي تخطت انتاج الطاقة المتجددة محليا ليتم تصديره وصناعة الوقود الحيوي.

كما أفاد اهتمام الشركة بتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر والاستفادة منه في انتاج الامونيا الخضراء التي تدخل في عدة صناعات، وأيضا مشروع انتاج 40 ألف طن من الايميثانول في دمياط باستخدام المواد الحيوية الناتجة من صناعة السكر.

وأضاف أن هناك اتجاه كبير نحو الاقتصاد الحيوي عالميا وإنتاج الوقود الحيوي، خاصة في ظل معايير الصفقة الأوروبية الجديدة التي ستساعد غلي زيادة الطلب على الوقود الحيوي وتقليل الانبعاثات والبصمة الكربونية.

كما أضاف أن قطاع الطيران على سبيل المثال سيكون على الأقل 6٪ من الوقود المستخدم به حيوي بحلول 2030 وكذلك  النقل البحري.

كما أشاد احمد يحيى المدير التنفيذي لشركة ايكونوبيا، بجهود وزيرة البيئة فى دعم السياحة البيئية وخلق اسلوب مستدام لاستخدام المحميات الطبيعية.

كما تابع أن دعم السياحة البيئية بشكل أكبر سيحقق نتائج غير متوقعة، لافتا لمزايا هذا النوع  الذي يساعد على حماية الطبيعة ودعم السكان المحليين للمحميات باتاحة فرص عمل وصون تراثهم وتقاليدهم، وعرض بعض التحديات التي تواجه القطاع ومنها تحديات اجرائية تمويلية ونقص البيانات.

وفي سياق متصل، قال سيلفان ميرلين نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي :  “لقد نجحت مصر في الربط بين البيئة والمناخ بالاستثمار، وهذه خطوة مهمة”.

كما قال :  أن قطاع السياحة يعتمد بشكل كبير على البيئة وصناعة تدر دخل، لذا حرص برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الشراكة مع مصر في مختلف خطوات تطوير ملف السياحة البيئية سواء تأهيل البنية التحتية وفتح مناطق جديدة وتقديم الخدمات وتعزيز العلاقة مع السكان المحليين.

واستطرد إلى التجربة الملهمة في محمية وادي الحيتان، وحملة ايكو ايجيبت للترويج والتي وضعت مصر على خريطة السياحة البيئية العالمية، والتجارب الناجحة لتطوير المحميات  في رأس محمد ونبق ووادي الريان وسيوة.

وقد شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فعاليات الجلسة الختامية للمنتدى والتى حضر فيها الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، وبمشاركة الأستاذ محمد معتمد مساعد وزيرة البيئة للتخطيط والاستثمار والدعم الموسسي.

وخلال الجلسة استعرض “معتمد “ملخص الجلسات التى تم عقدها على مدار اليوم بالمنتدى والهدف منها، مؤكدا على أهمية الشق الخاص بالفرص الاستثمارية فهو المحور الأساسى للمنتدى فالهدف هو التحول إلى استثمارات بيئية ومناخية ، والتحول إلى فكرة إعادة الاستخدام والتدوير لكافة الموارد ، وتحويل التحدى الى فرصة، وتوفير فرص عمل وزيادة الدخل القومى .

كما ركزت الجلسات أيضا على عدة محاور رئيسية تضمنت محور التمويل، ورؤية الحكومة للقطاع المصرفى والمنظمات الدولية لإمكانية التحول إلى التمويل المستدام وتطبيقه فى مصر والفرص المتاحة والمتطلبات وتطبيق مثل هذه الآليات والاستفادة منها.

بالإضافة إلى الجلستين الختاميتين والتى ركزت على مناقشة موضوعات التنمية الخاصة بالاستثمار في مجالات إدارة المخلفات، والطاقة المستدامة، والسياحة البيئية، والصناعات القائمة على أساس حيوي، والزراعة وإنتاج الغذاء.

واستعرض “معتمد “أن المنتدى استهدف جمع كافة اصحاب المصلحة لإيجاد ارضية مشتركة لسماع كافة الرؤى وتبادل الافكار ، وإتاحة كافة المعلومات والسياسات ووجهات النظر ، للتشبيك بين مختلف أطراف المنظومة واصحاب المصلحة .

وتابع قائلا :  أن الرسالة الأساسية والتى تم الخروج بها من المنتدى أن لدينا العديد من الفرص المتاحة فى مجالات الاستثمار البيئي والمناخي ، ولدينا تحديات كثيرة ولكنها ستساهم فى إيجاد مزيد من الابتكارات، فلقد قدمت عدة شركات تجاربها الرائدة والقائمة على الحلول المبتكرة والغير تقليدية واستطاعت تحويل التحدى الى فرصة وخلق شركات ناجحة ومتنامية.

كما استعرض أن منتدى الاستثمار البيئي والمناخي، هو المؤتمر الاول والذى سيعقبه سلسلة من المؤتمرات، مشيرًا إلى ضروروة التعاون والتكاتف بين كافة الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة على أرض الواقع من مشروعات ناجحة وفرص استثمارية فعلية.

زر الذهاب إلى الأعلى