وزير الصحة من نيويورك: حققنا تقدما كبيرا في علاج سرطان الأطفال
أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان احراز تقدما كبيرا في تحسين جودة خدمات ونتائج علاج سرطان الأطفال، من خلال تنفيذ العديد من السياسات المستنيرة التي استهدفت الوصول إلى المرضى بشكل شامل.
جاء ذلك في كلمة وزير الصحة والسكان، خلال جلسة «تحقيق التغطية الصحية الشاملة وسد فجوة البقاء على قيد الحياة في سرطان الأطفال» التي عقدت على هامش الدورة الـ78 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بولاية نيويورك الأمريكية.
وتوجه الوزير بالشكر لجمهورية سلوفاكيا على تنظيم هذه الجلسة، وكذلك لجميع البلدان والشركاء الذين يقودون الجهود الرامية إلى مكافحة سرطان الأطفال في جميع أنحاء العالم.
في بداية كلمته، دعا وزير الصحة والسكان الحضور والمتابعين إلى تخيل حجم الآلم وقوة الصدمة التي ستتلقاها أسرة لديها طفل مليء بالحياة وأمامه مستقبل واعد، عندما يتم تشخيصه فجأة بالسرطان، كيف سينقلب عالمهم رأسا على عقب بسبب هذا الكابوس؟
وتابع أن هذه الصدمة تواجه آلاف الأسر كل عام عندما يتم تشخيص أطفالهم بالسرطان، فيما يكون العديد من هؤلاء الأطفال من أسر فقيرة، حيث تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك عدم الوصول إلى خدمات الأورام المتخصصة، وارتفاع تكلفة العلاج ، علاوة على الوصمة المرتبطة بالمرض.
وأوضح أن السياسات التي اتخذتها الدولة كان لها تأثير إيجابي على سد فجوة البقاء على قيد الحياة للمرضى الصغار، حيث ارتفع معدلاتهم للأطفال بمقدار 5 سنوات لدى 30% من الحالات أوائل التسعينيات، ثم وصل إلى 70% مع بداية عام 2020.
وقال: إن هذا التقدم هو شهادة على تفاني العديد من المتخصصين في الرعاية الصحية والمسؤولين الحكوميين الذين يعملون على تحسين حياة الأطفال المصابين بالسرطان ، مشيرا إلى أن هذه السياسات الرئيسية التي اتخذتها الدولة لتحقيق هذا الإنجاز تضمنت ،إنشاء السجل الوطني المخصص لتجميع بيانات دقيقة عن حالات الأطفال، وهو ما أتاح مراقبة معدلات الإصابة والانتشار وأنواعه التي تؤثر عليهم ، مما أدى إلى تحديد الاتجاهات واستهداف التدخلات بشكل أكثر فعالية.
وأضاف أنه استنادا إلى بيانات السجل الوطني لسرطان الأطفال، تم إطلاق حملات وقائية تستهدف زيادة الوعي بين الأسر ومقدمي الرعاية الصحية، حول العلامات والأعراض المبكرة، بما يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج.
كما أوضح العمل على عدة محاور من أجل ضمان وصول الخدمات بأفضل جودة في جميع أنحاء البلاد، وعلى رأسها محور إنشاء مراكز متخصصة في علاجهم وتجهيزها على أعلى مستوى ودعمها بفرق طبية متعددة في الرعاية الصحية وتدريبهم ، مما انعكس على حصول الأطفال على التشخيص في الوقت المناسب والعلاج والرعاية الداعمة الشاملة.
كما أضاف أن السياسات المبنية على الدليل العلمي التي اتبعتها الدولة تضمنت التركيز على تعزيز البحث والتعاون في مجال سرطان الأطفال، من خلال إقامة شراكات مع مؤسسات دولية شهيرة لتبادل المعرفة والخبرة وأفضل الممارسات، مما ساهم في إتباع بروتوكولات العلاج المتطورة، والمشاركة في التجارب السريرية، وسرعة إدخال العلاجات المبتكرة .
وفي سياق متصل، تحدث عن واحدة من قصص النجاح التي يفخر بها كل مصري، والمتمثلة في مستشفى 57357 الذي لعب دورا حاسما في رعاية الأطفال مرضى السرطان وحقق نجاحات ملحوظة منذ إنشائه، من خلال بروتوكولات العلاج القائمة على الأدلة، والنهج متعدد التخصصات، وصولا إلى تحقيق معدلات بقاء على قيد الحياة مماثلة لنظيره على مستوى العالم.
كما أكد أن أسباب نجاح مستشفى 57357 ترحع إلى خبرته المتخصصة في طب أورام الأطفال والبنية التحتية الحديثة والنهج الشامل الذي يلبي الاحتياجات الجسدية والعاطفية والنفسية للمرضى الصغار وأسرهم.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن الدولة لا تدخر أي جهد في مكافحة سرطان الأطفال، وستواصل العمل «جنبا إلى جنب» مع الشركاء للنهوض بجودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة وتبادل الخبرات والمعرفة، لإحياء الأمل داخل كل طفل من حقه أن يعيش حياة سعيدة وينعم بالعافية.