السعادة رحلة وليست محطة انتظار
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر:
كان صديقي دائما يقول لي : عندما أتقاعد أتفرغ لتحقيق بعض أحلامي المؤجلة و أكون حرا طليقا، أستمتع بوقتي و ابتعد عن ضغوط العمل، بعد أن تقاعد من وظيفته منذ سنوات مازال صديقي قلقا، لم يحقق شيئا من احلامه بل صار مستغلا من الأسرة بحكم فراغه فهو يأخذ الأحفاد إلى المدرسة و يرجعهم إلى البيت بعد نهاية الدوام وهكذا غرق في دوامة الأسرة ، كان ينتظر السعادة ففرت منه …
لهذا السعادة رحلة نعيشها كل لحظة نستمتع بما نملكه من صحة وعافية و بيت و أسرة و ووظيفة حتى ولوكان مرتبها قليلا فهي أحسن من البطالة والفراغ..
السعادة تشع من الداخل، فلا تبحث عنها خارج ذاتك ، صحيح أن الإنسان بحاجة إلى الماديات ولكنها إكسسورات الحياة ليست هي الجوهر، إن كنت تفتقد إلى الهدف والغاية من حياتك فلن تستمتع بما تملكه من سكن واسع وسيارة فارهة و أسرة مستقرة..
السعادة الحقيقية أن نقدر قيمة ما تملك : أنت لا تعرف قيمة الصحة إلا إذا فقدتها و أنفقت المال الكثير على الأطباء طمعا في الشفاء ..
فأنت الآن صحيح معافى فاحمد الله ، أنت ملك متوج وحتى لو تناولت كسرة يابسة وكأس ماء..وقد صدق فردريك كيونغ عندما قال : ل”قد نسينا بأن السعادة ليست الحصول على ما لا نملك بل هي أن نفهم وندرك قيمة ما نملك”.
السعادة أن تمتلك وطنا آمنا مستقرا فكم من أوطان دمرتها الحروب والصراعات فإن كنت آمنا في بيتك وفي حيك وفي وطنك و معافى في بدنك وعندك قوت يومك فأنت قد ملكت الدنيا من كل نواحيها وجوانبها وقد صدق حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال :«مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سربِهِ، مُعَافَىً في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا».
لا تنتظر أن تتوفر لك الظروف المناسبة لتسعد فالظروف لن تتغير و المسؤوليات تزداد مع الأيام فالحل هو أن تعيش لحظتك الراهنة مستيقظا واعيا بالأحداث التي تحيط بك لا تفتح أدراج الماضي ولا المستقبل، أنت تملك حاضرك فأنجز فيه و أبدع وافرح واسعد و انظر إلى السماء الصافية وقل الحمد لله ..
*.الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي *
[email protected]