حماية أم عبادة؟؟
بقلم ريهام عبد الواحد:
المشكلة في التوعية بأهمية أن تعتزل ما يؤيذيك، وأن تنتصر دوماً لذاتك وتحميها، وألا تسمح لعلاقة أن تستنزفك، وأن تقول لكل من يقترب من سياجك النفسي لاااا…
المشكلة أننا اصبحنا متطرفين في الذاتية، موغلين في الأنانية، غارقين في النرجسية، اعتقدنا أننا نتحرر من سجن الآخر فدخلنا في قفص الذات، صرنا أبعد ما نكون عن مفاضلة الأولويات، وتغليب المصلحة العامة ، وحتى ضاقت عتبة التحمل عندنا، وصرنا بعيدين عن سعة النفس وطولة البال والحكمة والاحتواء،
كلما انزعجنا حزمنا حقائبنا وهربنا، لم نعد نميز بين أهمية الهدوء عند غضب الآخر واحتمال شدته.
وبين اعتبار هذا الغضب إهانة تقتضي نسف كل العلاقة والرحيل، لم نعد ندرك أهمية المداراة والتغافل وإدارة المشاعر عند المشاكل، واصبحنا نعتبر كل ذلك أذى يجب اعتزاله، وتكليفا للنفس ما لا تطيق.. حتى لم نعد ندرك مساحة وسعنا.. وكل تحدي صار مما لا نطيق!!
باختصار لقد ضاقت نفوسنا لكثرة ما تطالعنا دعاوى الفردية وحب الذات، وصرنا ندور في فلك ذواتنا، كأنها إله يُعبد، مع العلم أن حب الذات أمر محمود لأنه لا يعني إيذاء أحد، بخلاف ما لو صار أنانية نؤذي بها البشرية ليبقى رأسنا مرتاحا، (أنا ومن بعدي الطوفان)…
حسن الخلق، والصبر، والعطاء، والاحتواء، والمغفرة، وحفظ الود، قيم عليا لا تجعل دعاوى الفردية والذاتية وحقوق النفس تسلبك إياها،الزم الحكمة، وكن دوما بصيرا بالشعرة الفاصلة بين (حماية) ذاتك و(عبادة) ذاتك.. كي لا تترك الجميع فتجد نفسك وحيدا وتدفع الثمن غاليا..