خيري شلبي والبحث عن قارئ ما
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر:
اعتبر الروائي القدير خيري شلبي الذي رحل عنا سنة 2011 عن عمر يناهز 73سنة فهو من مواليد 1938 أكبر من وصف الواقع المصري خاصة حياة الريف وهناك من اعتبره رائد الواقعية السحرية في الأدب العربي وهو الذي عايش واقع المهمشين عبر مهن كثيرة ، سكن المقابر لأكثر من ثمانية عشر عاما ونام في المقاهي و كتب فيها بعض أعماله وترك لنا ثروة أدبية من روايات وقصص ومسرحيات وكتب نقدية تجاوزت السبعين فرغم هذه الغزارة إلا أن الكاتب خيري شلبي لم ينل الشهرة الكافية والانتشار الواسع وهذه الإشكالية التي يعيشها الكاتب المبدع هو يبحث عن قارئ ما يحتضن كتاباته ويتفاعل معها فيشعر بأنه قد أوصل افكاره إلى غيره و أثر فيهم ..
قال الشاعر والروائي والناقد اليمني علوان مهدي الجيلاني : “كان الكاتب الروائي خيري شلبي كبيراً وعظيماً، ذات مساء من شهر مارس عام 2010م، التقيت به في كفتيريا المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، وسردت له أكثر من ثلاثين مؤلفا من مؤلفاته كنت قد قرأتها، ثم سألته: لماذا لم تنل حقك من التقدير كما يجب؟ نظر إليّ متعجباً وقال: يأتي شاب من اليمن ويخبرني أنه قرأ كل هذا القدر من مؤلفاتي، ثم يسألني لماذا لم تنل حقك من التقدير؟ وهل بعد هذا التقدير تقدير؟ هذا ما يتمناه أي كاتب حقيقي أن يصل إبداعه إلى الناس. وأنت خير شاهد أن ما أبدعته وتعبت عليه عقوداً من الزمن قد وصل فعلاً إلى الناس.”
من حق الروائي خيري شلبي أن يفرح بقارئ ما في أي بقعة من بقاع الأرض، تمنحه بعض الراحة والسكينة و أن كتاباته أثرت في هذا القارئ..
يقول پول أوستر “إنّ القارئ هو الذي يخلق الكِتاب في آخر المَطاف”!.
فبالبحث عن القارئ ليست مهمة الكاتب المبدع وحده بل هو مسؤولية عامة ملقاة على صانعي الثقافة من مؤسسات و دور نشر ووسائل إعلام كل هؤلاء يساهمون في التعريف بالكاتب و كتبه ولم لا يصنعون منه نجما مثل نجوم الفن الذين تسلط عليهم الأضواء في حركاتهم وسكناتهم؟ .
* الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي *
[email protected]