قصتى مع الشرطة في التربيعة !
بقلم سماح سعيد :
اشارككم اليوم قصة واقعية حدثت بالفعل معى ، جاءت نهايتها لتبعث فينا الأمل فى عودة الأمان لربوع مجتمعنا وتحمل بصيصا من الضوء فى ثنايا قلوبنا المظلمة بسبب ما نراه من عبث وفوضى وانهيار قيم المجتمع لدى الغالبية.
البداية كانت فى نصيحة إحدى المعارف فى التوجه إلى ترزى للخياطة الحريمى مشهود له بالمهارة والخبرة فى ازياء السيدات ، فذهبت إليه لعمل قطعة من الملبس، ونظرا لعدم خوض التجربة من قبل سألته من أين اشترى الأقمشة اللازمة ، أجاب قائلا: من محلات” التربيعة” الشهيرة بمنطقة الغورية التابعة لمنطقة الأزهر فى القاهرة .
وعلى الرغم من اقامتى فى القاهرة منذ 23 عاما إلا اننى لم اذهب الي هذا المكان إطلاقا ، ولسوء الحظ كان يوم الأحد لذا فإن غالبية المحال كانت مغلقة بسبب الاجازة الاسبوعية ما عدا قليل منها .
وعندما سألت بائعا للعب للأطفال يفترش الرصيف عن سبب إغلاق غالبية المحال قال: أن اليوم إجازة وحذرنى من الشراء ، فلم اخذ بالنصيحة وقلت فى سرى لا أحد يستطيع أن يجبرنى على شراء أقمشة دون إرادتى.
توجهت إلى بداية الطريق المؤدي إلى محال الأقمشة وسألتهم عن نوعية القماش المطلوب، الجميع أكدوا علي عدم توافره و عرضوا أنواعا أخرى ، فما كان منى سوى الرفض ،حتى وصلت لآخر محل فى أثناء طريقى للعودة الي المنزل ، لا أعرف كيف اشتريت نوعية مختلفة عن القماش المطلوب بفضل أسلوب البائع الذى اقنعني أنه أفضل منه .
وقبل عودتى إلى المنزل ذهبت للتزرى بالقماش الذى اشتريته لاكتشف أنه أحد أنواع الأقمشة التى تستخدم فى بدل الرجال ، والجميع أكدوا لى عدم السماح برجوع القماش و أن استبداله من رابع المستحيلات
ذهبت يوم الأربعاء الماضى و كان في نيتي أن أعاتب التاجر فقط على هذا الموقف ، وانا فى طريقى له وجدت على يسارى النقيب محمود الحباك بنقطة الغورية و الذى يتولي تأمين منطقة السوق و يعمل بها منذ 8 سنوات ، ألقيت التحية وسألته قائلة : هو لو أن أحد التجار غشنى هنا ( اعمل معاه إيه) ؟ وعلى الفور رد قائلا : غشك إزاى؟ سردت له القصة قال :انتظرى 5 دقائق أمين الشرطة بيصلي الظهر وسيرافقك للتاجر لحل المشكلة .
وبمجرد وصولى مع الأمين محمد شريف اخد التاجر القماش واسترديت قيمته وزاد على ذلك إنه لم يتركنى حتى اشتريت القماش المطلوب تحسبا لأي ظروف ، وعندما انتهينا عرفته بنفسى انني صحفية، فقال : نحن فى خدمة الناس دون أن نعرف أسماءهم ولا وظائفهم ، فشكرته هو و النقيب ، واستأذنته فى كتابة القصة وذكر أسمائهما لا للإعلان عنهما ولكن لأننا بحاجة إلى تسليط الضوء علي تلك النماذج المضيئة ، مختتمة كلامى معه قائلة : ” مصر ستكون أحلى بالناس المجتهدة فى عملها مثلكم ،تحية لرجال الشرطة ولكل مواطن يتقن عمله ” .