المعارض الدولية للكتب أعراس للثقافة والمثقفين
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر :
كل الدول تحتفي سنويا بمعارض الكتاب، يلتقي الناشرون والكتاب وعشّاق الثقافة ومحبي الفكر والمعرفة كل يبحث عن ضالته عن كتاب يحتضنه، يستمد منه رحيق المعرفة يغذي به عقله حتى يطفئ لهيب الجوع المعرفي…
“مَعْرِض الكِتَاب هُو معرِض ومُلتقى سنوِيّ يُعنى بِالكِتاب؛ يجمع مُنتِجِي ومُسوِّقِي الكِتَاب وصُنَاعِهِ مِن مكتبات ودُور نشر ومُوزِّعُين ومُنتِجُي الوسائِط التَّعلِيمِيَّة ومُؤَسَّسات الثَّقَافة ومُنظَّمات حُكُومِيَّة وشبُه حُكومِيَّة والمكتبات العامَّة ومراكِز البُحُوث والجمعِيَّات ومُؤَسَّسات التَّعلِيمِ ووسائِل الإِعلام ومعارِض الكِتَاب ونحَّوها مِن التَّصنِيفَات ذَات الاِهتِمام والصِّلة؛ مع الجُمهُور والمُهتَمِّين.
وفِي أَغلَب الأَحيَان يتجاوز معرِض الكِتاب كونُهُ مُجرَّد سُوقٍ كبِيرٌ ومُؤَقت لِلكِتاب؛ فيشمُل العدِيد مِن الفعَّالِيَّات والأَنشِطة مِثل النَّدوات الثَّقافِيَّة ووُرُش العمل والمعارِض واللِّقاءات؛ ضِمن إِطار الكِتاب ومُحتواه وصِناعته”(1).
اول و أقدم معرض للكتاب عرفته البشرية هو معرض فرانكفورت الدولي يعود إلى خمسمئة عام ، يعود إلى الفترة التي ظهرت فيها الطباعة على يد يوهانس غوتنبرغ في بلدة مينز القريبة من فرانكفورت بحيث فكر ناشرو الكتب إلى إقامة هذا المعرض للإعلان عن كتبهم و إصداراتهم …
وفي عصرنا الحالي بدأ تاريخ تأسيسه الفعلي يوم 18 سبتمبر 1949م…
كان أول معرض عربي يقام للكتب في بيروت في 23 نيسان سنة 1956، ثم تتابعت بعده المعارض العربية كمعرض القاهرة الدولي بدأ في عام 1969، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب .
وهكذا بدأت الدول العربية تنظم معارضها للكتب وتجعل منها عرسا ثقافيا تقام فيه الندوات و تلقى المحاضرات و تدعى إليه الأسماء الثقافية الكبيرة المشهورة لتقدم تجاربها وخبراتها الثقافية وتستغل دور النشر الفرصة لعقد صفقات البيع و كذلك الكتاب يبيعون كتبهم بالإهداء ويسوقون إنتاجاتهم الإبداعية وينتهزون الفرصة لإجراء حوارات و لقاءات مع وسائل الإعلام وكذلك الفنادق تتهيأ لاستقبال الضيوف الذين يأتون من ولايات بعيدة فيضطرون للحجز فيها والمبيت طوال أيام المعرض…
فالمعارض الدولية للكتب هي مقياس ومؤشر على مدى تطور الدول و اهتمامها بالثقافة والاستثمار في عقول ابنائها …وقد صدق ديفيد ثورو حينما قال : “الكتب هي ثروة العالم المخزونة، وأفضل إرث للأجيال والأمم “..والحضارة تبدأ بالاهتمام بالكتاب .
قال والفيلسوف والأديب اللبناني ميخائيل نعيمة : “عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ، عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قوما متحضرين “.